الوقف ومعالم الحضارة الإسلامية - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1329 - عددالزوار : 137762 )           »          شرح كتاب الحج من صحيح مسلم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 57 - عددالزوار : 42196 )           »          حكم من تأخر في إخراج الزكاة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          حكم من اكتشف أنه على غير وضوء في الصلاة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          المسيح ابن مريم عليه السلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 20 - عددالزوار : 5453 )           »          يا ربيعة ألا تتزوج؟! وأنتم أيها الشباب ألا تتزوجون؟! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          فضائل الحسين بن علي عليهما السلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          سودة بنت زمعة - رضي الله عنها - (صانعة البهجة في بيت النبوة) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          حجة الوداع (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          التشريع للحياة وتنظيمها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث > ملتقى نصرة الرسول صلى الله عليه وسلم
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى نصرة الرسول صلى الله عليه وسلم قسم يختص بالمقاطعة والرد على اى شبهة موجهة الى الاسلام والمسلمين

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 12-12-2022, 10:17 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,090
الدولة : Egypt
افتراضي الوقف ومعالم الحضارة الإسلامية

الوقف ومعالم الحضارة الإسلامية



من معالم الحضارة الإسلاميّة المميّزة لها، إرساؤها أصول العمل المؤسسي ووضعها لنواته وضعاً محكماً متيناً، هذا ما يلحظه المتتبّع لتاريخ الأمة الإسلاميّة؛ إذ يبهره النّظام المؤسسيّ المختصّ بكلّ مجال من المجالات الحياتيّة كافّة، تعبّديّة روحانيّة، أو سياسيّة وجهاديّة وعسكريّة، أو صحيّة، أو تعليميّة، مع توفير ما يسندها من الدعم الماليّ اللازم لها جميعاً، ويؤمّن لها مواردها، وقد تمثّل ذلك في الأوقاف، تلك الصفحة التي هي من أشدّ صفحات حضارتنا الإسلاميّة إشراقاً.
مثّلت الأوقاف في الدرجة الأولى إحدى الدعامات الكبرى للنهوض بالمجتمع من خلال رعاية أفراده، وتوفير مختلف الخدمات التعليمية والصحية والاجتماعية لهم، فقد مثّلت وعي القادرين من أفراد المجتمع لطبيعة مسؤولياتهم الدينيّة والأخلاقيّة، وضرورة تحمّلهم إلى جانب الدولة جزءاً من المسؤوليّات.
مشاركة الدولة في تنظيم الأوقاف
وشاركت الدّولة في تنظيم هذه العمليّة، فتحمّلت نصيبها من المسؤوليّة، فقد ارتبط كل وقف بحجة شرعية توضح أركانه والغرض منه وحجمه وكيفية الاستفادة من ريعه، والصفة المنضبطة للمستفيدين، وعدد الموظفين والخدم القائمين على رعاية شؤونه، وغير ذلك من الجوانب التي توضح الإطار العام لنظام الوقف، وتوفّر كل المعلومات اللازمة لحفظ الحقوق والتّقاضي عليها، في حال طروء النسيان، أو نشوب النزاع والخلاف وظهور الدّعاوى.
تحقيق خيرية الأمة
وللوقف دور كبير في تحقيق خيرية الأمة؛ فهو من خصائص المسلمين، ومن الإحسان المستمر، فبالوقف نشأت المساجد، ومعاهد للتعليم من الكُتّاب إلى المدارس الجامعة، وبه تأسست مستشفيات للعلاج المجاني، وصيدليات لتقديم الدواء بلا مقابل، وشُيّدت في المدن وحولها قلاع وحصون لتوفير الأمن، والتكايا والملاجىء لإيواء من لا مأوى لهم، وإطعامهم وكسوتهم وعلاجهم، وتعليم من هو في سن التعليم منهم، كما شُيّدت في القرى مضايف لاستقبال الغرباء، ومنازل لإقامة عابري السبيل والمسافرين، وفي المدن والقرى -بدرجة أقل- بُنيت أسبلة مياه الشرب، ومقابر الصدقة، ووزعت خيرات على الفقراء والمساكين والأيتام وذوي الخصاصة، لإعاشتهم وللتوسعة عليهم في مناسباتهم الخاصة، وفي المواسم والأعياد، وزُوّد المجاهدون بالمؤن، والصائمون بالفطور والسحور، وحجاج بيت الله الحرام بما يبلّغهم مقصدهم، ويساعدهم على قضاء مناسكهم.
مقوّم أساس من مقوّمات الحضارة
وكان للأوقاف دور مهم في مقوّم أساس من مقوّمات الحضارة ألا وهو التعليم، سواء في الكتاتيب أم المدارس؛ فالأوقاف هي التي ثبّتت أركان المدرسة، ودعمت نظامها، ومكّنتها من القيام برسالتها، «وكان الريع الذي تغلّه الأعيان الموقوفة على المدرسة شهرياً أو سنوياً، نقداً أو عيناً، هو الضمان لاستمرار العمل بالمدرسة، حيث تدفع منه مرتبات أرباب الوظائف بالمدرسة والطلبة حسب شرط الواقف».
ركيزتان أساسيتان
والمدقق في تاريخ الحضارة الإسلامية يجد أنها من حيث بناؤها النظامي قد نهضت على ركيزتين، وبُنِيَت على قيمتَيْن، وهما: العلم والعدل، وقد مثّلتهما في حقبة ممتدة من التاريخ الإسلامي، المدارس ومؤسسة القضاء، وقد انتفعت هاتان المؤسستان أيّما انتفاع بالأوقاف التي خُصّصت لهما، تحقيقاً للاستقلال والنزاهة والكرامة.
لقد ظل الوقف قيد التطبيق لمئات السنين، وبقي نظاما قويا وثابتا لإدارة الثروات، نظراً لسهولة تطبيقه ومرونة المقاصد الشرعية التي ينطلق منها ويعمل في خدمتها.
تطبيق نظام الوقف
ورغم الاختلافات الجغرافية والسكانية داخل الدول الإسلامية إلا أن نظام الوقف ظل قابلاً للتطبيق دون أية عقبات في مختلف مناطق العالم الإسلامي، وحتى في غير بلدان العالم الإسلامي؛ فأندونيسيا والهند مثلاً يختلفان اختلافاً جذرياً من حيث الظروف الاجتماعية والاقتصادية والسياسية لكل منهما؛ بل وفي عاداتهما الخاصة في توزيع الثروات بين العائلات، إلا أن نظام الوقف جرى تطبيقه في كل منهما دون عوائق كبيرة.
مختلف جوانب الحياة
وبقي هذا النظام شديد الارتباط بمختلف جوانب الحياة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، إلى جانب ارتباطه الوثيق بالجوانب الروحية والأخلاقية؛ لذلك فالوقف الإسلامي يعد أحد أهم النظم التي أسهمت في تحقيق المقاصد العامة للشريعة الإسلامية؛ لما فيه من حفظ للضرورات الخمس وفي مقدمتها حفظ الدين، بإقامة المساجد، وحفظها، ورعايتها، وبحفظ الهوية الإسلامية.
ثقافة المجتمع وحياته
وحينما يصبح الوقف جزءاً من ثقافة المجتمع وحياته، ويتغلغل تأثيره في مظاهر الحياة كافّة، سيحظي -بلا شك- بالإبداع والابتكار والتجديد، وحينما يكون الوقف مجالاً للتنافس في الخيرات وتوفير الاحتياجات لفئات المجتمع، فإننا سنقرأ بدائع وقفية سطرها لنا التاريخ بفخر واعتزاز.
تحقق العدل في الأمة
وحينما يتحقق العدل في الأمة، ستوظف يقيناً القدرات والطاقات لتُسهم في تحقيق الحياة الكريمة للمجتمع بمكوناته، وحينما تتشارك الجهود من قبل الدولة والمجتمع، سنرى أوقافاً تُسهم في تنمية الأوطان، وحينما يأمن الواقف على المال الذي أوقفه، ويضمن حفظه واستمراره، فإننا سنرى أوقافاً جديدة تخفف الأعباء عن الدولة وتخدم المجتمع، وحينما تشيع ثقافة الوقف وبث روح العمل من أجله، ومن أجل رعايته وضمان استمراره؛ فإننا سنجد إبداعا في اختيار مجاله، وتسطير شروطه، وتحديد وجهة ريعه، واختيار نظارته، وترشيد إدارته، وضمان بقائه واستمراره، وسبل حمايته، ونعيش آثاره ومخرجاته الإيجابية المثمرة.

عيسى القدومي


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 64.38 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 62.66 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (2.67%)]