ما أنزل الله القرآن ليجعلنا أنبياء - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1389 - عددالزوار : 140184 )           »          معالجات نبوية لداء الرياء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          التربية بالحوار (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 23 )           »          صور من فن معالجة أخطاء الأصدقاء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          في صحوةِ الغائب: الذِّكر بوابة الحضور (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 23 )           »          آيات السَّكِينة لطلب الطُّمأنينة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          من أقوال السلف في أسماء الله الحسنى: (العليم, العالم. علام الغيوب) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »          سبل إحياء الدعوة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          التساؤلات القلبية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          الحب الذي لا نراه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى القرآن الكريم والتفسير > هيا بنا نحفظ القرآن ونرضى الرحمن
التسجيل التعليمـــات التقويم

هيا بنا نحفظ القرآن ونرضى الرحمن قسم يختص بحفظ واستظهار كتاب الله عز وجل بالإضافة الى المسابقات القرآنية المنوعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 19-12-2022, 10:56 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,163
الدولة : Egypt
افتراضي ما أنزل الله القرآن ليجعلنا أنبياء

ما أنزل الله القرآن ليجعلنا أنبياء


محمد أكرم الندوي


قالوا: من الناس من يقحم القرآن الكريم تأويلات غريبة مستحدثة تجعله كتابا متنافر المعنى، متعارك المضمون، متآبد الكلم، ومتباين الأسلوب، ناقضة إياه عروة عروة، وحالة إياه عقدة عقدة

. قلت: قد استفحل الأمر استفحالا، عم به العضال الورى، وبلغ السيل الزبى، وطم الوادي على القرى.

فهذا يحمل آيات منه على نظريات تتصل بالطفو والحركة ودورات النبات والقصور الذاتي وحساب الكواكب وعدد المجرات والسنين الضوئية وغير ذلك من المكتشفات الحديثة، ويسمي ابتداعه الإعجاز العلمي.

وهذا يفتن بالرقم 19 أو بإحصاء لتكرار بعض الكلمات المترادفة أو المتضادة، ويستنتج أن تكرارها يكون بشكل متساو أو يخضع لعلاقة رياضية معينة، ويسمي ذلك الإعجاز العددي أو الرقمي.

وهذا يعمد إلى الأفكار المختلقة في العلوم الإنسانية والاجتماعية والنفسية، فيقررها مدعمة بالقرآن، وآخرون يعنون بالتنبؤ بأخبار الأمم والشعوب في المستقبل، وأشراط الساعة، فيستخرجونها من كتاب الله استخراجا يضحك منه الصبيان.

ويدرك المتدبر في كتاب الله ضلال أولئك جميعا في تأويل ما التقطوا من الآيات القرآنية عشوائيا، فلها سياقات ولها أمثال تنكر ذلك التأويل إنكارا، وتكشف عن تحريفهم للكلمات عن مواضعها. فما أجهلهم بهذا الكلام الجليل الطاهر النزيه السامي.

قالوا: ما الذي عنيت بجهلهم؟

قلت: إنهم يحسبون أن القرآن أنزل إليهم نزولا مباشرا فساغ لهم أن يستخرجوه منه ما اشتهوه من دون النظر إلى المتكلم، والمخاطب، وسياق الكلام المنزل، والملابسات المحيطة به، ونسوا أو تناسوا أن القرآن أنزل إلى محمد النبي الأمين صلى الله عليه وسلم، ووصل إلينا بواسطته.

قالوا: ما الذي أردت بقولك إن القرآن وصل إلينا بواسطة النبي صلى الله عليه وسلم؟

قلت: إن الله تعالى اختار محمدا صلى الله عليه وسلم للنبوة والرسالة، واصطفاه ليوحي إليه كلامه، وائتمنه على خلقه لبيانه، ولم ينزله على أحد غيره، ثم أمر الناس جميعا أن يطيعوه ويتأسوا بأسوته ويهتدوا بهداه.

قالوا: من أفضل من تدبر كتاب الله وتفقه فيه وعمل به واتبعه؟

قلت: هم الصحابة رضي الله عنهم، أبر الناس قلوبا وأعمقهم علما وأقلهم تكلفا وأقومهم هديا، ثم التابعون لهم بإحسان، ولم تؤثر عنهم هذه التأويلات الجافية السمجة النابية.

قالوا: أليس كتاب الله بالذي لا تشبع منه العلماء ولا تنقضي عجائبه؟

قلت: بلى، وباب التدبر فيه مفتوح إلى قيام الساعة، ولكنه تدبر يهتدي به المتقون خاشعة منه قلوبهم ومقشعرة منه جلودهم لينة إلى ذكر الله، فهو الكلام الفصل، وحبل الله المتين، والذكر الحكيم، وهو الصراط المستقيم، الذي لا تزيغ به الأهواء، ولا تلتبس به الألسنة.

قالوا: ما الذي أنكرت من مذهب من أنكرت من المستحدثين المتهورين؟

قلت: صرفهم لكتاب الله عن غرضه من تطهير القلوب وتزكية النفوس، وجعلهم إياه كتابا منحطا عن مكانه السامي، لا يهمه إلا تأييد النظريات البشرية الوضعية، كأنهم جعلوه كتابا أوحي إليهم، أو كتابا رفعهم إلى مكان النبوة.

قالوا: فما توصينا؟

قلت: أوصيكم ونفسي بالتدبر في كتاب الله واتباعه، وأن نؤمن بأن الله لم ينزله ليجعلنا أنبياء، وإنما أنزله ليجعلنا أتباعا للأنبياء، وأن الله تعالى لم يرسل نبيه إلينا لنتلقى منه سلطان النبوة والرسالة، وإنما ارسله لنتعلم منه العبودية، والإيمان والإسلام، والعلم والعمل، والإنابة والاستغفار.


وقلت: ما أشقى الذين يقرأون كتاب الله ليصبحوا أنبياء، وما أتعس الذين يدرسون الأحاديث والآثار ليحصل لهم سلطان النبوة والرسالة، فويل لهم مما يعملون، وهيهات هيهات لما يلهثون خلفه، متخذي كتاب الله وراءهم ظهريا.



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 48.66 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 46.99 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.44%)]