|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() التفاهم والثقة بين الزوجين أ. مروة يوسف عاشور السؤال: ♦ الملخص: شابٌّ عقَد على فتاةٍ، ويريد بعض النصائح والتوجيهات التي مِن خلالها يستطيع بناء الثقة والعلاقة القوية بينه وبين زوجته. ♦ التفاصيل: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أنا شابٌّ عقدتُ على زوجتي منذ شهرٍ، أريد منكم بعضَ التوجيهات لأتغلَّب على الهواجس التي أعيش فيها، ولا أعرف من أسأله غيركم. أمَّا خطيبتي فهي فتاةٌ جامعيةٌ متوسِّطة التديُّن، أريد أنْ أبنيَ علاقةً قويةً معها، وتكون بيننا ثقة مُتبادَلة، فهل أتواصَل معها يوميًّا لأُحقِّق تلك الثقة؟ وكيف أقوم ببناء العلاقة والثقة وكيف نُقوِّي هذه الأواصر بيننا؟ تأتيني بعضُ الهواجس بأنَّ التواصُل اليومي قد يُؤثِّر عليها، ولا بد أن أمهلَها بعض الوقت. فما نصائحكم بارك الله فيكم؟ الجواب: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته. وبارَك الله لكما، وبارَك عليكما، وجَمَع بينكما في خير. ♦ كيف أقوم ببناء العلاقة والثقة؟ وكيف نُقوِّي هذه الأواصر بيننا؟ يدُلُّ هذا السؤالُ على خُلُقٍ رفيعٍ، وأدبٍ جمٍّ، واللهَ أسأل أن يُديمَ عليك وعلى زوجتك تلك النعمة، وأن يُزين بيتكم بزينة الأخلاق. إجابتي عنه بأن: تسعى للتقرُّب إلى زوجتك، وتعملَ على بناء جِسْرٍ قوي مِن الصداقة بينكما بالتفاهم والمودَّة، وأن تتجنَّبَ كلَّ ما قد يُحدِث شَرْخًا في جدار تلك العلاقة؛ فاللَّومُ، والعتابُ، والشكُّ، وانعدامُ الثقة، والجدالات العقيمة، والتأكيدُ على مواضع الخلافات، والتحقيرُ مِن شأنها أو النظرة العُلوية، وغيرها مِن التعامُلات التي تَهدِم العلاقةَ قبل أن تُبنى، وتقضي على كلِّ جميلٍ فيها وإن استمرت الزوجةُ فيها - لن يكون استمرارُها إلا حفاظًا على الزواج مِن أجل أمور أخرى! اجعلْ حوارَك معها مَمزوجًا بالمرَح، مَخلوطًا بالفكاهات والعبارات اللطيفة. اجعلْ حديثك هينًا لينًا سهلًا؛ لا تُدقِّق على كل صغيرةٍ وكبيرةٍ، وأشْعِرْها بكرَمك، وعامِلْها بسخاء مُعتدل، فالكرَمُ مِن أكثر الصفات التي تَحرصُ المرأةُ عليها عند اختيار الزوج. ♦ هل أتواصل معها يوميًّا؟ الأساسُ في علاقتك بزوجتك هو أن تُوازِنَ بين التواصُل والبُعد؛ فلا تقربها حتى تملَّك، ولا تهجرها حتى تجفوك، فإن كنتَ ترى أن التواصلَ بشكلٍ يومي قد يُحدِث ملَلًا فلْتُباعِدْ بين الأيام حتى يتراءى لك؛ هل تفتقدك، أو تشتاق لحديثك ووصْلِك، أو إنها لم تَتَنَبَّه لغيابك ولم تعْبَأْ به، ولتراعِ هنا أنها قد تستحيي مِن ذِكْر ذلك، أو تتحفَّظ في إظهار مشاعرها؛ فمِثْلُ هذه الأمور تكون مصدرَ إحراجٍ كبير للفتاة، وتعجز عن التعبير عن مشاعر الشَّوْق والحنين على عكس حال الرجل. فليكُنْ لك ميزانك الخاص الذي قلَّ أن يُخطئ، ولا تعتمد على ما تفعله أنت أو يُناسبك كرجلٍ. أخي الفاضل، فترة العَقْد وما قبلَ الزواج قد تَمتلئ بالمفاهيم المغلوطة، وقد يطفو على سطْحِها سوءُ الظن، وتتجلَّى فيها اختلافُ وجهات النظر بصورةٍ تدعو للقلق، ولكن الرجل الحكيم والمرأة العاقلة يَجْعَلُون منها مفتاحًا لحياة زوجية سعيدة، ولبنة لبيتٍ صالح يشعُّ منه المودةُ والرحمةُ، فلا تَتَوَهَّم ما لا أثرَ له، ثم تَبْني عليه ظنونًا تُفسد عليكما سعادتكما، وتُذهب بجميل أحلامكما. عليك أيضًا أن تَتَفَهَّم وتُراعيَ اختلاف الطِّباع وتنوُّع النفسيَّات وتفاوُت وجهات النظَر؛ فما تراه أنت مهمًّا قد يبدو لها على غير ذلك، وما لا تُعيره انتباهًا قد يقضُّ مضجعَها، ويُؤرِّق ليلها، فأحسِنْ فَهم ما في نفسها، ولتتعاهدَا على الصراحة التامة، وتوضيح كل ما يُمكن أن يُؤدِّي إلى سوء التفاهم الذي هو منشأُ كثيرٍ مِن الخلافات الزوجية ليتمَّ وأدُ الخِلاف قبل أن يُولَد. تذكَّر أيها الكريمُ أنَّ العلاقة الزوجية هي رباطٌ قويٌّ شديد الغِلظة؛ وأنَّ فكَّه أو ربطَه قد جعَلَهُ الله في يدك مِن دونها، فلا تُشْعِرها إلا بالأمان، ولا تبثها إلا الحنان، واعلمْ أنها متى ما استشعرتْ ذلك منك أعْطَتْك أفضل ما عندها دون انتظار المقابل. المرأةُ مَخلوقٌ ضعيفٌ ليس مِن الصعب أسْرُ مشاعرها، وليس مِن العسير دُخولُ قلبِها، مفاتيحُ قلبها معروفةٌ، وبوابةُ حبها واسعة، يستطيع أن يلجَها الرجلُ بكلمةٍ لينةٍ، وابتسامةٍ حنونٍ، وإمدادها بالوقود اللازمة لتبقَى تلك العاطفة مُتَّقِدةً، ونارها مُشتعلةً في قلبيهما ما استمرتْ بهما الحياة. وفقك الله، وجعَل زواجكما سعيدًا مباركًا، وصرَفَ عنكما شرَّ كل ذي شر والله الموفِّق، وهو الهادي إلى سواء السبيل
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |