|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() رفض العلاقات الاجتماعية أ. فيصل العشاري السؤال: ♦ الملخص: شابٌّ لديه مشكلة في الحياة الاجتماعية، ولا يستطيع الاندماج مع مَن حوله، ويريد حلاًّ لهذه المشكلة. ♦ التفاصيل: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أنا شابٌّ عمري 22 عامًا، لديَّ عدة مشاكل وليستْ مشكلة واحدة، مِن ذلك: أنني أرفُض كل الرفض الانخراط في علاقات اجتماعيةٍ جديدة، وأكرَه الظهور أو أن تُوَجَّه لي الأعين، وأكره التجمُّعات بكل أنواعها؛ سواء العائلية أو الدينية كالصلاة في المسجد! أشعر أنَّ شخصيتي مُنعَدِمة، وليس لي قرارٌ، كما أنني متوتِّرٌ دائمًا عندما أردُّ على مَن حولي! وليس لي ميزةٌ تُمَيِّزُ شخصيتي، بل الكل يصعد وينجح على أكتافي. مشكلتي الأخرى أني لا أجرُؤ على ضَرْب إنسان، حتى لو قام هو بذلك أولًا، ليس لضعفٍ عضليٍّ فيَّ، لكنه ضعفٌ نابعٌ مِن داخلي، هذا الضعف يُعرِّضني أيضًا لإهاناتٍ لفظية وأحيانًا جسدية، حتى أتمنى أن أموتَ لعجزي عن رد اعتباري وكرامتي. ليستْ لديَّ موهبة تُشعرني بأهميتي، ولستُ مِن النوع الذي يُحبُّ ويبني علاقات عاطفية، وليستْ لديَّ أية علاقات نسائية مِن أي نوعٍ، ودائمًا أتجنَّب التعامل مع الجنس الآخر. وابتعادي عن النساء عمومًا جعلَني أكوِّن فتاةً في خيالي، اخترتُ لها اسمًا، وتخيلتُ لها شكلًا، وبدأتُ أكتُب عنها، ونتحدث كثيرًا معًا، نخرُج في نُزهة ونضحك ونَمْزح، كلُّ هذا فقط على أوراقي في غرفتي، حتى ظنَّ بعضُ المقرَّبين أني أحب فتاةً حقيقية! أشعر أنني ليس لي قيمة، فلا مجال للراحة أو السعادة، ولا أشعُر بها إطلاقًا في أي وقتٍ، وهناك حاجزٌ بيننا دائمًا يمنع وصولها. أتساءل كثيرًا: لماذا عليَّ البقاء؟ فلن يكونَ الغدُ أفضل على كل حال، وأنا اليوم أسير على الأشواك، بينما الخطى القادمةُ ستكون جمرًا! أشعُر بالحزن، حتى إنهم يُلَقِّبُونني بـ(البائس)، فكَّرْتُ كثيرًا في إنهاء كلِّ هذا البُؤس بالانتِحار، رغم علمي أنَّ المستقبلَ أقبح مما أتخيَّل! الجواب: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. نشكركم على تواصلكم معنا، وثقتكم في شبكة الألوكة. لا أدري لماذا شعرتُ بأنني أمام قطعة أدبية بارعة في التصوير وسكب المعاني! هذه أول موهبة أكتشفها فيك (امتلاك ناصية القلم)، فكيف إذا واصلتُ التفتيش، لا شك أنني سأكتشف مهارات كثيرة تتمتع بها! لا داعي لكلِّ هذا (التشاؤم)، ولا داعي لعبارة: (رغم علمي أن المستقبل أقبح مما أتخيَّل)، فالمستقبلُ غيبٌ بِيَدِ الله تعالى، فكيف اطَّلَعْتَ عليه؟! قال تعالى: ﴿ قُلْ لَا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ ﴾ [النمل: 65]، فالمسلمُ مأمورٌ بإحسان الظن بربه حاضرًا ومستقبلًا، كما ورَد في الحديث القدسي: ((أنا عند ظن عبدي بي، فليظنَّ بي ما شاء). شخصيتك التجنُّبية التي تتجنب المشاكل لا تحملها ما ليس فيها، أنت لستَ جبانًا، أنت رجل صاحبُ مبادئ وقِيَم، لو فتَّشْتَ في نفسك ستجد أنك شخصٌ رحيم، عَطُوفٌ على الآخرين، لا تحب أن تُؤذِيَ أحدًا، وهذه ميزةٌ وصفة إيجابية فيك، وليستْ صفة نقص؛ يقول عليه الصلاة والسلام: ((المسلمُ مَن سلم المسلمون مِن لسانه ويده)). هذا هو المسلمُ أنْ يُسالِم الآخرين؛ لذلك أُمِرْنا بإلقاء السلام دومًا، وكأنك تقول لمن تُسلِّم عليه: لا تخفْ مني، فلن أؤذيك! ظنك السيئ بنفسك جعَلَك تعتزل الناس، وتُفسِّر (طيبتك وعطفك) على أنه جُبنٌ وضعفٌ، وأنت لستَ كذلك. لا تركنْ إلى تقييم الآخرين ولا تعليقاتهم عنك، فكثيرٌ مِن الناس لا يُجيد التقييم الموضوعي. أمَّا تخوُّفك مِن الزواج فينبغي أن يتوقف، فأنت رجلٌ كاملُ الرجولة، وعدم ارتباطك بفتاة ليس دليلًا على عدم فُحولتك، بل هو دليلٌ على أنك تُعير الناحية القيمية مكانًا عاليًا، وأنك لا ترضى لبنات الناس تلك العلاقات التي قد تَجُرُّ إلى ما لا يُحمَد عقباه. الانخراطُ في المجتمع لا بد أن تضغطَ على نفسك لتحقيقه، وأول هذه الخطوات أن تحافظَ على صلاة الجماعة، فهي عملٌ اجتماعيٌّ إيمانيٌّ يتكرَّر يوميًّا خمس مرات، وهذه دورةٌ سلوكية مُجَرَّبة في كسر حلقة الرُّهاب الاجتماعي التي تحيط بك. مارِسْ هواياتك المفضلة، وحبذا لو كتبتَها على ورقة. ابحثْ عن صديقٍ مُقرَّبٍ منك يتفهَّم حالتَك ووضعك ليُساعدك على الخروج مما أنتَ فيه، تحدَّثْ إليه، رتِّبْ معه خروجًا أو زيارة للمطعم أو القهوة ونحوها. المختصُّ النفسيُّ قد يُفيدك كثيرًا لا سيما فيما يتعلَّق بتشخيص الحالة، وبالتالي وضع الحلول المناسبة. وأخيرًا نسأل الله تعالى أن يُعينك، وأن يَشرحَ صدرك للذي هو خير والله الموفق
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |