|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() التردد وصعوبة اتخاذ القرارات أ. لولوة السجا السؤال: ♦ الملخص: فتاة تشكو من التردد والخجل، وتخاف من اتخاذ القرارات، ولا تثق في نفسها، وتبحث عن سبيل لتغيير نفسها؛ لتكون فتاة فاعلة في المجتمع. ♦ التفاصيل: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أنا طالبة في العام الجامعيِّ الأول، مشكلتي أنني متردِّدة جدًّا، ولا أستطيع اتخاذ القرارات بنفسي بسهولة، وإن اتخذتُ قرارًا بعد طول عناء فإني لا أَثق فيه حتى يؤيدني شخص آخر. ومن أمثلة ذلك: أنني حين أريد شراء شيءٍ من السوق أظل أدور مِن محلٍّ لآخر دون جدوى، وقد لا أشتري الغرض الذي ذهبتُ من أجلِه! إضافة إلى ذلك ليستْ عندي ثقة كافية في نفسي، وأشعر أنني جبانة؛ فأنا أريد تكوين صداقات، لكنني أخاف مِن رد فعل الناس عندما أتعامل معهم، وأقول في نفسي: هل سيَقبلونني، أو سيسخرون مني؟ كثيرًا ما ألتزم الصمت، ولا أُجادل على الإطلاق، وعندما يمرُّ عليَّ موقف لا أقول فيه كل ما أريد أن أقوله، بل أكتم الكلام في نفسي سعيًا مني إلى إنهاء الحديث بسرعة، ويتكرر الموقف مرة أخرى ويتكرر نفس رد الفعل، وهذا الأمر سبب لي تراكمات اقتنعتُ بسببها أنني جبانة، وضعيفة الشخصية، وهذا جعلني للأسف أقتنع بكلام الآخرين، وأقول لنفسي: أكيد كلامهم هو الصواب، وصار أكثر شيء أكرهه في نفسي أنِّي لا أدافع عن رأيي، بل أحيانًا أحتفظ به لنفسي، ثم أندم على ذلك. من صفاتي السيئة أنني بخيلة على نفسي، وأشعر أني لا أحب نفسي، ولا أحب أحدًا غير أهلي، وأشعر أن شخصيتي نرجسية من ناحية واحدة، فأنا لا أستحقر مَن هم أدنى مني، ولكني أُجلُّ مَن هم أعلى منِّي. للأسف صارت سُمعتي بين أقاربي أنني مُتكبِّرة، ولا أحب أحدًا، وأنني شريرة، رغم أني من داخلي إنسانة طيِّبة، لكني لا أستطيع التعبير عما في نفسي، ولا أعرف كيف أتعامل مع الناس، إضافة إلى أن الكثير ممَّن حولي صدموني بتصرُّفاتهم. أنا مقبلة على دراسة جامعية في الخارج، وهذا يعني أني سأسكن مع طالبات غريبات عنِّي، لذلك فأنا أريد إصلاح نفسي، وأريد أن أعرف ماذا عليَّ وماذا لي حتى لا يتمَّ استغلالي! وأنا عازمة بإذن الله على أن تكون المرحلة القادمة في الجامعة مُختلفة عن سابقتها، وأريد أن أكوِّن صداقات، وأن أتكلم وأقول كل ما في نفسي، لا أريد أن أكون تلك الفتاة الخجول التي لا تستطيع أن تعبِّر عما في نفسها. أرجو منكم أن تدلُّوني على ما أستطيع به تغيير الصفات السيئة في شخصيتي، حتى أشعر أنني إنسانة فاعلة في المجتمع، وجزاكم الله خيرًا. الجواب: الحمدُ لله، والصلاةُ والسلامُ على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومَن والاه، أما بعدُ: ما ذكرتِه عن شخصك ليس شيئًا عجيبًا أو غريبًا، إنما هو نمط من أنماط الشخصية، وكل شخصية يوجد بها من الجوانب الإيجابية والسلبية ما يتفاوت من شخص لآخر، فالكمال عزيز، والغريب أنكِ ذكرتِ عن نفسك صفات هي في الحقيقة تعدُّ إيجابية؛ فالحياء وعدم الانتصار للنفس إنما هي صفات تستحقُّ الثناء، فلماذا تنتقدينها؟ قد يكون ذلك الشعور بسبب التربية، أو بسبب أوضاع أسرية مضطربة، أو مواقف مُحرِجة، أو تعامل سيئ مِن قِبَل أحد أفراد العائلة. وعلى أي حال، لا بدَّ أن تُدركي خطأ ما تظنينه في نفسِك، وعليكِ أن تنظري إلى الأمور نظرة معتدلة كما ينظر لها الآخرون. ضعف الشخصية ليس عيبًا إلا إذا أوقع صاحبه في الخطأ ضعفًا وتنازلًا، والقوة مطلوبة للمؤمن؛ لأنَّ المؤمن القويَّ أحب إلى الله من المؤمن الضعيف، والمقصود بها: القوة في الطاعة والهمَّة والعمل والدعوة إلى الله قوة روحيَّة وجسديَّة، وهنا أتذكر حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((رب أشعث أغبر مدفوع بالأبواب لو أقسم على الله لأبره))، وذلك يعني أنه ليس له جاهٌ، إذا جاء إلى الناس يَستأذن لا يأذنون له، بل يدفعونه بالباب؛ لأنه ليس له قيمة عند الناس، لكن له قيمة عند رب العالمين، لو أقسم على الله لأبرَّه، لو قال: والله لا يكون كذا، لم يكن، والله ليكونن كذا، لكان، لو أقسم على الله لأبرَّه؛ لكرمه عند الله عز وجل ومنزلته. فليتكِ تعيدين الحساب، وتتخلين عن أمثال هذا التفكير السلبي، وكوِّني صداقاتك وعلاقاتك الطيبة بكل ثقة، ولا تتردَّدي فليس هناك ما يدعو لذلك. اقرئي كثيرًا فيما يتعلَّق بكيفية اكتساب الثقة، واسألي الله أن يمدك بقوة منه، فالدعاء أقوى سبب لحصول المراد. أصلح الله حالك وهدَّأ بالك وحفظك وكفاك
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |