|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() زوجي فوضوي ولا يفي بوعوده أ. مروة يوسف عاشور السؤال: ♦ الملخص: امرأة تشكو من فوضوية زوجها، وعدم وفائه بالوعود، مع عدم ترشيد للنفقة ودفع الأموال الطائلة في أمور غير ضرورية وترك ما هو ضروري. ♦ التفاصيل: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أنا امرأة متزوِّجة مِن رجل مُعدِّد، زوجي فيه الكثير مِن الصفات الطيبة، لكنه فوضوي لدرجة كبيرة؛ بحيث إنه يقوم صباحًا لا يدري ماذا يفعل، وهو لا يعمل عملًا ثابتًا. فوضوية زوجي مِن الأمور التي تؤرقني في حياتي، فهو فوضوي لدرجة لا تُطاق؛ ومن أمثلة ذلك أنه أحيانًا يلتزم مع عدة أشخاص بميعاد واحدٍ، كل واحد في مكان مختلف! زوجي كثير اللهْوِ واللعب في غير وقتهما، ويُفكر في التعدُّد وهو لا يملك مالًا، والديون متراكمة عليه، وإذا عارضناه يقول: بعد الزواج سأستغني من الله! للأسف زوجي ليست لديه مخططات واقعية في حياته، فمثلًا أحيانًا يدخل في ثلاثة مشاريع مرة واحدة، وكلها غير مدروسة، واتَّفق مع صديق له أن يفتحَ مشروعًا اقتصاديًّا في بلد يتعامل بالدولار وهو لا يملك دولارًا واحدًا، ويعدُ وعودًا لا يفي بها، حتى فقد كل مَن حوله الثقة به، وصاروا يضربون به المثل في عدم الوفاء! زوجي يعلم ظروفي الصحية الصعبة ومسؤولياتي الكثيرة، لكنه يعزم كل مَنْ هَبَّ ودبَّ في البيت، والغريب أنه لا يجالس ضيوفه حين يأتون إليه، وغالبًا لا يُحضر شيئًا يليق بالضيوف. لا يُراعي خصوصياتي ولا يعطيني أية حرية، ويعزم أخته عندنا ويتركها تقرِّر كلَّ شيء في بيتنا ولا يحرِّك ساكنًا، كما أنها لا تحترم خصوصياتي. أرجو نصحي وتوجيهي؛ فأنا لا أعلم كيف أتصرف مع زوجي؟! الجواب: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته. أختي العزيزة، حياكِ الله. فهمتُ أن مشكلتكِ ليست في أن زوجكِ يُحب التعدُّد؛ حيث تزوجتِه وأنتِ تعلمين عنه ذلك إذ كنتِ زوجةً ثانية، ولكن مشكلتكِ فيما يفعل من تضييع للأموال والأوقات في أمور ليس له بها دراية ولا خبرة كافية، ويتعلَّل بالتوكُّل ويلتصق بحُسن الظن بالله، وقد جانب الصواب في ذلك ونأى عن الحق؛ إذ يختلف مفهوم التوكُّل عما يظن البعض من حيث ضرورة الأخذ بالأسباب الكافية والعمل بما يتبين للإنسان الخير فيه، وبعد ذلك يفوِّض أمره إلى الله فيما لا يستطيع دفعه مِن ضر أو جلبه من خير، وليس التوكل أن يُلقي الإنسان بنفسه في لجج البحار التي لا يرى لها نهاية ويحسب أن الله سيُنجِّيه من ذلك. ومِن الجميل أن نقتفي أثر خير خلق الله بعد الأنبياء عليهم الصلاة والسلام، ومن الرائع أن نضعهم قدوةً لنا نحتذي دربهم ونسير على خُطاهم، ولكن بعض الذين يُعانون ازدواجية يمشون على دربهم في بعض الأمور دون بعض، ويتبعون أثرًا ويذرون ما سواه على حسب ما يحكم هواهم ويقرِّر فِكرهم! ليس من العدل أن يذركِ زوجكِ دون طعام أو نفقة كافية، وليس من الحكمة أن ينفق أمواله فيما يرى عدم نفعه ويتحجَّج بالتوكل، وليس من العقل أن يترك أهله أو أولاده يتحكَّمون في خصوصياتكِ كزوجة ويطَّلعون على ما ليس لهم الاطلاع عليه، وهنا تأتي مشكلتكِ التي تعانين منها أنتِ ويجب أن تُفكري في حلول لها. عليكِ أن تُصحِّحي من بعض سلوكياتكِ مع الناس ولو كان لهم عليكِ من الحقوق ما يمنعكِ من بعض الأقوال والأفعال، لكن حقك مكفول في الحياة الزوجية الخاصة ومنع اطلاع الناس عليها؛ سواء كانوا أقرباء أو أصدقاء أو غرباء. فلستُ أرى ما يمنعكِ من التصدي لأخته بالأدب والهدوء بأن تحتفظي بأشيائكِ الخاصة بعيدًا عنها، أو أن تُغلقي غرفتكِ الخاصة وتسمَحي لها بالجلوس في سائر البيت كما تشاء، وذلك من البر بزوجكِ وحُسن التعامل معه، وليس له أن يُجبركِ على ما لم يشرعه الله له. إن السماح للناس بالتعدي على حقوقنا بما نحسبه أحيانًا من البر بهم وحسن الخُلق يجرنا إلى خطأ عظيم؛ حيث سيتمادى غالبًا من نسمح له بذلك ويراه حقًّا مكتسبًا له في مزيد من التجاوزات، ويتعدَّى الحدود إلى ما سنقف أمامه عاجزين بعد أن نوقن أن زمام الأمر قد تفلت من أيدينا وانقطع الأمل في إصلاحه، ولهذا كان المنع والتفريق بين التخلُّق بحميد الأخلاق وتضييع حق النفس واستشعار الدونية واحتقار النفس مطلبًا اجتماعيًّا وفيه تنظيم للحياة، واستشعار القوة في طلب حقوقنا ليس من عقوق الأهل ولا من العدوان عليهم، ولكن الأمر يحتاج إلى جرأة وشجاعة أدبية، واطلاع جيد لمعرفة الأدلة التي علينا أن نُواجههم بها حين نتحدث بكامل حقوقنا ونعرف واجباتنا نحو الناس والمجتمع من حولنا. ليس لكِ إلا النصح تُقدِّمينه لزوجكِ فيما يتعلق بالأخطاء المادية والاجتماعية التي يقع فيها، ولكن تذكري أن من حقه عليكِ ألا تقبَلي غيبته أمامكِ من حيث الوعود التي لا يُحقِّقها للناس أو الدعوات التي في غير محلها؛ إذ إن الغيبة هي التحدُّث بالسوء بما في المرء أو ما يقترفه من أمور سيئة؛ وعن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((أتدرون ما الغيبة؟)) قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: ((ذِكرُك أخاك بما يكره))، قيل أفرأيت إن كان في أخي ما أقول؟ قال: ((إن كان فيه ما تقول، فقد اغتبته، وإن لم يكن فيه فقد بهتَه))؛ رواه مسلم. وكثير من الناس يظنُّ أن وجود العيب في الإنسان يُحلُّ له غيبته والتحدث به، يعتقد أن الغيبة فقط في التحدُّث بالكذب! عزيزتي، هناك الكثير من الأمور والأحداث التي نودُّ لو أنها تتغير في حياتنا ولا نملك لها دفعًا، ولكننا نغفل أن في إمكاننا التغلب على جزء غير قليل منها والتكيُّف مع ما تبقى، وذلك يُخفف الكثير من الأعباء والمشقة، فلو أننا سعينا لإصلاح كل ما نراه من أخطاء ولم نرضَ بغيره بديلًا لأهلكتنا الهموم، ولو أننا سعينا جاهدين لإصلاح ما نستطيع لهانت علينا بعض الصعاب وتمكَّنا من العيش بسلام نفسي يَقينا قدرًا كبيرًا من الأضرار، وكما قيل: "ما لا يُدرك كله، لا يُترك جُله". والله الموفِّق، وهو الهادي إلى سواء السبيل
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |