كوني له أما رؤوما - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         الإسلام في أفريقيا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 18 - عددالزوار : 5364 )           »          حدث في الثامن من ذي القعدة 669 (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          كيف نحصن شبابنا من الآراء الشاذة؟؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          خلاف العلماء في حكم استقبال القبلة واستدبارها أثناء قضاء الحاجة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          من مائدة الفقه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 12 - عددالزوار : 9612 )           »          الفرع الأول: أحكام اجتناب النجاسات، وحملها والاتصال بها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          من قام من نومه فوجد بللًا في ثوبه هل يجب عليه الغسل؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          الحديث الرابع والعشرون: حقيقة التوكل على الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          تفسير سورة الضحى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          التفسير الذي مستنده النص الصريح في القرآن الكريم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الأسرة المسلمة > ملتقى الأخت المسلمة
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الأخت المسلمة كل ما يختص بالاخت المسلمة من امور الحياة والدين

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 01-01-2023, 03:12 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 168,670
الدولة : Egypt
افتراضي كوني له أما رؤوما

كوني له أما رؤوما
دحان القباتلي

ظروف حياته أجبرته على العمل في دَوامينِ يوميًّا؛ ليوفِّر لأسرته عيشةً هنيئةً.

التقيتُ صديقي الأربعينيَّ في مكانٍ عام، تبادلنا السلام والكلام، تأملتُه مليًّا، كم تغيَّر شكلُه، وشحَبَ وجهُه!

رأيتُ العينينِ الذكيتين، العينين العميقتين، قد اكتنفهما أسًى وشجًى وكدَر وكبد، وكثرت حولهما التجاعيد التي تترجم مشوارًا طويلًا من الكفاح والسعيِّ من أجل أسرته الكبيرة.

رأيتُ الشفتينِ قد علاهما جفافٌ وشحوبٌ، قد انفرجتا مرغمتينِ عن طيفِ ابتسامةٍ حزينة، وكشفتا عن قلبٍ مُتعَبٍ لم ينَلْ حظَّه من سعادةِ الرُّوح وراحة الجسد!

رأيتُ جبهةً أبيَّةً، قد لوحتها شمس الهموم، ورسم فيها الزمنُ بعضَ خطوطه القاسية، عبر سنين من المجاهدة والمكابدة.

آه! هذا رَجُلُكِ يا شريكتَهُ!
ولا يَخفى حالُه عليكِ يا أُمَّ البنين، اجعليه في أعلى سُلَّمِ أولويَّاتِك، مُقدَّمًا على نفسك وعيالك، كوني له أُمًّا رؤومًا تهتمُّ بصحته، وراحته، وحاجاته، أغدقي عليه من فيض تحنانك ما يبعث فيه الحياة، ويُهوِّن عليه كَدَّ السعيِّ اليومي المتواصل، أسمعيه حروف الودِّ والعرفان بالجميل، واجعليها مضمَّخةً بالشهد، واسكبيها على مسامِعِه بلا عدٍّ ولا حدٍّ.

بسمتُكِ الحنون هي عنده أجمل من زهور الأرض حين النَّدى، انثريها حوله بسخاء.
أكرمي مثواه -كُلَّما عاد يتفيَّأ ظلال بيتكِ وقد علا مُحيَّاه التعب والنصب والسغب- بلطيف الكلام، وطيِّب الطعام، وحُلْو الحديث، وبالدعاء الصادق، وبضمَّةٍ حنونٍ تُنْسِيه مُرَّ الحياة.

عطِّري كلماتك بالورود قبل نطقها، واطبعي على جبينه المتعَب قُبلةَ شكرٍ وحُبٍّ وتقدير، ودعي التشكِّي بين يديه، ولا تُرهقيه بسماع ما يُكدِّر؛ فقد استنفد في الخارج كلَّ طاقاته، وآوى إلى الحِضْن الدافئِ والسكن الآمِن بقُرْبِك.

حقيقةً؛ أنتِ -يا حليلته- أنثى جبَّارة، إن تألقتِ في سماء الإبداع، وأسبغتِ على رجلك وعمود بيتكِ من فنون قلبكِ ونفحات رُوحكِ ما يُسعِدُ قلبه، ويشرح صدره، ويُنعِشُ فؤاده؛ فتكونين له خيرَ دافعٍ؛ بل أرقَّ وأرقى وأعذب حافزٍ لمواصلة سَعْيه وكدِّه في دروب الحياة القاسية.


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 54.96 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 53.24 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (3.12%)]