حاسة التذوق عند الإنسان - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4936 - عددالزوار : 2024201 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4511 - عددالزوار : 1301445 )           »          تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 859 - عددالزوار : 119051 )           »          شرح كتاب الحج من صحيح مسلم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 56 - عددالزوار : 40240 )           »          التكبير لسجود التلاوة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 46 )           »          زكاة التمر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 33 )           »          صيام التطوع (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 31 )           »          كيف تترك التدخين؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 40 )           »          حين تربت الآيات على القلوب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 38 )           »          تفسير القرآن الكريم ***متجدد إن شاء الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 3096 - عددالزوار : 367085 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم الطبي و آخر الإكتشافات العلمية و الطبية > الملتقى الطبي
التسجيل التعليمـــات التقويم

الملتقى الطبي كل ما يتعلق بالطب المسند والتداوي بالأعشاب

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 19-12-2022, 08:20 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,235
الدولة : Egypt
افتراضي حاسة التذوق عند الإنسان

حاسة التذوق عند الإنسان
أ. د. علي فؤاد مخيمر


يتناول الإنسانُ في حياته اليومية عديدًا مِن الأطعمة المختلفة والمشروبات المتنوعة؛ كالقهوة، أو الشاي، أو المشروبات الغازية، أو غيرها من المشروبات، وهو في تذوُّقِه لهذه الأطعمة أو المشروبات، يعتمدُ اعتمادًا كليًّا على ما يُعرَف بحاسَّة التذوق؛ فمثلًا: إذا تناوَلْنا أي نوعٍ من الأطعمة نعرِف على الفور - بمجرَّد وصول هذا الطعام إلى داخل الفم - أن هذا الطعام به مِلحٌ كثير أو قليل، وكذلك إذا تناولنا أي نوعٍ من الأدوية نُدرِك أن هذا الدواء حامض، أو أنه شديد المرارة بدرجة كبيرة أو صغيرة، والقياس على كل شيء يتناوَلُه الإنسان عن طريق الفم، فمعنى هذا أن الإنسان يستطيع التمييز بين مختلف المواد الموجودة فيما يتناوله من طعام أو شراب.

البراعم الذوقية:
إن القدرة على تذوُّق المواد والتعرُّف على خصائصها، يَرجِعُ الفضل فيها إلى البراعم الذوقية التي تنتشر انتشارًا كبيرًا على سطح اللسان وعلى جوانبه، ويوجد منها ما يقرُبُ مِن عشرة آلاف برعم، وبدونها تفقدُ الحياةُ طعمَها؛ فهي تستقرُّ بين خلايا الغشاء المخاطي الذي يُغلِّف اللسان، وهي على شكل نتوءات، ويتكون كل "برعم ذوقي" من مجموعة من الخلايا الحسية الخاصة التي تتجمَّع معًا على هيئة المِغْزَل، وتخرُجُ من أطرافها الداخلية «النهايات العصبية» التي تحمل الإحساس إلى المخ، وهذه النتوءات يمكن للإنسان من خلالها أن يتذوق الحُلْو والطيِّب من الطعام، وأن يلفظ المر والحامض منه.

كيفية توزيع البراعم:
إن الله عز وجل جعل على اللسانِ خلايا وبراعم خاصةً، تنتشر في مواضع مختلفة، بعضها يتذوَّق الحلو، وبعضها المر، وبعضها المالح، والآخر الحامض، هذه الخلايا الموجودة على اللسان مُوزَّعة في أنحاء اللسان؛ فبعضها في مُقدِّمة اللسان لتذوق الطعم الحلو، والذي أشار إليها الشاعر في قوله:
يُعطِيكَ مِن طَرْفِ اللسانِ حلاوةً *** ويَروغُ مِنك كما يَروغُ الثعلبُ
وبعضها في مؤخرة اللسان لتذوُّق الطعم المرِّ، وبعضها على جوانب اللسان لتذوق الطعم الحامض والمالح؛ فمثلًا إذا ابتلع الإنسان قرصًا من الإسبرين بسرعةٍ - وهو مُرُّ المذاق - فإنه لا يُحِس بمرارته، أما إذا تباطأ في ابتلاعه، فسَرعان ما يذوبُ جزءٌ منه في اللعاب، ويتم إدراك هذه المرارة عند وصول القرص إلى نهاية اللسان، وكذلك تنتشر براعم التذوُّق على سقف الحلق، وفي مرقد اللوزتين، وقرب البلعوم.


الشيء الذي يَلفِت النظرَ وقد أثبته العلم الحديث - أن حساسية الخلايا الذوقية المتخصِّصة للطعم المر، تبلُغُ عشرة آلاف ضعف حساسية الخلايا التي تتذوق الطعم الحلو، وقد أثبت العلم التجريبي عظمةَ الله تعالى في ذلك؛ لأن كل طعام سامٍّ مؤذٍ مرُّ الطعم، فالذي ينفعك حلو المذاق، والطعام الذي يؤذيك مر المذاق؛ لذلك فكلُّ أنواع السموم لها طعمٌ مرٌّ، ومِن عظمة الله تعالى أن جعل للعاب دورًا مهمًّا وفعالًا جدًّا في إذابة الطعوم، تمهيدًا لتذوقها مِن قِبَل النتوءات الذوقية المنتشرة على اللسان.

ومِن عظمة الله تعالى أن الأنف يتلقَّف البخار أو الغاز المنتشر من الطعام ليشمَّه، فطعم الطعام أساسه شمٌّ وذوق، وحينما يصاب الإنسان برَشْحٍ يشعُرُ أن طعم الطعام قد اختلف في فمه.

مركز التذوق في الدماغ:
هناك مركزٌ للذوق في المخ يُسجِّل في ذاكرته عشرات الآلاف من الطعوم والنكهات المختلفة، فيمكن التمييز بين عشرة آلاف طعم، والطعم يصل إلى الدماغ فيشعر به، ثم يتعرَّف عليه بوجوده في الذاكرة الذوقية، فإذا توافق هذا الطعم مع طعم مسجَّل في الذاكرة، قال: هذا الطعام كذا، وهذا الطعام فيه المادة الفلانية...، وغير ذلك، وهناك مقولة تقول: "ما دمنا لم نتذوَّق الشيء لا نستطيع وصفه، أو التعرف عليه من الوصف"، ولُوحِظ أن كثيرًا من براعم التذوق تأخذ في الضمور بعد الخامسة والأربعين؛ مما يؤثر سلبًا على حاسة التذوق.

أنواع التذوق:
هناك أربعةُ أنواعٍ مِن إحساسات الذوق عند الإنسان؛ وهي: الحلاوة، والملوحة، والمرارة، والحموضة، والتعرُّف عليها وإدراك وجودِها سهلٌ، ولا يكون ذلك إلا إذا كانت المادَّةُ المَذُوقةُ قابلةً للذوبان في الماء، أما المواد غيرُ القابلة للذوبان كالطباشير مثلًا، فإنها تكون عديمة الطعم.

فالطعام لا نُحِسُّ بطعمه إلا عند وصوله إلى الفم، وبعد ذوبانه في اللُّعاب، فإن ذلك يرجِعُ إلى النهايات العصبية المرتبطة ببراعم الذوق وتتأثر بالتغييرات الكيميائية، ولذلك - كما سبق - يطلق على حاسة الذوق والشم أنها حواس كيميائية.

وقد لاحظ العلماء تأثيرَ بعض الأدوية التي تقلل أو تغير من حاسة التذوق؛ مثل: مضادات الاكتئاب، وبعض أدوية علاج ضغط الدم المرتفع، وبعض أدوية علاج المياه الزرقاء (ضغط العين المرتفع)، وغيرها، كما تؤثر الحالة النفسية على حاسَّة التذوق؛ فالفرح أو البهجة يعطي الأطعمة والأشربة طعمًا ألذَّ، أما الحزن أو القلق، فيُفقِدها طعمَها الطيِّب.

وأُرِيد أن أطرح عليك سؤالًا أخي القارئ: هل توقَّف أحدٌ منا وهو يتناول طعامه، وتساءل: كيف يتذوق الطعام، ويشعر بطعمه على لسانه؟ وماذا يحدث لو أصيبت حواس التذوق أو الشم بأي خلل؟

فنحن بلا شك مَدِينُون في وجود هذه النِّعم لله تعالى الذي خلقها وسخَّرها لنا، وصدق رب العزة إذ يقول: ﴿ وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا ﴾ [النحل: 18].
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 60.71 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 59.00 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (2.83%)]