|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() كيف أصلح حياتي بعد فشلي في الدراسة؟ أ. أسماء حما السؤال: ♦ الملخص: فتاة في العشرين، كانت متميزة ومجتهدة جدًّا ومن الأوائل، ولكن بعدما وصلتْ إلى البكالوريوس أُصيبت بالرعب، وأصبحتْ لا تحب الدراسة، حتى حصلت على مُعدل ضعيف جدًّا، فتركت الجامعة! ♦ التفاصيل: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أنا فتاة في العشرين من عمري، كنت متميزة مجتهدة جدًّا ومن الأوائل، ولكن بعدما وصلتُ إلى البكالوريوس أُصبتُ بالرعب، وأصبحتُ لا أحب الدراسة، حتى حصلتُ على مُعدل ضعيف جدًّا. تحطمتُ في الجامعة، وغيرتُ تخصُّصي إلى تخصُّصٍ ثانٍ، وأبدعتُ فيه وكنتُ مِن الأوائل، ولكن عندما ذهبتُ إلى المرحلة الثانية واجهتُ صعوبة في الدراسة. تركتُ الجامعة وجلستُ في البيت، وهأنذا أشعُر بالضياع، وأدعو الله في صلواتي أن يهديني، فلا أملك عملًا أو أملًا، كما أن حالتنا المادية ضعيفة جدًّا، وأتمنى لو كان لي مالٌ لأذهب إلى الطبيب النفسي. أعاني مِن البكاء والاختناق والعُزلة، وقررتُ ألا أقابل أحدًا أو أخرج من البيت حياءً مِن فشلي الدراسي، فوالله ما تركتُ دراستي إلا لمعاناةٍ نفسيةٍ شديدةٍ، ولا أعرف ما الذي جرَى لي! حتى قررتُ في النهاية أن أرمي نفسي مِن مكانٍ مرتفعٍ، لكني خائفة مِن عذاب الله. الجواب: الأخت الكريمة، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أهلًا ومرحبًا بك في شبكة الألوكة، وفقك الله لما يُحبه ويرضاه. يمر الإنسان في حياته بمحطات كثيرة يسير فيها سريعًا أو يتعرقل، يُواجه أشخاصًا إيجابيين مشجعين، ويُواجه سلبيين محبطين؛ سواء على صعيد العائلة أو المدرسة أو الجامعة أو العمل، وهذا يَحصُل بشكلٍ عام مع جميع البشر، ولكن الإنسان الذي وعى هدفه وحدده يتجاهل أي إحباطٍ، ويسير نحو هدفه واثق الخطى بأنه ذات يوم سوف يصل وينجح. إضافة إلى أن الإنسان خلال عملية تعلُّمه تُواجهه صعوبات، وهذا طبيعيٌّ، ولكن لا ينبغي أن تحبطه أو تهز ثقته بنفسه، وكل هذه المواقف تحسب في سِجِلِّ خبراته الحياتية وتجاربه؛ سواء أحرز نجاحًا فوريًّا أو تعرقل، فيتعلم منها وينمو ويتطور، وعملية التعليم متدرِّجة خطوة خطوة، فعندما تكون أحلامُنا وأهدافنا كبيرةً وطموحةً فنحن بحاجة إلى أن نحوِّلها إلى إجراءات وخطوات بسيطة وسهلة ومتدرجة حتى نستطيع تحقيقَها. ومما يُساعدك على النجاح وعْيُك بذاتك وقدراتك، ومعرفة نقاط قوتك ونقاط ضعفك، فعندما تعرفين ذاتك فسوف تقل حساسيتك الزائدة التي تُصيبك بالتوتُّر، والقلق، والإحساس بعدم الاطمئنان، والمبالغة في تحميل الأشياء والأشخاص والأحداث والمواقف والتصرفات والأقوال أكثر مما تحتمله على الحقيقة، وتعتمدين المواجَهة والتعبير والحديث بدل التأثُّر والانسحاب الذي تعقبُه آلام دفينة واكتئاب ورغبة في قتل النفس التي كرَّمها الله وأعلى شأنها، فهل نتخلى عن أنفسنا ونحاول إزهاقها عند أول محطة ومشكلة نواجهها؟! فالانتحارُ عارٌ في الدنيا وخسارة في الآخرة. قدِّمي النية الطيبة أختي الكريمة، وحاولي التواصل مع أهل الخير ممن يتبرعون ليساعدوك في إكمال تعليمك، فالدنيا بخيرٍ، وفيها خير، ويبقى الخير إلى يوم القيامة. استعيني بالدعاء والاستِغفار والصدَقة اليسيرة ولو قرشًا مما تأكلين، فيفتح الله عليك فيها أبوابًا مِن الخير والنعيم. وختاماً أنتقي لك هذه النصائح: 1- أن تكتسِبي مهارة استِقبال النَّقد وتعليقات الناس بنفسٍ راضية، والرَّد عليها بنفس قويَّة، وبحكمةٍ عالية، وبأدلَّة علميَّة مقنعة. 2- أن تحوِّلي تركيزك واهتمامك لتحقيق أهدافك، وأحلامك، وهواياتك، والنَّجاح في دراستك، وحياتك العلميَّة، والعمليَّة، والأسريَّة، وتقوية علاقاتك بالنَّاس. 3- في أي شيء أنتِ بارعة؟ ما هي هواياتك؟ ما هي صفاتك؟ ماذا تحبين؟ ماذا تكرهين؟ كيف تقضين وقتك؟ تعرَّفي إلى نفسك من جديد. 4- ثقي بإمكاناتك كيفما كانتْ حتى لو كانت خارج الإطار الجامعي مثلًا، كأن تكوني بارعةً في التصوير أو الرسم أو الطبخ، وقفي عند هذه الهواية، وتعلميها وطوريها، وأبدعي من جديد. إنَّ حَلَّ مشكلتك بيدِك، والصَّراحة هي حلُّ مشكلتك، والمواجهة ردٌّ على حساسيتك، والمكاشفة هي تحريرٌ لنفسك مِن كَبْتِها وضغطها النفسي، وثقتك بنفسك تهزِم ضعفك وانْكِسارك، وشجاعتك تغلِبُ خوفَكِ وخجلك. تعوَّدي على اقتحام عالم الآخرين، واطْلُبي تفسيرًا لأيِّ موقفٍ أو تصرُّفٍ يُزعجك، ولا تتَردَّدي في التَّعبير عن إحساسك الداخلي، حتى في حالات غضبك وانفعالك، ولا تستسلِمي لصمتك، مع التِزامك دائمًا باحتِرامِك لنفسِك ولغيرك. دمت بخيرٍ، ووفقك الله إلى كل خيرٍ
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |