تحرير مسألة المعرب في القرآن الكريم جميع ما في القرآن عربي، ولا يفهم إلا على مقتضى لغ - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1289 - عددالزوار : 137313 )           »          ما هي المصادر التي يأخذ منها الأصوليون علم أصول الفقه؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          إطلالة على أنوار من النبوة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          تخريج حديث "إن الله ليعجب من الشاب ليست له صبوة" (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 22 )           »          حالات صفة صلاة الوتر على المذهب الحنبلي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          من هو السُّنِّي؟ وهل يخرج المسلمُ من السُّنَّة بوقوعه في بدعة جاهلًا أو متأولًا؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 23 )           »          حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4944 - عددالزوار : 2044261 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4519 - عددالزوار : 1313450 )           »          إنه ينادينا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 24 - عددالزوار : 5617 )           »          السَّدَاد فيما اتفقا عليه البخاري ومسلم في المتن والإسناد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 59 - عددالزوار : 8197 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى القرآن الكريم والتفسير
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى القرآن الكريم والتفسير قسم يختص في تفسير وإعجاز القرآن الكريم وعلومه , بالإضافة الى قسم خاص لتحفيظ القرآن الكريم

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 25-01-2023, 01:23 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,030
الدولة : Egypt
افتراضي تحرير مسألة المعرب في القرآن الكريم جميع ما في القرآن عربي، ولا يفهم إلا على مقتضى لغ

تحرير مسألة المعرب في القرآن الكريم جميع ما في القرآن عربي، ولا يفهم إلا على مقتضى لغة العرب
محسن خلف سليمان




أولًا: تحرير محل النزاع:
"أمَّا أن القرآن عربي، فهذا عين الحق، ليس هذا فحسب؛ بل إن عربية القرآن شاهد على عربية العرب، لا العكس: لا يصح لها فصيح متفق عليه إلا الوجه الذي نزل به"[1]؛ ولكن البحث في وجود ألفاظ أعجميَّة معربة في القرآن، يقول الإمام القرطبي (ت:671): "لا خلاف بين الأُمَّة أنه ليس في القرآن كلام مركب على أساليب غير العرب، وأن فيه أسماء أعلامًا لمن لسانه غير لسان العرب؛ كإسرائيل، وجبريل، وعمران، ونوح، ولوط، واختلفوا هل وقع فيه ألفاظ غير أعلام مفردة من غير كلام العرب؟"[2]، وبهذا يتبيَّن محل النزاع، وأنه ليس منه ما ذكر القرطبي من إجماع الأُمَّة عليه، وكذلك يجب أن يخرج من الخلاف مسألة وجود ألفاظ أعجميَّة بحتة لم يستخدمها العرب في القرآن، يقول الإمام القرطبي (ت:671) نقلًا عن أبي عبيدة مَعمَر بن المثنَّى (ت: 209): "وأمَّا إن لم تكن العرب تخاطَبَت به، ولا عرفتها، استحال أن يخاطبَهم الله بما لا يعرفون، وحينئذٍ لا يكون القرآن عربيًّا مبينًا، ولا يكون الرسول مخاطبًا لقومه بلسانهم، والله أعلم" [3]، ويقول ابن عطية (ت: 546): "والذي أقوله: إن القاعدة والعقيدة هي أن القرآن نزل بلسان عربي مبين، فليس فيه لفظة تخرج عن كلام العرب فلا تفهمها إلا من لسان آخر"[4] فانحصر الخلاف في وجود "المعرَّب" في القرآن؛ أي: ألفاظ أصلها غير عربي؛ ولكن استخدمتها العرب. ولذلك ألَّف السيوطي كتابًا سماه "الْمُهَذَّبَ فِيمَا وَقَعَ فِي الْقُرْآنِ مِنَ الْمُعَرَّب"، ويقول الجوهري: "تعريب الاسم الأعجمي أن تتفوَّه به العرب على مناهجها"[5]، فهو اللفظ الذي ذابت عُجْمةُ معناه في عروبة صورته بعد تعريبه؛ وبِناءً على ما تقدَّم يخرج من الخلاف؛ ومِن ثمَّ من البحث ما يلي:
1- عربية أساليب القرآن.
2- وجود ألفاظ لم يستخدمها العرب أو لم يفهموا معناها.
3- وجود أسماء أعلام أعجمية.

ثانيًا: مناقشة محل النزاع:
ذهب الأكثرون ومنهم الشافعي (ت:204)[6]، والطبري (ت:310) وأبو بكر بن الطيب الباقلاني (ت: 403)[7]، وأبو عبيدة مُعمَّر بن المثنى (ت: 209) وابن فارس (ت:395) إلى عدم وقوع ألفاظ غير عربية، وشدَّد الشافعي النكير على القائل بغير ذلك، وذهب أبو عبيد القاسم بن سلام (ت: 224) وغيره لوجودها فيه، "وأن تلك الألفاظ لقلتها لا تُخرج القرآن عن كونه عربيًّا مبينًا، ولا رسول الله عن كونه مُتكلِّمًا بلسان قومه"[8]، ولا يُقدَح في عروبة القرآن على كلا القولين، فمن يقول بعدم وقوعها فالأمر واضح، ومن يقول بوقعها فيقول: إنها نادرة، واستخدمتها العرب في كلامها فسارت مُعرَّبة، وأن المقصود بلسان العرب ما نطقت به العرب في كلامها، يقول ابن عطية (ت:546): "حقيقة العبارة عن هذه الألفاظ أنها في الأصل أعجمية؛ لكن استعملتها العرب وعربتها فهي عربية بهذا الوجه، وما ذهب إليه الطبري من أن اللغتين اتفقتا في لفظة فذلك بعيد؛ بل إحداهما أصل، والأخرى فرع في الأكثر؛ لأنا لا ندفع أيضًا جواز الاتفاق قليلًا شاذًّا"[9].

"قال أبو عبيد القاسم بن سلام (ت:224): والصواب عندي مذهبٌ فيه تصديقُ القَوْلين جميعًا؛ وذلك أنَّ هذه الحروف أصولُها عجمية كما قال الفقهاء؛ إلا أنها سقطت إلى العرب فأعْرَبتها بألْسِنتها وحوَّلتْها عن ألفاظ العَجَم إلى ألفاظها، فصارَتْ عربيةً، ثم نزل القرآن وقد اختلطت هذه الحروف بكلام العرب، فمن قال: إنها عربية، فهو صادق، ومن قال: أعجمية، فهو صادق"[10]، والدليل على رجحان هذا المذهب قول ابن فارس (ت:395) -وهو مِمَّن يُنكِر وجود الأعجمي في القرآن-: "لو كان فيه من لغة غير العرب شيء لتوهَّم مُتوهِّم أنالعرب إنما عجزت عن الإتيان بمثله؛ لأنه أتى بلغاتٍ لا يعرفونها"[11]، فظهر أن مِن المعترضين مَن يقصد الاعتراض على وجود ألفاظ لم يعرفها العرب.

وهناك ألفاظ قيل: إنها أعجمية، والعرب لا تعرف غيرها، فكان لزامًا أن يُخاطبوا بما يعرفون، ومن ذلك "التنور"، قال تعالى: ﴿ حَتَّى إِذَا جَاءَ أَمْرُنَا وَفَارَ التَّنُّورُ ﴾ [هود: 40]، قال ابن دريد: "قال أبو حاتم: التنور ليس بعربي صحيح، ولم تعرف له العرب اسمًا غير التنور؛ فلذلك جاء في التنزيل: ﴿ وَفَارَ التَّنُّورُ ﴾؛لأنهم خوطبوا بما عرفوا"[12]، وكذلك كلمة "دِرهم: معرب، وقد تكلَّمت به العرب قديمًا؛ إذ لم يعرفوا غيره" [13].

واستخدام الألفاظ الأعجمية وجريانها على ألسنة العرب ليس بأمر مستغرب عندهم، فمسألة التلاقُح بين اللُّغات أمر محتوم؛ بل محمود إن دعت إليه الحاجة [14]، وشعراء الجاهلية لهم استخدام للألفاظ الأعجمية خصوصًا الفارسية، فمنهم المُكْثِر ومنهم المُقِل؛ مثل: الأعشى، وعدي بن زيد، وامرئ القيس، وعبيد الأبرص، وكذلك من الشعراء بعد الإسلام؛ كبشَّار بن برد، وأبي نواس، وابن الرومي، فمسألة التعريب مسألة مألوفة عند العرب قبل الإسلام.

"ومن ذلك قولهم لبيت المقدس "أُرى شَلَم" قال الأعشى:
وقد طفت للمال آفاقه
عُمان فحمص فَأُورى شَلم[15]






وجاء عند امرؤ القيس "السجنجل"، "والسَّجَنْجَل روميّ معرَّب، وَهِي الْمرْآة"[16]
مهفهفة بيضاء غير مفاضة
ترائبها مصقولة كالسَّجَنْجَل






وذكر لبيد بن ربيعة في معلقته "الجمان"، وهي الدرَّة المصوغة من الفضة، وأصل هذا اللفظ فارسي، ثم عُرِّب:
وتضيء في وجه الظلام منيرة
كجمانة البحري سلَّ نظامها






وكذلك لفظة "مهارق" في معلقة الحارث بن حلِّزة اليشكري، جمع مهرق، وهي الخرقة المطلية المصقولة للكتابة، وهو لفظ فارسي معرب، قال:
لِمَنِ الدِّيارُ عَفَوْنَ بالحَبْسِ
آياتُها كَمَهَارقِ الفُرْسِ






وقول ابن الرومي:
يا أيها الملك الذي
في برده قمرا وشير












يتبع
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 96.50 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 94.78 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (1.78%)]