|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() والد زوجي يتهمنا بالغش أ. فيصل العشاري السؤال: ♦ الملخص: سيدة تشكو مِن والد زوجها الذي يتهم زوجَها بسرقته وأخْذِ ماله، وتسأل عن كيفية التصرُّف الصحيح تجاه تصرُّفات الوالد. ♦ التفاصيل: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. وَقَع زوجي في ضائقةٍ بسبب ظروف البلد الذي نعيش فيه، فعرَض عليه والدُه مالًا ليبدأَ مشروعًا خارج البلد، وبالفعل بدأَ زوجي العمل هناك بمجهوده وفكره، برأس مال والده، ومرتْ سنوات كافح زوجي خلالها ونجح المشروع، وأصبح ربحُه جيدًا، وسُمعته طيبة في السوق. بعد سنوات مِن توسعة المشروع، اتهمه أبوه بالسرقة والغش، والله يشهد أن زوجي يتقي الله ويخافه، وهو لا يواجه عائلته بأقوالهم، بل يتَّصِل بأمه ليطمئن عليها، ودائمًا ما تخبره أن أباه يخبرهم أن زوجي يأخذ نصيبًا أكبر منه، مع أن زوجي لا يفعل ذلك! حاول زوجي أن يتجاهل كلام والده وقتًا طويلًا، وفي نهاية الأمر اتصل زوجي على والده واستفسر عن هذا الكلام، فردَّ والده بقوله: نعم أنتَ تسرقني، وأجرُك أكثر مني، واتَّهمنا بأننا نكذب ونسرق بدون بينة. أخبِرونا كيف نتصرف مع والد زوجي؟ الجواب: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته. نشكركم على تواصلكم معنا، وثقتكم في شبكة الألوكة. تتلخَّص المشكلةُ في أنكم قد تتعرَّضون لابتزاز مِن قِبَل الأقارب قبل الأباعد، لسنا نعرف الأسباب والظروف التي جعلتْ والد زوجك يتصرَّف هذا التصرف ويشيع هذه الاتهامات، لكن ما فعله زوجك هو التصرف الصحيح؛ حيث لجأ إلى سلاح (التجاهل) وقتًا طويلًا، ثم لما تفاقمت الأمور واجه أباه بالحقيقة، وسأله عن موضوع الشائعات التي يُرددها عنه، فما كان من الأب إلا أن اعترف بتلك الشائعات، بل واتهم ابنه بعدم النزاهة في الناحية المالية! التعامل مع هذا الوضع ربما يفيد فيه ثلاث خطوات: الأولى: الاستمرار باستخدام سلاح التجاهُل، والإعراض عما يبدر مِن أقوال مِن الناس القريبين والبعيدين؛ يقول الله عزَّ وجلَّ: ﴿ خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ ﴾ [الأعراف: 199]، وجاء عن عثمان بن زائدة: قلتُ للإمام أحمد: "العافية عشرةُ أجزاء؛ تسعة منها في التغافل، فقال: العافية عشرة أجزاء، كلها في التغافل". وعن أبي هريرة رضي الله عنه أنَّ رجلًا قال: يا رسولَ الله، إن لي قرابةً أصلهم ويَقطعونني، وأُحْسِنُ إليهم ويُسيئون إليَّ، وأحلمُ عنهم ويجهلون عليَّ، فقال: ((لئن كنت كما قلت؛ فكأنما تُسفهم المَلَّ، ولا يزال معك مِن الله ظهيرٌ عليهم ما دمتَ على ذلك))؛ رواه مسلم. والمَلُّ هو: الرَّماد الحار، فيه تشبيه قوة ما يشعرون به مِن ألَمٍ جراء هذا الصبر عليهم. الثانية: الاستمرار بالتجاهل لا يَمنع الدفاع عن النفس بطريقةٍ قانونيةٍ موضوعيةٍ يحفها الأدبُ مع الوالد، فالوالدُ وإن كان مخطئًا في تصرفُّه هذا، إلا أنه يبقى له حقُّ الأبُوة مِن الاحترام والتعظيم، فاللهُ عزَّ وجلَّ يقول: ﴿ وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ﴾ [الإسراء: 23]، ومِن الإحسانِ إليهما مُعاملتهما برفقٍ واحترامٍ حال الاختِلاف معهما. الثالثة: الاستِعانة على قضاء الحوائج بالكِتْمان، وعدم تعمُّد إظهار النِّعمة للحاسدين، والاستعاذة بالله مِن شرِّ حاسدٍ إذا حسد، ولن يَضُرَّكم شيءٌ مِن كلام الناس بإذن الله. وتبقى الاستعانةُ بالله تعالى واللجوء إليه أن يرفعَ عنكم ظُلم الظالمين، وحسَد الماكرين مِن أهم الأمور التي ينبغي ألا تغفلوا عنها؛ ﴿ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ ﴾ [الطلاق: 3]. نسأل الله تعالى أن يُيَسِّرَ أموركم، وأنْ يَشْرَحَ صدوركم، وأن يُزَوِّدكم التقوى والله الموفق
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |