|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() خطيبي ينتقد شكلي وأنا مصممة على رأيي أ. مروة يوسف عاشور السؤال: ♦ الملخص: فتاة مخطوبة لشاب ينتقدها باستمرار بسبب نحافتها، ولا تُدافع عن نفسها، وترى نفسها ذات قوامٍ جيد، وتسأل: أفكِّر في الانفصال فما رأيكم؟ ♦ التفاصيل: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. تقدم لخطبتي شابٌّ حسن الخُلُق، مستواه المادي جيد، لكنه مريض بالسكري، ومستواه العلمي ليس مرتفعًا. شدني إليه أنه حنون مع أخواته، بارٌّ بوالديه، معطاء وصاحب تضحيات كبيرة، ومِن ثَم قبلته واخترته زوجًا لي ووافقت على الارتباط به. واجهتُ كلامًا كثيرًا ممن حولي؛ إذ كيف لمثلي أن تقبل شابًّا مستواه العلمي ضعيف ومستواه المادي معقول، وكل من حولها يتمناها زوجة، وظروفهم أفضل من ظروف هذا الشاب. للأسف هذا الكلام أثر على خطيبي، وبدأ يتضايق ويغار، مما أدى به إلى مضايقتي، مع أني كنتُ أوضِّح له أني اخترتُه لنفسه وشخصه، لكنه كان مصرًّا على جرحي وإغضابي بصورة مستمرة. في الفترة الأخيرة بدأ خطيبي ينتقد جسدي، ويقول: أنت نحيفة وأنا أريد أفضل من ذلك، لكنني أعلم من نفسي أني جميلة، فأخبرته أني مقتنعة بنفسي، ولن أزيد في وزني، ولا بد أن تقبلني كما أنا. للأسف رد ردودًا فيها تجريح شديد، وأخبرني أنه غير مقتنع بي بهذا الشكل، وانقطع عني فترة لا يكلمني ولا يتصل بي. سئمتُ هذه الطريقة، وأريد الانفِصال بسبب أفعاله، لكني أعلم أنه متعلق بي ويحبني، وربما قال ما قال من أجل رد اعتباره بسبب الكلام الذي سمعه من بعض الناس، وأنا كذلك متعلقة به وأحبه لأنه شاب خلوق. المشكلة أنه لم يبق إلا شهر واحدٌ فقط، وكل تجهيزات الزواج انتهتْ، ولا أعلم ماذا أفعل؟ فأشيروا عليَّ بارك الله فيكم. الجواب: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته. كثيرًا ما تختلف وجهةُ نظَر الفتاة عن الشاب حول الجمال؛ فتظن الفتاة أن شدة النحافة ترتبط طرديًّا بشدة الجمال، بينما يرى بعضُ الشباب أن شدة النحافة وبروز العظام أبعد ما يكون عن الجمال، ويبقى الخلافُ بينهما قائمًا دون أن يقتنع أحد بوجهة نظر صاحبه، وتزيد الفجوة في الرأي حين تظن الفتاة أنها بالفعل جميلة وخاطبها أو زوجها يرى العكس تمامًا. وأكبرُ ما يُسبِّب المشكلات بين الزوجين أن يرى كلُّ واحد منهما أنه أفضل مِن الآخر، وأنه كان يستحق أفضل منه؛ كما في الحالة التي تتحدثين عنها، فيرى خاطبكِ أنه مُضحٍّ وصاحبُ مال، وقد يسمع من الناس حوله مثل ما تسمعين مِن حيث أهليته للزواج، وأن الكثير من الفتيات تتمناه زوجًا، في حين تتحدثين أنتِ عن جمالٍ لا يبدو أنه يراه، وترين أنكِ تستحقين أفضل من ذلك، لكنكِ قبلتِه لأسباب معينة. وأقول لكِ أيتها الفاضلة: عمركِ ليس صغيرًا حتى تقومي بفسخ الخطبة لمجرد أن خاطبكِ يكره النحافة، وكان بإمكانكِ أن تخبريه بأن النحافة ستزول أو تتحسَّن مع الزواج والإنجاب، بدلًا من أن تخبريه برفضكِ التام لطلبه، وأن رأيه غير معتبر، وأنكِ ترين نفسكِ جميلة مهما كان رأيُه! الزواجُ لا بد أن يُبنَى من البداية على التفاهم والمودة، وسعي كلٍّ منكما لإرضاء صاحبه ونيل محبته ولو كان على حساب بعض الأمور التي لا تخالف الشرع ولا مشقة فيها، ولا مانع أبدًا من تقديم مرضاته والتماس محبته. وإن لم يستوثق خاطبكِ من رغبته في الزواج، ولم تسعدي أنت بقبوله، أو تبين لكِ أنه سيخذلكِ ويحبط أحلامكِ ويحط من شأنكِ، فلتجلسا معًا في وجود الأسرة جلسة مصارحة يشرَح كل واحد منهما ما لا يرضاه في الآخر، وتتناقشان في إمكانية إيجاد حلول للخلاف الشديد في وجهة نظركما، خاصة وأن الأمور الخلافية بينكما حول موضوعات يسيرة لا تستحق الخلاف؛ فإن لم تجدوا لها متسعًا فكيف بكم عندما تبدأ الحياة الزوجية بكل ما فيها مِن عراقيل أو عقبات حقيقية تحتاج لمساحة أكبر من التفاهم وتقريب وجهات النظر؟ وإن لم تجدوا طرقًا ترتقون مِن خلالها فوق الخلافات وتعبرون إلى واحة التفاهم والمصالحة، فالشباب كُثُر والفتيات أكثر؛ ﴿ وَإِنْ يَتَفَرَّقَا يُغْنِ اللَّهُ كُلًّا مِنْ سَعَتِهِ وَكَانَ اللَّهُ وَاسِعًا حَكِيمًا ﴾ [النساء: 130]. والحقيقةُ رغم أن أمر القوام أو النحافة قد يبدو غير مهم، لكنه قد يكون لبعض الرجال مشكلة إذ لا يرون في النحيفة من الأنوثة إلا القليل، وهنا تبدأ معه المشكلة العميقة التي لا تشعر بها الزوجة وتحسب أنه يغار مِن جمال نحافتها وهو يُجاهد نفسه في غض البصر عما حرَّم الله لأن زوجته لا تُرضيه. فنقول لهذا الشاب ولغيره: إن لم تجدْ في زوجتكِ صورة قريبة لأحلامكِ، فلا تظلم نفسك وتظلمها بزواج قد يفشل لاحقًا. والله الموفِّق، وهو الهادي إلى سواء السبيل
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |