|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() تعلقت بقريب لي فانصحوني أ. مروة يوسف عاشور السؤال: ♦ الملخص: فتاة تشعر بميل عاطفي تجاه ابن خالتها، وتلوم نفسها على ذلك، لكنه ليس بِيَدِها، وتسأل: ما نصيحتكم لي؟ ♦ التفاصيل: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أنا فتاة عمري 17 عامًا، مشكلتي أني أشعر بميلٍ عاطفي تجاه ابن خالتي منذ 4 سنوات، وازداد تعلُّقي به يومًا بعد يومٍ، خصوصًا لِمَا عرفتُ عنه مِن حُسن خلُقه والتزامه، وحُسن تدبيره في كل أمور الحياة. أحيانًا أشعر بالذنب، وألوم نفسي لأنني أحبُّه، بالرغم مِن أنني لم أسعَ لذلك، وحدث الأمر خارج إرادتي. أحيانًا يزداد شوقي إليه؛ فألجأ إلى ربي، وأدعوه في كل صلاة بأن يجعلَه مِن نصيبي، ويقذف حبي في قلبه، فكلُّ ما أريده أن يكونَ سندًا صالحًا لي. فما نصيحتكم لي بارك الله فيكم؟! الجواب: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته. بُنيتي الحبيبة، تحدثتِ عن مشكلةٍ بدأتْ وأنتِ في الثالثةَ عشرةَ مِن عمركِ، وفي هذا العمر الصغير تتأرجح مشاعرُ الفتاة وتثور، وتُبحر عن عقْلِها مهما كان ناضجًا وواعيًا؛ فتبقى مشاعرُها المختلطة تتأثَّر بما ترى وتسمع دون إدراكٍ حقيقيٍّ لمعنى الحب، وقد مال قلبكِ الذي لا سلطان لكِ عليه نحو شابٍّ قريبٍ منكِ في العُمر والبيئة والأحوال. ما الحلُّ؟ وما تعليقنا على حالتكِ؟ إنها حالة مُكررة لدى كثير من الفتيات في مثل هذا العُمر، وأمَّا عن نصيحتي لكِ فهي ألا تمنحي هذا الأمر مِن اهتمامكِ وتفكيركِ أكثر مما يستحق؛ فلا لومَ عليكِ في مشاعرَ ليس في مَقدوركِ السيطرة عليها، أمَّا كثرة التفكير أو الخوف مِن مشاعرَ لا تملكين دفعها، مِن شأنه أن يُؤججها في قلبك، فتطغى على تفكيرك، فيَصْعُب السيطرة عليها بصورة أكبر - عليكِ أن تَنْشَغِلي عنها، ولا تُحاولي مَنْعها أو دفعها. الدعاءُ بأن يرزقكِ الله زوجًا صالحًا بعينه مباحٌ، ولكن المرء لا يَدري أين يكون الخير، ولو كان جليًّا أمام عينيه، ولا يستطيع أن يَستَجْلِبَه مهما بذَل، ولا يَقْدِر على مَنْع الشر مهما سعى، فاحرصي أن يكونَ دعاؤكِ أشمل؛ بأن يرزقكِ الله زوجًا صالحًا، تسعدين به، ويسعد بكِ، ويكون عونًا لكِ على طاعة الله، ولو كان في قلبكِ أحدهم فحاولي ألا تخصي اسمه في دعائكِ. التفكير والعمل الإيجابي مِن صفات المؤمن الكَيِّس الفَطِن، إن كنتِ ترين فيه أهليةً للزواج منكِ، فقد يكون هذا عن طريق بعض أهله وأهلك، دون طريقة مُباشرة تجرح مشاعركِ، أو تنتقص من كرامتك بين مجتمعك. ابنتي العزيزة، إن الله تعالى لا يُحاسبنا على ما في قلوبنا، ولكن يُحاسبنا على ما نملك مِن إطلاق البصر، أو إعمال الفِكر؛ حتى يتطوَّرَ إلى مشاعر قوية، أو غيرها مِن الأمور التي لن يُساعدكِ عليها إلا التقرب إلى الله، وإعفاف النفس، وإحاطتها بالطاعات، والبُعد عن المنكرات، وخيرُ ما يُعينكِ في هذا العُمر التسلُّح بالعلم الشرعي، وتدبر معاني القرآن، والنظر في سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وملء القلب بالطاعات؛ لكي لا يمتلئ بالمعاصي. أخشى عليكِ يا صغيرتي ألا يكون يدري عن حالكِ شيئًا، أو أن يكونَ يسبح في عالم آخر غير عالمكِ، ويُبحر قلبه في ميناء بعيد عن شاطئكِ، وأخشى عليكِ حينها أن تَتَعَرَّضي لجرعات من الأحزان لن يَتَحَمَّلها قلبكِ الصغير، ولن يستوعبها عقلكِ الغض؛ ولهذا أنصحكِ أن تضعي أمامكِ هذا الاحتمال لتعدي له العُدة إن هو حدَث، وحينها فليس لكِ إلا أن تُسلمي لقَدَر الله، وترضي بقضائه، وتعلمي يقينًا أنَّ ما أخطأكِ لم يكن ليصيبكِ، وأن الله قد اختار لكِ الأفضل. قد لا يعي عقلكِ ما أقول الآن، وقد يثور قلبكِ برفض الاستماع لمثل هذا الاحتمال، ولكن صدقيني بقَدْر ما تتمنين هذا الشاب الآن قد يأتي يوم تنظرين فيه لغيره، وتقولين: الحمد لله الذي أبدلني خيرًا! قد يحدث ذلك، وقد لا يحدث، ولأننا بشر فليس لنا إلا أن نسعى جاهدين لتحقيق أهدافنا بما شرع الله لنا، فإن لم نَنَلْ ما نريد، فلْنَحْمَد الذي يعلم السرَّ وأخفى، ولْنَسْتَرْجِع عند حدوث ما نكره. وفقكِ الله، وأنار دربَكِ بنور الإيمان، وجَمَّلكِ بالطاعة والهدى والله الموفِّق، وهو الهادي إلى سواء السبيل
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |