مترددة بسبب شكل الخاطب

[ابوالوليد المسلم]

مترددة بسبب شكل الخاطب
الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل


السؤال:

♦ الملخص:
فتاة تقدَّم شاب لخِطبتها، فارتاحتْ له في الرؤية الشرعية، وبعد ذلك دخلتْ في تردُّد وحيرة بسبب شكله، وتريد حلًّا.

♦ التفاصيل:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
أنا فتاة في العقد الثالث من عمري، أعاني من توتُّر دائمٍ في حياتي الدراسية، تقدَّم لخطبتي شاب أرى فيه جميع المواصفات الملائمة لي، عندما نظرتُ إليه في الرؤية الشرعية، خرجتُ وأنا مرتاحة تمامًا، وبعد ثلاثة أيام انقلب حالي إلى الحيرة والتردد بسبب شَكْله، ذلك أني أُقارنه كثيرًا بأزواج أخواتي، فأجِده أقلَّ جمالًا، وهذا الشيء يُقلقني كثيرًا، ولا أجد الراحة أبدًا من كثرة التفكير في المستقبل؛ مثل: كيف يكون شكل أولادي، وهذا بالطبع يدفعني إلى رفضه؛ لأني أخاف ألا أُحبَّه، أو أؤدي حقوقَه بالشكل المطلوب شرعًا، أريد إرشادي إلى الصواب.



الجواب:

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته:
عند التأمل في سطور مشكلتك، يبدو أنك مصابة بالتردد والقلق من المستقبل بشكل عام، والدليل قولك إنك قلقة في دراستك!

إذًا الذي يظهر لي والله أعلم أنك لم تنصرفي عن خطيبك حقيقةً، وليس فيه عيوب خلقية قوية تُنفِّرك منه، والدليل أنك عندما رأيتِه أول مرة، ارتحتِ له ثلاثةَ أيام، وهذا هو الأصل، وهو الارتياح عند الرؤية، وما طرأَ بعدها، فهو وساوس وأوهام شيطانية؛ لصرفك عن خير ساقَه الله إليك، هذا هو تشخيص حالتك.

فما هو الحل؟!
الحل الأول: دعاء الله أن يَصرف التردد والأوهام عنك، وأن يعينك على العزم على ما فيه الخير، خاصة أنك أثنيتِ على دينه وخُلقه.

الثاني: أن تعرضي نفسك على طبيب نفسي حاذق وثقة.
الثالث: أن تَرقي نفسك بالرقية الشرعية.
الرابع: الإكثار من الاستغفار والاسترجاع والصدقة.
الخامس: مجاهدة نفسك على ترك الترددات والأوهام والمقارنات بالغير.

السادس: أن تتذكري أن الحياة الزوجية السعيدة ليست مبنية على شكل الرجل فقط، بل هناك ما هو أعظم وهو دينه وأخلاقه.

السابع: أن تعلمي أنه ليس كل زوجة زوجها جميل، ولا كل زوج زوجته جميلة - سعداءَ، بل بعضهم يعانون من مشاكل واختلافات كثيرة، فلم يُغنِ عنهم جمالُهم لَمَّا فُقِد أو ضَعُف عندهم، أو عند أحدهم الدينُ والخلق.

الثامن: أن تتذكري قوله صلى الله عليه وسلم: (انظروا إلى من هو أسفل منكم، ولا تنظروا إلى من هو فوقكم، فهو أجدرُ ألا تَزدروا نعمة الله عليكم)؛ متفق عليه.

التاسع: أن تستحضري أهمية التوكل على الله عز وجل، وأن مَن توكَّل على الله، كفاه ما أهمَّه؛ لقوله سبحانه: ﴿ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ ﴾ [الطلاق: 2، 3].

العاشر: أن تتذكري أنه لا يوجد رجلٌ ولا امرأة كاملان، فلا بد من النقص، وكون النقص في الشكل نسبيًّا فقط، أهون بكثير من النقص في غيره؛ يعني: أهون من النقص في دينه أو أخلاقه، أو أن يكون شديد الغضب أو الحساسية، أو بخيلًا أو شكاكًا، وقد وصلتني شكاوى مُرة من هذه النوعيات من الرجال.

الحادي عشر: وبعدما علمتِ بما سبق، فلا بأس أن تُعيدي الاستخارة، وأن تحاولي رؤيته مرة ثانية، بشرط استبعاد الوساوس والترددات والمقارنات.

أسأل الله أن يدلَّكم على الخير، وأن يُعيذَكم من شرور شياطين الإنس والجن، ومن القلق والتردد، وصلِّ اللهم على نبينا محمد ومن والاه.