|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() الخاطب وماضي المخطوبة أ. مروة يوسف عاشور السؤال: ♦ الملخص: فتاة لها ماضٍ سيئٌ، وهي الآن مخطوبة، وتابتْ مما فعلت، وتريد أن تخبرَ خاطبها بماضيها، وتسأل: هل أخبر خطيبي بماضيَّ؟ أو أستر على نفسي؟ ♦ التفاصيل: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أنا فتاة عمري 22 عامًا، كنتُ قديمًا فتاة طائشة، فعلتُ الكثير مِن الذنوب والمعاصي، وعندما أتذكر ما كنتُ فيه لا أصدق أني كنتُ كذلك. تعرفتُ إلى كثير مِن الشباب، وفعلتُ المحرمات، ومع مرور الوقت بدأتُ أتغيَّر وأفكر في الحلال والحرام، فتبتُ إلى الله مما فعلتُ، وأنا الآن نادمة على كلِّ شيء! تقدم لخطبتي شابٌّ، ووافقتُ عليه، فهو شخص رائع وخلوق، لكن المشكلة فيَّ أنا؛ فلا أستطيع النوم ودائمة البكاء، وأشعر أني لا أصلح أن أكون زوجة أو أمًّا، وأعتقد أن الشاب يستحق فتاة نقيَّة، وليس أنا! هو يراني فتاة رائعة وعفيفة وعلى خُلُق، لكنه لو عرف ماضيَّ لغير رأيه ولابْتَعَد عني. تعبتُ كثيرًا، ولم أَعُدْ أستطيع التحمُّل، فهل أخبره بما كان مني؟ لأنه إن تركني الآن فذلك أفضل مَن أن يتركني بعد الزواج! الجواب: وعليكِ السلام ورحمة الله وبركاته. ابنتي العزيزة حياكِ الله، من الأخطاء التي تقع فيها الفتاةُ المُقبلة على الزواج أن تذكرَ لزوجها أو خاطبها كل ما كانتْ تقترف مِن معاص وذنوبٍ، وتحسب أن هذا مِن الصراحة التي ينبغي أن يقوم عليها الزواج! والحقيقة أنَّ تلك الصراحة التي يتحدث عنها المختصون في الشؤون الزوجية لا تعني حياتها قبل الزواج؛ إذ لا علاقة للرجل إلا فيما يتعلق بحياته مع زوجته، وما يُؤثر عليه معها، وليس مِن ذلك الأمور التي تتعلق مثلًا بعائلتها أو صديقاتها، أو ذنوب قد ضعفتْ ووقعتْ فيها في وقتٍ سابقٍ أو حاليًّا؛ إذ مِن حق نفسكِ عليكِ أن تستري على نفسكِ، وألا تتحدثي بذنوب الماضي بعد أن تبتِ منها وندمتِ عليها، وعلمتِ أنكِ مسرفة في حق نفسكِ، وبعد أن اقتربتِ من الله وطلبتِ عفوه، فلا حاجة أبدًا للتحدث عن تلك الذنوب مع الناس، ولو كانوا أقرب الأقربين إليكِ. ولتعلمي أن رحمة الله أوسع وأشمل مِن ذنوبنا، وأنه سبحانه يحب العبد التائب ويفرح به، ولا أدل على ذلك من الحديث الذي رواه أنس رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((الله أفرح بتوبة عبده مِن أحدكم، سقط على بعيره، وقد أضله في أرض فلاة))؛ متفق عليه. فاستبشري واسعدي برحمة الله وفضله، وثقي أن تلك الذنوب التي تؤرقكِ وتقض مضعجكِ يغفرها الغفور الرحيم، وأقبلي على الله بالطاعة، وتقربي إليه بما تستطيعين من عبادات ونوافل؛ ﴿ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ ﴾ [هود: 114]. وأما عن الهاجس أو الوسواس الذي يؤرقكِ من أن يعلم بعد الزواج، فلْتكوني قوية وثابتة؛ فكل بني آدم خطاء، واستمري في الستر على نفسكِ، فالبشر لا يستطيعون أن يغفروا ما يغفره الرحمن، ولا تمر عليهم الأمور بسهولة، وقد تكون ردود أفعالهم مبالغًا فيها، فلا حاجة لكِ بمواجهة ذلك، وتناسي ذنوبًا قد أغلق عليها الباب وأصبحتْ فاعلتها فتاة جديدة تُنكر كل ذلك وتستقبحه، وهذا من علامات ودلائل التوبة الصادقة بإذن الله. أقبلي على حياتكِ الزوجية بسعادة، وتعلمي كيف تُسعدين زوجكِ وتقيمين بيتكِ على الطاعة والصلاح، واقرئي حول الحياة الزوجية وإدارة البيت لتكوني مِن خير الزوجات وأفضل الأمهات إن شاء الله، وتعاملي مع زوجكِ بروح جديدةٍ مرِحة طيبة تكسبين رضاه. والله الموفِّق، وهو الهادي إلى سواء السبيل
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |