|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() محتار بين أمي وزوجتي أ. فيصل العشاري السؤال: ♦ الملخص: رجل متزوجٌ ولديه ابن، حدثتْ مشكلة بين أمه وزوجته، فطلبتْ منه أُمُّه أن يأخذَ زوجته إلى بيت أبيها، ويُبقيها هناك شهرًا، ففعَل ذلك طاعةً لأمه، وحاوَل كثيرًا إقناعها بأنَّ ما حدَث لا يستحق كل ذلك، لكنها ترفض. ♦ التفاصيل: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته: أنا شاب متزوج ولدي طفل، حدثتْ مشكلة بين زوجتي وأمي بسبب كلامٍ أراه كلام نساء ليس إلَّا! لكن أمي عدَّتْه إهانةً لها، فطلَبَتْ مني أنْ آخُذ زوجتي وأذهب بها إلى بيت أهلها كي تتأدَّب، ففعلتُ ما طلَبَتْه، وقلتُ في نفسي: تَبقى في بيت أبيها مدة حتى تَهدأ النفوس، وقد فعلتُ ذلك وقلبي يكاد يتقطع لفِراق ابني! مرَّ على ذهاب زوجتي إلى بيت أبيها ثلاثة أسابيع، وأمي تريد أن أُبقيَها في بيت أبيها شهرًا، وتريد مني أنْ أُغيِّر معاملتي لزوجتي، وأنتقل مِن اللين والرفق معها إلى القسوة والعنف، وتطلب مني ألا أَصحَبها معي عندما أُسافر إلى الخارج، وتجعل ذلك مقابلَ رضاها عني، فهل أُطيعها في ذلك أو لا؟ حاولتُ كثيرًا إقناع أمي بعدم تكبير الأمر، وأن الذي حصل لم يكنْ مقصودًا، ولا يستدعي كل هذا، وأن زوجتي مستعدة للمجيء إليها والاعتذار لها، لكن أمي رفضتْ، وقالت: لا أريد رؤية وجهها. مشكلة أمي أنها مُطلقة (وهي صغيرة)، وجدي متُوفّى، ولا يوجد أحد أستطيع محادثته ليُقنعها ويُوقفها عما تفعل؛ فهي لا تَقتنع بكلامي عندما أقول لها: سامِحي زوجتي، فالمسامح كريم. تعبتُ نفسيًّا مِن كثرة التفكير، فأشيروا عليَّ ماذا أفعل؟ الجواب: أخي الكريم، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. نشكركم على تواصُلكم معنا، وثقتكم في شبكة الألوكة. حسب ما فهِمنا مِن كلامك أنك تعيش أنت وزوجتك في بيتٍ مستقلٍّ عن بيت الوالدة، ومن ثَم فالاحتكاكُ غير موجود، إلا إذا كانتْ هناك زيارة أو مكالمة هاتفية، وعليه فلا يَحِق لك إخراج زوجتك من البيت دون سببٍ أو مسوِّغ شرعي، حتى لو كانتْ مخطئة في حق أُمك، فما علاقة البيت بذلك؟! والدتك طلبتْ إخراج زوجتك مِن البيت، وطلبتْ أن تُبقيها شهرًا خارج بيتها عقوبةً لها، وأن تعامل زوجتك معاملة قاسية! وأنت إن أطعْتَها في ذلك فقد وقعتَ في ظلم زوجتك، والله لا يرضى بالظلم، وهو معصية، والقاعدة المعروفة جاءت في الحديث الشريف: (لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق). نعم نحن نتفهَّم خوفَك مِن عقوق أُمك، لكن الاستمرار على هذا المنوال سيُؤدِّي بك حتمًا إلى تدمير حياتك الزوجية. لا نريد أن ندخلَ في تحليل شخصية الوالدة حفظها الله، ولكن - عادةً - طالَما أنها طُلِّقتْ وهي صغيرة، فهذه صدمةٌ نفسية ليستْ باليسيرة، تُلقي بظلالها على سلوكها لاحقًا، وقد تغار من كل زوجين ناجحين في حياتهما الزوجية حتى لو كان ابنها، إضافة إلى غيرة الأُم مِن زوجة الابن؛ حيث تشعُر أنَّ امرأة جديدة دخلت العائلة تريد أن تَخطف منها ابنها، وهي حِيَلٌ دفاعية نفسية معروفة؛ لذلك لا تَلتفت إلى طلباتها ولا تُنَفِّذها. حاوِلْ ألا تصطدمَ بالوالدة، وإنما عليك الابتسامة والكلمة الطيبة، ومحاولة استرضائها بهدية ونحوها، ونرجو أن تجلسَ معها وتذكُر لها الحكمَ الشرعي فيما تُمارسه وتعمله، وبيِّن لها حدودَ العلاقة بينك وبينها، وبينك وبين زوجتك، فأنت مُلْزَمٌ بطاعة والدتك فيما ليس فيه ضررٌ أو ظلمٌ على الآخرين، وأيضًا مُلْزَمٌ بالحفاظ على زوجتك، واحترام ميثاق العِشْرة الزوجية، الذي أمر الله عز وجل به في كتابه: ﴿ وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ ﴾ [النساء: 19]. ومِن العِشرة بالمعروف أن تعتذرَ لزوجتك عما بدَر منك، وأن تُعوِّضها عن هذا التصرُّف وتعتذر لأهلها، وليس عيبًا أن توضِّح لهم السبب، وهو أنَّ حدود العلاقة الوالدية بينك وبين أمك، والعلاقة الزواجية بينك وبين زوجتك - لم تكن واضحةً لديك تمامًا حتى سألتَ واستشرتَ في هذه المسألة. حياتكما الزوجية ما زالتْ في بدايتها؛ لذلك نرجو أن تُؤسِّسها على الحب والاحترام المتبادل. أما بخصوص الوالدة، فنتوقع ألا ترضى بسلوكك هذا معها، فلا تَقلقْ لأنه أمر مؤقت، وأنت منعتَها ومنعتَ نفسك مِن ظُلم زوجتك. نسأل الله أن يُصلح أحوالكم، وأن يرزقكم السعادة في الدارين والله الموفق
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |