|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() كيف أتخلص من هذا الشعور؟ أ. مروة يوسف عاشور السؤال: ♦ الملخص: فتاة كانت تُحادث ابن عمَّتها عبر الفيس بوك في وجود أُمها، سائلةً إياه عن الدراسة والتخصص العلمي، ومع الوقت تطوَّر الأمر إلى شعور بالحبٍّ مِن جانبها، لكنها لم تُخبره بذلك، وتَخشى أن تتعلَّق به أكثر، ثم تتجرَّع كأسَ الانكسار والحزن. ♦ التفاصيل: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته: أنا فتاة في المرحلة الأخيرة من الثانوية العامة، منذ سنة ونصف تقريبًا تعرَّضتُ لمشكلةٍ أثَّرتْ فيَّ كثيرًا، وشتَّتَتْ عقلي، وسبَّبتْ لي تأنيبَ ضميرٍ، وهي أني اقتَرفتُ ذنبًا في حق نفسي لا أدري متى حدَث وكيف، لكن ما أعرِفه أني لم أستطِع منعَ حدوثه! بدايةً أُعجِبتُ بابن عمتي الذي يَكبرني بست سنوات، لِما يَملِكه من خُلقٍ حَسنٍ، وسُمعة طيبةٍ، ومستوى علمي جيدٍ، بعد ذلك علمتُ من أمي أن عمتي أخبرتْها أنه ما زال يتذكَّرني مذ كنتُ طفلةً، وبعد أشهُر أردتُ أن أستفسِر حول التكوين الذي نجح عبرَه، وصار ممرضًا؛ لأني كنتُ أريد بشدة أن أدخُل هذا المجال، فاستَأْذَنْتُ أمي كي أَسالَه، فسمَحتْ لي، فتكلَّمتُ معه من خلال الفيس بوك في وجود أمي، وكلامُنا لم يتعدَّ موضوعات خاصة بالدراسة والعمل والأهل. بعد أيامٍ شعَرتُ أن ابن عَمَّتي صار يُحب الحديث معي، وما جعلني أَقلقُ هو أني بدأتُ أُحِس بميلٍ تُجاهه، ولم أستطِع منعَ هذا الإحساس، خصوصًا أنه موجودٌ في محيطي، وأبي وأمي يُحبِّانه كثيرًا، ويتكلَّمان عنه دائمًا. لا أفهَم ما يدور بداخلي، فقد رأيتُ فيه صورة الشاب الخلوق الذي رسمتُه في مُخيِّلتي، وأردتُ أن يكون زوجي، لكن أخشى أن يكون مبحرًا بعيدًا عن شاطئي، وأن يكون شعوري مجرَّد وهمٍ، فلا أُريد أن أتجرَّع كأس الانكسار والحزن بتعلُّقي بشخص لن يكون من نصيبي، أريد أن أنتزعَ هذا الشعور؛ لأنه يُقلقني. أنا لم أُخبره بهذا الحب، فلا أريد لقلبي المزيد من المعاناة، وأعلمُ أن أقدارَنا بيد الله. الجواب: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته. الابنة العزيزة، حيَّاكِ الله، إن للقلبِ خَفقاتٍ لا سلطانَ لصاحبه عليها، وله تقلُّبات لا تَحكُّم له بها، وقد تُثار في أنفسنا من المشاعر ما لا نَقدِر على دفْعها، وتَموج في مُهَجنا من العواطف ما لا نتحكَّم فيها، والفتاة العاقلة تتفطَّن لمثل هذه المشاعر، وتسعى جاهدةً ألا تتعدى هذا الشعور المؤقت إلى ما هو أعمق، فهي لا تعلم ما يَصير إليه حالُ القلب الذي أُشرِب الهوى واستولى عليه؟ لقد أثارتْ رسالتكِ إعجابي، وسألتُ الله أن يبارك فيكِ، ويَحفَظ ذلك القلب الطاهر، ويَحول بينه وبين كلِّ ما يُغضبه مِن مشاعر قبلَ أن يتطوَّر الأمر، ويؤول إلى حال العاشقين الذين يَشكون، فلا يَجدون سامِعًا، ويبكون فلا يجدون راحِمًا، ولو أنهم تداركوا مشاعرهم قبل ذلك، لَما كان ذاك حالهم، ولَما انكسَرتْ قلوبُهم! كيف تتحكمين في تلك المشاعر؟ لا أُخفي عليكِ أن المشاعر قد تزيد إذا ما حاولتِ مقاومتها، والعاطفة قد تَثور إذا ما سعيتِ إلى كَبْحِ جِماحها، فلا سبيل لذلك إلا بالتشاغل عنها بأن تَمْلَئِي يومكِ بالأحداث، وتزيدي على نفسكِ الأعمال، وتَحرِصي على لقاء الناس من صديقات وجارات وقريبات، وتَجعلي ليومكِ برنامجًا دائمًا؛ كالدراسة واستذكار الدروس مع الزميلات، والقراءة الحرَّة، وممارسة الرياضة، وغيرها من الأمور التي وإن كانتْ لا تتحكَّم في المشاعر، ولكنها تُلهي القلبَ وتَشغَله بما ينفَعه، وتَحميه بإذن الله من التعلق المذموم. أكثِري من القراءة في كتب العقيدة، وبالأخص في الأمور التي تتعلَّق بالقدَر، وكيف يكون للإنسان رأيٌ يُخالف منفعتَه، ويُبحر في عكس اتجاهها، واقرئي في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم، وتفكَّري في ذلك النموذج الفريد من البشر، واسبَحي بخيالك في شمائله الكريمة، وعلِّقي قلبكِ به، فذلك مِن شأنه أن يُروِّضَ قلبكِ، ويُنَقِّيَه مما يَضُرُّه. كما أن تَجاهُل الأحداث والأقوال التي تُقال عنه، وما تَنقله والدتُه، وما يقول هو عنكِ من أخبار وأحداث مُشتركة لكما في صِغركِ، وعدم تذكُّره مع النفس - مِن شأنه ألا يُعزِّز تلك المشاعر أو يُغذِّيَها. أتفهَّم مشاعركِ، وأعي ما يَعتلج في قلبكِ، ولكن حِرصي عليكِ يَغلِب عاطفتي، فساعدي نفسَكِ، واستعيني بالله وسَلِيه أن يَرزُقَكِ الزوج الصالح دون أن تُحدِّدي رجلًا لا عِلم لكِ بحاله، إلا من خلال بعض اللقاءات والكلمات التي لا تُظهر حقيقةً ولا تَعكِس واقعًا، فالمرءُ لا يَستبين أمرُه ولا تظهَر خِصالُه إلا بالمعاشرة! ولقد ذكَّرتْني رسالتُكِ بحال إحدى الصديقات قبلَ أعوامٍ عديدة، وكانت تتمنى رجلًا بعينه، وترى فيه فتى أحلامها، حتى إنها نذَرت أن تتصدَّق وأن تفعل وتفعل إن أكرَمها الله بالزواج منه؛ لِما يَظهَرُ عليه من صلاح حالٍ، واستقامةِ خُلقٍ، وإذا بها بعد أعوام تتغيَّر مشاعرُها ويتحوَّل قلبُها، وتَنسى أمرَه، وتعلَم أن الخير لم يكن في زواجهما. وأَختِم رسالتي بهذا الحديث الذي أُكرِّره لنفسي وغيري، وأرى فيه راحتي وسعادتي، وأشعُر فيه بأُنسٍ وأمانٍ؛ قال صلى الله عليه وسلم: ((عجبًا لأمر المؤمن، إن أمرَه كلَّه له خيرٌ، إن أصابتْه سرَّاءُ شكَر، فكان خيرًا له، وإن أصابتْه ضرَّاءُ صبَر، فكان خيرًا له)). فقد يكون ابتلاؤكِ الذي اختارَه الله، وكتَبه عليكِ في محبَّةٍ تُقذَف في قلبكِ، وتُجاهدينها ويَأْجُركِ الله عليها، سواء قُدِّر لكِ الزواجُ منه، أو لم يَشَأ اللهُ ذلك! واللهَ أسألُ أن يَرزُقَكِ الزوجَ الصالح الطيب التَّقيَّ الذي يَصْلُح به دينُكِ ودُنياكِ. والله الموفِّق وهو الهادي إلى سواء السبيل
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |