|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() زوجي والجوال الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل السؤال: ♦ الملخص: امرأة متزوجة، زوجها يراسل الفتيات على الفيسبوك، فمنعت عنه الجوَّال، لكنه بعد مدة عاد واشترى آخر، وصار يقضي كل وقته عليه، وتجاهَلها، ولم يُعطِها حقَّها. ♦ التفاصيل: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته: أنا امرأة متزوجة منذ عدة سنوات، بعد عام من زواجي اكتشفتُ أن زوجي يراسل النساء على الفيسبوك، فصُدِمت، ولم أُخبر أحدًا سوى أهله، تحكَّمت في نفسي، وتحدَّثت معه بلطفٍ، وأفهمتُه جيدًا ما حصَل، فردَّ قائلًا: لا ينقصني شيءٌ معك، وقد عميتْ عيوني، ووعدَني بأنه سيلتزم بواجباته، وقد قمتُ ببعض الإجراءات الوقائية، ومنعتُ عنه الجوال، وأغلَق حسابه على الفيسبوك. عاد الاستقرار والهدوء إلى البيت، ومرَّت الأعوام وأنجبتُ أولادًا، لكني هذه الأيام بدأتُ ألحَظ عليه بعض التغيرات، فقد كان يريد شراء جوال، لكني رفضتُ في بداية الأمر، وقد استشرتُ إحدى صديقاتي المخلصات، فأخبرتْني أن أترُكَه يشتري ولا أمنعه، ذلك أنه إن كان يريد الخيانة مرة ثانية، فسيفعل ذلك خارج المنزل، ولن أشعُر أنا بذلك، فاقْتنعتُ بقولها، لكني وضعتُ شروطًا لشراء الجوال، وبعد الشراء تغيَّر كثيرًا، فقد أصبح يقضي كلَّ وقته على الجوال، ويقصِّر في حقي، فلا يقول لي كلمة طيبة، خاصة بعد تعبي في بداية الحمل، صرتُ أبيت كل ليلة غارقةً في دموعي، وهو يتجاهلني، ويتغضب إذا أغلقتُ الإنترنت. لا أعرف كيف أتصرَّف، فإذا حدَّثته في هذا الأمر، يتَّهمني بالوسوسة، وإن تركتُه، أتعذَّب جدًّا، وأنا أخشى أن أتجاهله كما يتجاهَلني، فتتدمَّر حياتي، ماذا أفعَل؟ الجواب: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على رسوله الأمين، أما بعد: ١- فمشكلتك تتلخص في أنك لحظتِ سلوكًا غير سوي من زوجك، فقمتِ بما يجب عليك من أمره بالمعروف ونهيه عن المنكر. ٢- فالتزم ثم بعد مدة عاد. ٣- وتبدلت حاله معك من عناية واهتمام إلى لامبالاة، ومِن ترجٍّ لك إلى صراخ عليك. ٤- وأنت خائفة من ذلك كله. ٥- فأقول ومن الله التوفيق: يُلحَظ من رسالتك قوةٌ في شخصيتك، يبدو أنها زائدة وإلا فمن هي المرأة التي تستطيع حاليًّا منع زوجها من امتلاك جوال؟! ٦- وهذه القوة الزائدة وما تبِعها أدَّت إلى ردة فعل عند زوجك، ربما ليردعك ويخفِّف من تسلُّطك عليه. ٧- وربما أنه تم تحريضُه عليك لتأديبك. ٨- وربما أنه بريء فعلًا من سوء ظنك به، ومنزعج جدًّا من تقييدك لحريته. ٩- وأيضًا بشكل عام، فإن من دخل في العلاقات المحرمة حتى لو كانت مراسلات، فإن ذهنه يتشتت، وتُسيطر أفكار العشق عليه، فتعصف به عصفًا، فيصبح قلقًا متوترًا، لا يتحمل أبدًا أيَّ نصيحة تتعارض مع ما سيطر على فؤاده. ١٠- فكما أن الزواج الموفق سكنٌ ومودة ورحمة، فإن العلاقات المحرمة قلق وتوتر، ولا سكنَ فيها ولا مودة، بل استمتاع فقط، ولو كان بمجرد النظر والكلام. ١١- فهذا هو تحليل اجتهادي لتوتر زوجك وصراخه؛ إما لإثبات الرجولة وقمعك عن السيطرة عليه، أو نتيجة تعلُّق وتوتر من علاقات وسائل التواصل. ١٢- وأيًّا كان الأمر، فعليك بالآتي: الأول: النظر إليه على أنه مريض مسكين مبتلى بداء عُضال يحتاج منك إلى الشفقة والدعاء له بإلحاح وصدق، لا للغِلظة والجفاء، واعلمي رحمك الله أنك كلما ابتعدتِ عنه زادت الفجوة بينكما، وتركتِه فريسة للفتن. ♦ ولعل من العلاج أن يُنصحَ بحكمة وهدوء بأن العلاقات المحرمة ولو كانت في نظر البعض بسيطة، فهي مفتاح لشر كبير إن استمرَّ عليها. ♦ ويذكَّر بأن الله سبحانه عندما نهى عن الزنا، نهى عما قد يقرِّب إليه لخطورته؛ مثل: النظر، والكلام، والتبرج؛ قال سبحانه: ﴿ وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا ﴾ [الإسراء: 32]؛ ليعم ذلك النهي عن الزنا وما قد يقرِّب إليه. الثاني: لا تُلقي باللائمة على زوجك فقط، وتنسي نفسك، حاسبي نفسك على تقصيرك في حقوقه الخاصة جدًّا. الثالث: حاولي التغلب على ظروفك ولو كنتِ حاملًا، فأعطي زوجَك كلَّ ما يحتاجه الرجل من زوجته؛ ليستعفف بها؛ مِن تزيُّن وجاذبية وعاطفة؛ حتى لا يبحث عنها عند غيرك. الرابع: أكثري من الاسترجاع والاستغفار، فهما سببان عظيمان لتفريج الكرب. وإن تيسَّر تعرُّف بعض أهل العلم والفضل والأخلاق عليه؛ ليصاحبهم ويستفيد منهم، فهذا علاج عظيم جدًّا. الخامس: تذكَّري أن أسلوب العناد والاستعلاء على الرجل لا يثمر إلا علقمًا، ورَدَّةَ فعلٍ مؤذية؛ لأنها اعتداء على القوامة التي وهبها الله له بشروطها. وهذا كله لا يتعارض أبدًا مع النصيحة له، ولا مع أمره بالمعروف ونهيه عن المنكر، فهي واجبة على جميع المسلمين، بل يأثم مَن تركها وهو قادر عليها، ولكن مع لزوم الحكمة وحُسن الخلق. الخلاصة: قفِي مع زوجك، وانصحي له برفقٍ، وادعي له كثيرًا، ولا تقصِّري في شيء من حقوقه، واصبري كثيرًا، فهذه الأمور فِتَنٌ تفتك بسرعة، ولكن التخلص منها يحتاج إلى نفَسٍ طويل جدًّا، وصبر وإخلاص ودعاء وحكمةٍ. حفِظكم الله وحفِظ زوجك والمسلمين من الفتن، وصلِّ اللهم على نبينا محمد ومن والاه.
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |