|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() مشكلة بين زوجي وأهلي الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل السؤال: ♦ الملخص: امرأة متزوجة حدَثت قطيعةٌ بين زوجها وأهلها بعد شجارٍ، وقد حلف زوجُها ألا تذهبَ إلى بيت أهلها. ♦ التفاصيل: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته: أنا امرأة متزوجة، حدث شجار كبير بين زوجي وأهلي، وإثر ذلك قام زوجي بمنعي من زيارة أهلي، وخيَّرني فوضَع أهلي في كِفَّة ووضع نفسه وابننا في كفة أخرى، فاخترتُ بيتي وابني، وقاطعتُ أهلي خمسة أشهر، وكان أهلي يريدون مني أن أُطلَّق، علمًا بأن أهلي هم مَن بدؤوا بالخطأ في حق زوجي، فسبُّوه واغتابوه. منذ مدة يسيرة كلَّمتني أمي دون علم زوجي، وسؤالي هو: هل يحرُم عليَّ كلام أمي دون علم زوجي، خاصة أنه قد أقسَم عليَّ ألا أُكلم أحدًا من أهلي؟ وسؤالي الآخر: هل يَحرُم عليَّ أن أذهَب أنا وابني إلى أهلي دون علم زوجي؟ الجواب: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته: الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد: فعند قراءة سطور مشكلتك تبيَّن لي الآتي: أهلك غير متوافقين مع زوجك، وزوجك كذلك غير متوافق معهم، ويبدو أن بينهم خلافات قديمة، ولكنها تفاقمت أخيرًا، ويبدو أن والدك سريع الغضب، وكذلك زوجك، والدليل وصولهم بعد الشتائم إلى حد الضرب، لكن السؤال الآن: ما الحل؟ أهم علاج هو الدعاء لهم جميعًا بإخلاص أن يشفيهم الله من الغضب، ومن التباغض، ومن سوء الظن، فهذه الثلاثة في الغالب مَن ابتلي بها ظُلِم، وأظلم قلبُه واعتدى. يجب على من ابتدأ منهم بالشتائم والضرب الاعتذار للآخر، ولا بد أن يتدخل عقلاء العائلتين لمناصحتهما وللإصلاح بينهما. أكثري من الاسترجاع ومن الصدقة قدر استطاعتك، فهما علاجان عظيمان لتفريج الكرب. أما مطالبة أهلك بطلب الطلاق، فذلك لا يحق لهم، وليس لك طاعتهم في ذلك، ولكن تودَّدي لهم، وأحسني إليهم، وأفْهميهم برفقٍ وحكمة عدم جواز طلبهم. ومطالبة زوجك لك بهجر أهلك غير جائزة له؛ لأنها أمر بمنكر، وهو العقوق للوالدين، فيناصَح بهدوءٍ وحكمة، وإن كان زوجك قد حلف عليك بعدم التواصل مع أهلك، فعليه العدول عن ذلك، والتكفير عن يمينه بإطعام عشرة مساكين، أو كسوتهم، أو تحرير رقبة، فمن لم يجد شيئًا من ذلك، فينتقل إلى صيام ثلاثة أيام متفرقة أو متواصلة؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من حلَف على يمين، فرأى غيرها خيرًا منها، فليُكفر عن يمينه، وليفعل الذي هو خير)؛ رواه مسلم. ويُنصَح زوجك بألا يحلف إلا على أمر ضروري، وينصح بألا يتلاعب بالحياة الزوجية في أيمانه، فإن كان حالفًا على شيء ضروري، فليحلف بالله سبحانه، ولا يذكر الطلاق مطلقًا في الحلف. ويُناصَحون جميعًا بفضيلة العفو والصفح، ويُذكَّرون بقوله سبحانه: ﴿ فَمَنْ تَصَدَّقَ بِهِ فَهُوَ كَفَّارَةٌ لَهُ ﴾ [المائدة: 45]، وقوله عز وجل: ﴿ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ ﴾ [آل عمران: 134]، وقوله سبحانه: ﴿ فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ ﴾ [الشورى: 40]. وتُذكَر لهم قصة أبي بكر مع مسطح بن أثاثة في حادثة الإفك، وكيف أن الله سبحانه أمر أبا بكر رضي الله عنه بإعادة النفقة إلى مسطح، ووعده على عفوه عن مسطح بمغفرة ذنوبه، وأن والدك وزوجك إذا تصالَحا وتنازَل كلٌّ منهما عن حقِّه، كان ذلك سببًا لمغفرة ذنوبهما. حفِظكم الله، وأعاذ والدك الكريم وزوجك العزيز وأُختك من نزغات الشياطين، ومن جمرة الغضب، ومن سَوءة الظلم، وصلِّ اللهم على نبينا محمد ومن والاه.
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |