|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() أشعر بأني فاشل ولا أصلح لشيء! أ. فيصل العشاري السؤال: ♦ الملخص: شابٌّ يشعُر بالفشل والمرض في حياته؛ بسبب طفولته ومعاناته القاسية، ويريد إرشادات يتطوَّر بها، ويعالَج مِن خلالها. ♦ التفاصيل: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أنا شابٌّ عمري 25 عامًا، أشعر بالخوف وعدم الأمان في كثيرٍ مِن الأحيان، تعرَّضتُ أثناء طفولتي لقسوةٍ شديدةٍ مِن أبي، الذي كان مُصابًا بمرَضٍ عصبيٍّ، وكان يَضربنا ويضرب أمي أمامنا؛ فعانَيْتُ منذ صِغَري مِن الخوف كلما أصابتْ أبي هذه الحالة. كنتُ مُتفوِّقًا في دراستي، لكن مِن كثرة المشاكل والوضع المادي التعيس والوضع العائلي - تراجعتْ دراستي، ولم أُحَقِّق طموحي بأن أصبحَ طبيبًا؛ لأني لم أحصُل على الدرجات الكافية في الثانوية، ودخلتُ معهدًا صحيًّا لعلي أصل لحلمي عن طريق هذا المعهد، لكن للأسف تأخَّرْتُ 5 سنوات حتى أحصلَ على شهادة فني تصوير أشعة، والآن أنا مقيم في بلد غير بلدي، ولم أجِدْ عملًا مناسبًا لشهادتي. أصبحتُ بعد كلِّ هذه الدوامة أُعاني مِن صعوبةٍ في التركيز، وشُرود دائم، وخوف شبه يومي، ورُهاب مِن الناس، وأشعُر أني لم أُنجِزْ شيئًا في حياتي، ولا أعرف ماذا أريد؟ أو ماذا أفعل؟ تعبتُ مِن حياتي، وفكرتُ أكثر مِن مرة في الانتحار، لكن خوفي مِن الله منعني! أنا ولله الحمدُ أُصلي، لكني أشعُر دائمًا بالذنب، وأشعر أني إنسان ضعيف وفاشل، ولا أملك أي هدف، وأرى كلَّ مَن حولي أفضل مني، وأقضي معظم يومي في النوم، أو أي شيء يُنسيني واقعي. قبل أنْ أرى أعراض الرُّهاب، كنتُ أظنُّ أنَّ ما أُعاني منه هو خجَل زائد، لكن اكتشفتُ أنه رهاب، هذا فضلًا عن الصُّداع الدائم، وفقدان الشهيَّة، ورجفة في اليدين، وتنميل في الأطراف، وتعَب وإرهاق عام، ونوبات اكتئاب تصل إلى أكثر مِن شهرين، ثم فجأة أتحسَّن وأعود ثانية لنفس الحالة. أرجو منكم تشخيص حالتي بارك الله فيكم وإرشادي إلى حلٍّ أتحسَّن به. الجواب: الأخ الكريم، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. نشكركم على تواصُلكم معنا، وثقتكم في شبكتنا. التشخيصُ عبر الإنترنت لا يكون دقيقًا بالشكل المطلوب؛ لذلك لا مناصَ مِن البحث عن مختصٍّ نفسيٍّ ليُشَخِّصَ حالتَك بالشكل المطلوب، لكن عمومًا أنت ذكرتَ أنك كنتَ تُعاني مِن الرهاب والاكتئاب، وعادةً الرُّهاب الاجتماعي إذا لم يُعالَج بشكل صحيحٍ فإنه يَتحوَّل إلى اكتئابٍ ثانوي، وكونُك طالبَ قطاع صحي فيُمكنك الحُصول على المعلومات الكافية في كيفية علاج نفسك، ومِن ذلك على سبيل المثال: ١- التركيز على مفهوم الذات self-concept، والذي بِدَوْرِه يَنقَسِم إلى صورة الذات self-image، وتقدير الذات self-Esteem. فالإنسانُ يَحتاج دومًا إلى معرفة نفسه، والاطِّلاع على صورة ذاته، والمطلوبُ هو أن يعملَ على التوفيق بين نَظْرَتِه لنفسه ونظرة الناس إلى ذاته. فإذا حصل تضخُّم في الذاتأو (الأنا)، وفي المقابل احتقار للآخرين؛ فإن الإنسانَ يُصاب بالعُجب والغرور والاستهتار؛ وعادةً مثل هذه الشخصية تكون أبعدَ ما تكون عن الرُّهاب الاجتماعي؛ بل هي التي تُسبِّب الرهاب للآخرين. وإذا حصل العكس - وهو النظَر بعَيْنِ الدونيَّة والاحتقار للنفس والتعظيم للآخرين - فهذا يُصيب الإنسانَ بالاحباط والرهاب. والمطلوبُ هو التوازُن بين النظرتين. ٢- لا بد مِن تقديرك لذاتك، واحترامها، ومعاملتها كمعامَلة شخص آخر تحترمه؛ لذلك قالوا: (مَن لم يكنْ صديقًا لنفسه؛ فلن يكونَ صديقًا لأحدٍ)، فلا بد مِن احترامك لذاتك وتقديرها؛ وَمِمَّا يُفيدك في هذا كتابة الإيجابيات التي تتمتَّع بها في ورقةٍ جانبيةٍ ومُطالعتها بين وقتٍ وآخر. ٣- العمل على كَسْر حلقة الرُّهاب بالأعمال الاجتماعية؛ كالأعمال التطوُّعيَّة، والأنشطة الثقافيَّة، والرياضيَّة، والرحلات، والنزهات؛ ومن أعظم الأعمال المُجرَّبة: صلاة الجماعة في المسجد؛ حيث تلتقي بالناس خمس مرات، وتقترب منهم نفسيًّا وجسديًّا في جوٍّ إيمانيٍّ رائعٍ، وهذا مِن شأنه إذابة حلقة الرهاب التي تحيط بك. ٤- هناك الكثير مِن الخطط والأمور التي يُمكنك القيام بها، ربما يُفيدك فيها المختصُّ النفسيُّ، الذي سيعمل على تقييم حالتك وإرشادك إلى ما يُفيدك منها. نسأل اللهَ أن يَشرحَ صدرك، وأن يَكتُبَ أجرَك والله الموفق
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |