الفشل في الثانوية العامة - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 859 - عددالزوار : 118800 )           »          شرح كتاب الحج من صحيح مسلم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 56 - عددالزوار : 40191 )           »          التكبير لسجود التلاوة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 41 )           »          زكاة التمر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 30 )           »          صيام التطوع (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 27 )           »          كيف تترك التدخين؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 27 )           »          حين تربت الآيات على القلوب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 33 )           »          تفسير القرآن الكريم ***متجدد إن شاء الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 3096 - عددالزوار : 366974 )           »          تحريم الاستعانة بغير الله تعالى فيما لا يقدر عليه إلا الله جل وعلا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 38 )           »          فوائد ترك التنشيف بعد الغسل والوضوء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 28 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العام > ملتقى مشكلات وحلول
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 23-12-2022, 10:46 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,235
الدولة : Egypt
افتراضي الفشل في الثانوية العامة

الفشل في الثانوية العامة
أ. مروة يوسف عاشور


السؤال:

الملخص:
شاب فشل في الثانوية العامة، وحصل على مجموعٍ لا يستطيع به الدخول إلى الجامعة، مما أصابه بإحباط شديد.

التفاصيل:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
تعبتُ وقررتُ أن أبحثَ عن طريقة سهلة وسريعة لأتخلَّص بها من حياتي، ولن أحزن على شيء حزني على أمي، فهي الوحيدة التي تقف جانبي، وكنتُ أتمنى أن أفرحها، لكن لم أستَطِعْ!

بكل بساطة أنا شخصٌ فاشل، فقد فشلتُ في الثانوية منذ 3 سنوات، وحصلتُ على مجموع ضعيف، ثم دخلتُ معهدًا، وكانتْ حالتي النفسية سيئة جدًّا لشعوري أن هذا ليس مكاني.

أصبحتُ بالنسبة لأهلي شخصًا فاشلًا، حتى والدي الذي كان يتمنى أن يفتخرَ بي، مات وكان يتمنى أن يراني شيئًا!

لديَّ إخوةٌ، منهم طفلٌ مُصاب بالتوحُّد وأنا مَن أُساعده، والكلُّ متعلِّق بي، وكلهم لديهم أمل فيَّ، فقررتُ أن أغير مِن نفسي وأعيد الثانوية (العامين) مرة أخرى، وبالفعل مرَّت السنة الثانية بتفوُّق ونجاح، وتقدَّمتُ للسنة الثالثة الثانوية وطوال العام أذاكر وأجتهد، وفي نهاية العام وأثناء استلام استمارات الثانوية فُوجئتُ بأن اسمي محجوب! ولا يمكن دُخول الامتحانات! والسببُ أني امتحنتُ مرةً سابقة، وليستْ لي فرصةٌ أخرى!

ضاعتْ كلُّ الآمال والأحلام، ودُمِّر مستقبلي، ولم أَعُدْ أُبقي على شيءٍ في هذه الحياة سوى أمي، التي أرجو أن تُسامحني.


الجواب:

أيها الابن الكريم حياك الله.
هوِّن على نفسك، وتَمَهَّل قبلَ أن تَحْكُمَ على نفسك بما ليس فيك وما لا حيلة لك فيه.

إنَّ مما ابتُلِيَ به الكثيرون سوء التقدير والتهويل والتضخيم في الحُكم على طلاب التوجيهي أو الثانوية، وإنه لَمِن الظلم البيِّن أن يعيشَ الطالب تلك الحالة مِن الفزَع والهلَع بمجرد وصوله لتلك المرحلة مِن الدراسة، والتي لا ينفَكُّ أهل البيت بل والأقرباء من جميع الاتجاهات مِن تَحْذيره من تلك السنة، والحكم على مَن يَمُرُّ به؛ إما بالفشل التام أو بالنجاح الذي لا يُقارَن به نجاح؛ فيبقى الطالبُ في حالة خوف، ولا يرى غيرها دليلًا على نجاحه.

أيها الابن الكريم، لم يتوفَّ والدك رحمه الله وهو عليك ساخطٌ لمجرد أنك لم تحصُلْ على تقديرٍ مرتفعٍ في الثانوية، وما كان لوالدٍ أن يسخطَ على ولده لهذا الشأن، وإنما كغيره مِن الآباء ما كان يرجو لك إلا أفضل المراكز في مجتمعٍ قلَّ أن يحصلَ الشاب فيه على حظٍّ طيب، فدَعْ عنك هذا الشعور بتأنيب الضمير في أمرٍ انتهى وانقضى شأنُه، وفكِّر فيما هو أمامك، وسَلْ نفسك: هل الحل الحقيقي في الانتحار؟! وماذا يا بني بعد الانتحار؟!

بعدَه لقاء المَلِك الجبار الذي حرَّم عليك قتْلَ نفسك، كما حرَّم عليك قتْلَ غيرك، ثم السؤال عن كل صغيرةٍ وكبيرةٍ في حياتك!

أتحسب أن الراحة في الموت؟! قد يكون راحة لما أنتَ فيه، لكن قد يكون بعده شقاءٌ كُتب عليك وعلى بني آدم أجمعين لمواجهة ما هو أشد وأعظم مما أنت فيه.
وَلَوْ أنَّا إذا مِتْنَا تُرِكْنَا ♦♦♦ لَكَانَ المَوْتُ رَاحَةَ كُلِّ حَيِّ
وَلَكِنَّا إِذَا مِتْنَا بُعِثْنَا ♦♦♦ وَنُسْأَلُ بَعْدَهُ عنْ كلِّ شيِّ
لن أُطيل في تبيين عقوبة الانتحار وأثره عليك وعلى والدتك التي تقِف بجانبك، وتشدُّ مِن أزرك، ولم ترَكَ يومًا فاشلًا أو عديم القيمة كما تظن، وإنما أُحَدِّثك بالعقل والواقع، لقد طرقتَ باب الثانوية من جديدٍ فلم يتيسَّرْ لك، وحيل بينك وبين ما تريد بعد أن قطعتَ جزءًا لا بأس به مِن العمل، وأنهيتَ قدرًا لا يُستهان به مِن الطريق، فهل لك في طريق آخر أكثر وضوحًا وأيسر مسلكًا؟

هل لك في طريقٍ يُحقق لك بإذن الله ما تصبو إليه نفسك مِن طُموحٍ، وما يرجوه منك إخوتك ووالدتك؟

لقد مضى على ما يبدو ثلاثة أعوام منذ أن حصلتَ على شهادة الثانوية بتقديرٍ تراه دون المستوى أليس كذلك؟ فما رأيك بأن تنسى الأمر لمدة عامين آخرين تبحث فيهما عن عملٍ طيبٍ يُدِرُّ عليك ما يُعينك بإذن الله على الالتحاق بجامعة للتعليم المفتوح؟ وهناك تخصصات عديدة، والمصروفات في بعضها لن تكون كثيرة.

فلستَ يا ولدي على هامش الحياة كما تتصوَّر، واعلمْ أنَّ كلًّا مِنَّا يَمُرُّ بأوقات عصيبة في حياته تضيق عليه فيها الأرضُ بما رحُبَتْ، وتعظم في عينه الكثير مِن الأمور، وتُسد الأبواب وتشتد الأزمات، ولكن رحمة الله قريب مِن المحسنين.

أتدري من المحسنون؟ هم الذين يعبدون الله كما لو أنهم يَرَوْنَه؛ يشكرونه في السراء، ويصبرون على ابتلائه في الضراء، وهم الذين لا يجعلون شهادة أو عملًا أو متاعًا من أمور الدنيا تُؤثر على علاقتهم بخالقهم، وتنزع ثقتهم في رحمته!

هم الذين يلتمسون الأمل، ويستشعرون التوكل على ربهم، غير متواكلين ولا متكاسلين، يبحثون في كل اتجاه عما يصلح به دينهم ودُنياهم، لا يقنطون مِن رحمة الله لتعنُّت البشر وظلمهم وغيرها مِن العوائق التي قد تَحول دون ما يرجون.

فأكْثِرْ يا بُني مِن ذِكْر الله، وتذَكَّرْ هوان الدنيا على الله وحقارة شأنها، واعملْ بما أمرك الله عز وجل لِتنل رضاه وتوفيقه في الدنيا والآخرة.

ابدأْ بوضع خطة جديدة، ولا تيئس من روح الله؛ ﴿ إِنَّهُ لَا يَيْئَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ ﴾ [يوسف: 87].

صادِق أهل العزائم، وخالط الإيجابيين مِن البشر، الذين ما إن تسْوَدُّ أمامهم صفحة حتى يبادروا بفتح صفحات جديدة ليدونوا فيها أجمل الأعمال وأجل المهام.

تعلَّمْ من النملة، وانظُرْ كيف تتحدى الصعاب، وتُكرر العمل نفسه عشرات المرات دون كَللٍ أو مللٍ لتصل في النهاية إلى هدفها المنشود، أين عقلُ الإنسان مِن عقل ذلك الكائن الصغير؟!

إن لديك الكثير لتعيش مِن أجله؛ أوله عبادة الله، ثم إسعاد قلب أُمٍّ فُجعت في زوجها ولن يكونَ مِن السهل عليها أن تُفجع مِن جديدٍ في ولدها الحبيب، ثم إخوتك بما فيهم المريض الذي لا يجد في المجتمع له مكانًا طيبًا، فمَن يحنو عليه ويرفق به؟!

ثِقْ أنَّ أمامك الكثير مِن الأبواب التي لم تُطرقْ بعدُ، والتي لن تعجزك متى ما عزمتَ وتوكلتَ ومضيتَ في طريقك غير ملتفتٍ لعقباتٍ لا تخلو منها الحياة.

وفقك الله وفتح لك كل أبواب الخير، ويسَّر لك كل عسير، وجعل لك مِن كلِّ هَمٍّ مَخرجًا، ومن كل ضيقٍ فرَجًا.

والله الموفِّق، وهو الهادي إلى سواء السبيل

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 51.40 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 49.73 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.24%)]