|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() والداي يفضلان أختي علي أ. أسماء حما السؤال: ♦ الملخص: فتاة لم تتزوَّج ولا تَعمَل، والداها يفضِّلان أختها عليها في المعاملة، لأنها متزوِّجة وموظفة؛ مما سبَّب لها جُرحًا وألَمًا نفسيًّا كبيرًا، وقد عزَمتْ على عدم الخروج مع أبويها وأختها ثانيةً، وتسأل عن صحة هذا القرار. ♦ التفاصيل: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته: أنا فتاةٌ في آخر العَقد الثالث مِن عمري، غيرُ متزوِّجةٍ، ولا أعمَل، أدرُس ماجستير حاليًّا، لي أختٌ تَصغُرني بثلاث سنوات متزوِّجة وموظفة، أسأل الله أن يُبارك لها. مشكلتي تكمُن في الضيق الذي يتملَّكني جرَّاء التفرقة في المعاملة، فوالداي دائمًا يُفضِّلانها عليَّ، فبحُكم سكنها في منطقة أخرى، وقدومِها للزيارة أسبوعيًّا، فإني أستشعر بشدةٍ الفرقَ الكبير في طريقة تعامل أمي وأبي معي ومعها، وهذا يُسبب لي جروحًا كبيرة تُفاقِمُ الألَمَ الذي أستشعره أساسًا في قلبي بسبب حياتي وظروفي. أختي تبالغ في برِّهما والتودُّد إليهما، وتتقرَّب إليهما بالمال، وتُقيم لهما الولائمَ، وأنا لكوني عاطلةً عن العمل، ولا أَملِك المال، فإني لن أستطيعَ أن أبلُغَ مبلغها أبدًا، ولن أتمكَّن من الإحسان إليهما بالمال كما تَفعَل هي، ومَهْما تودَّدتُ إليهما بالابتسام والكلام الطيب، فإن فرقَ المعاملة بيني وبينها سيَظَلُّ شاسعًا، وهذه الأيام خاصة استشعرتُ هذه الهُوَّةَ العميقة، وكأنها استحالتْ سهامًا طاعنةً في قلبي. يُحزنني أن أرى أبي يُلاطفها ويناديها بحنانٍ، بينما يَنْهَرُني ويرفَع صوته حين يُناديني، لحظتها أشعُر بالحزن والحَنَق على الوضع الذي أعيشُه، وأدخُل في صراع نفسي مؤلِمٍ، ولستُ أنا التي تسوِّغ لنفسها أن تشعُر بالغيرة من أُختها، ولكن كيف لي أن أتصرَّف؟ لقد حفَظتُ كتاب الله، وأُجاهد نفسي جهادًا شاقًّا؛ كي أؤدي واجبَ البر تُجاه والدَيَّ، وأُجاهد نفسي لأَغُضَّ بصري عن الرجال، ولِئَلا أُقيمَ الصداقات معهم في الإنترنت، لكنني تعِبتُ من هذه المشاعر المتكررة، وتعِبتُ من الصبر، ولم أجد بُدًّا من البكاء الصامت في السيارة، فأكتُم مشاعري، وأَلجأُ إلى ربي، فهل لي مِن مَخرجٍ مما أنا فيه؟! صرتُ أشعُر أنني مجرَّد عالةٍ على والدَيَّ، وأشعُر بالهوان؛ لأنني لا أستطيع إسعادهما بالمال والهدايا كما تفعل أختي، وأشعُر باحتقار والدِي لي ونظرته الدونية؛ لأنني مجرَّدُ عانسٍ عاطلةٍ عن العمل، فهل ما أنا فيه - من عنوسة وعدم العمل - غضبٌ مِن الله عليَّ؟! هل الله راضٍ عن أختي، لذا منَحها الزواجَ والوظيفة، وأغناها وأسعَدها؟ اليومَ آليتُ على نفسي ألا أَخرُجَ برِفقة والدي وأختي؛ لئلا أُعرِّض نفسي لكل هذا الألم النفسي، فهل أَصبتُ في قراري هذا؟ الجواب: السلام عليكم ورحمة الله. الأخت الفاضلة، نرحِّب بك في شبكة الألوكة، ونشكُر لك انضمامَكِ لها، داعين الله تعالى أن يُسدِّدنا في تقديم ما ينفعك. أما بعدُ: فإن حديثك لنا عن سلوك والديك مع أختك، هو تعبيرٌ عن المحبة لها كونها بعيدةً في منزلها الخاص، والوالدان عادة يَمنحون حنانًا مضاعفًا لمن هو بعيد، فلا تَلوميهم وتقارني نفسك بأختك، صحيح أن الهدية لها دورٌ في زيادة المحبة، ولكن لا أعتقد أن محبَّتهم لها بسبب تقديمها للهدايا فحسب، بل لأنها بعيدة عنهم. أما كون والدك ينادي ابنته الأخرى بحنانٍ، بينما يَنهرُك ويرفع صوتَه عليك، فذلك لأنه لا يضع حواجزَ للتعامل معك، ويُعاملك بغير تَكلفةٍ؛ لأنك ما زلتِ صغيرتَهم التي تعيش في بيتهم، فلا تفكِّري في والديك بطريقة سلبية. يُمكنك استثمار وجودهما في حياتك في التقرب إليهما وزيادة برِّهما بعدةِ أفكار يسيرة؛ منها: 1- أن تُعِدِّي لهما إفطارًا شهيًّا في يوم العطلة، وتُوقظيهما على أجمل إفطار أعددتِه. 2- أن تُرافقي والدتك إلى المستشفى أو السوق، أو زيارة صديقة؛ مما يجعلها تُحب رِفقتك، فتَزيد مِن منحك مشاعرَ الحب التي تحتاجين إليها. 3- أن تَدعي الله لهما بطول العمر والصحة والعافية دائمًا. 4- أن تُخبري والديك بجلسة حبٍّ وصفاءٍ معهم بالتفرقة التي تلاحظينها منهم في التعامل معك ومع أختك، واسْأليهم هل يقصدون فعلًا التفرقة، أو أن ذلك مبالغةٌ في الاهتمام بها، والتعبير عن الحب كونها ابنتهم المتزوجة بعيدًا، وأخبِريهم أنك تُحبينهم، وهذه التفرقة تَجرَح قلبك، واطلُبي منهم العدلَ. أما بالنسبة لكونك بنتًا لم تتزوَّجي إلى الآن، فإني أَطلُب منك التفكير بجديَّة في مسألة الزواج، والسعي إليه، وليس مِن العيب ذلك، ابتداءً افتَحي قلبك لوالدتك، وربما والدك إذا كان يتقبل الفكرة، وأخبريهما عن حاجتك للزواج، فربما أخبروا أصدقاءَهم، وساعَدوك في هذا الجانب، واطلُبي من أختك أو صديقاتك مساعدتك لتتزوَّجي؛ بحيث تدل عليك مَن يسأل. الله يُحبك فقد منَحك أعظمَ هَدية، وهي حِفظ كتابه، فلا تَقرُني عدمَ زواجك بعدم حبِّ الله لك، بل إن الله يَختبر صبرَك وثقتك به، والزواج رزقٌ، لذا تقرَّبي إلى الله بالدعاء؛ ليَرزُقَكِ زوجًا صالحًا تَقَرُّ به عينُك وعينُه، فلم يَفُتِ الأمر بعدُ، ودائمًا الأملُ بسَعة فضل الله وكرمه ورحمته. سائلين المولى عز وجل لكِ صلاحَ الحال، ولكِ مِنْ أسرة "الألوكة" صالح الدعوات بالتوفيق والسعادة.
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |