أبو فهمي"..رحل بعد أن فارقه الأبناء بين الأسر والشهادة

[@أبو الوليد@]

http://www.pal-media.net/uploads/new...rnews/4742.jpg

الشيخ جمال مشتهى ارتسمت بين تجاعيد وجهه معاناة شعب وصمود رافقه حتى الممات..يصبر بعد اعتقال نجله قبل عشرين عاما..ثم وفاة نجله الثاني في الغربة..ويزيد الصبر باستشهاد نجله الثالث في عملية اغتيال..

غزة - خاص بالشبكة الإعلامية الفلسطينية

رغم أنه جاوز الثمانين من عمره، إلا أنه كان كـ"شاب في ريعان الشباب".. هنا شارك في اعتصام مع أهالي الأسرى.. وهناك لبى دعوة في مهرجان أو ندوة أو لقاء يختص بالأسرى ومعاناتهم.. والأمل راوده بلقاء نجله الأسير منذ عشرين عاماً حتى آخر يوم في حياته.

حتى آخر لحظة وهو علي فراش المرض ينظر لمن حوله ودعاء لا يفارق قلبه "اللهم لا تمتني إلا بعد نظرة لولدي الشيخ روحي".. لكنه رحل قبل أن يرى نجله لعله كان أسرع للقاء نجليه والذي استشهد أحدهما في عملية اغتيال إسرائيلية والأخر في رحلة علم بالخارج.

الحاج جمال عبد الغني مشتهى (أبو فهمي) ارتسمت بين تجاعيد وجهه معاناة شعب بأكمله وصمود رافقه حتى الممات.. يصبر بعد اعتقال ابنه الأسير روحي قبل عشرين عاما.. ومن ثم فقدان نجله الثاني حمدي بعد وفاته في رحلة علم بالخارج..ويزيد الصبر أكثر باستشهاد نجله الثالث مهدي في عملية اغتيال إسرائيلية..

بداية الحكاية

من بئر السبع بدأت الحكاية.. وانطلق قطار رحلة معاناة المسن مشتهى كغيره من آلاف الفلسطينيين.. ليهجر من بئر السبع إلى مدينة الخليل بالضفة الغربية ومن ثم يستقر به الحال في مدينة غزة.. ويعمل في تجارة قطع السيارات.

في بداية انتفاضة الأقصى في العام ( 1988) اعُتقل نجل المسن مشتهى (الشيخ روحي) من بيته بعد إصابته في حادث عرضي، ويحكم عليه بالمؤبد بتهمة عمله القيادي في كتائب الشهيد عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس.

ونكمل فصول الرحلة مع المسن مشتهى ولكن هذه المرة بين السجون، فمن من الأسرى لا يعرفه وهو متنقلاً بين "سجن غزة المركزي، سجن الرملة، سجن المجدل، سجن السبع، سجن هداريم - العزل الانفرادي-".

بكاء في الزيارة

يقيم ليله صلاةُ وخشوعاً لله.. ومن ثم يصلي الفجر..ويحزم أمتعته وينطلق لزيارة نجله الأسير روحي قبل أن يتم منعه منذ أربعة سنوات لأسباب أمنية - حسب جيش الاحتلال -.

من صلاة الفجر حتى الساعة الثانية عشر ليلاً هي مدة الرحلة لزيارة نجله الأسير، يعيش خلالها أبشع صنوف العذاب بين السير على الأقدام لساعات والتفتيش والمضايقات والاهانة ليرى ابنه في النهاية لأقل من ساعة.

أقل من ساعة ونجله أمام عينيه خلف اللوح الزجاجي الفاصل بينهم ويتكلم معه عبر السماعات بصوت غير واضح. ويقول أبناء مشتهى " الزيارة تمضي وهو يبكي فنجله أمامه ولا يستطيع احتضانه يبن ذراعيه".

وفي خضم هذه المعاناة يبتلى مشتهى بفقدان نجله الدكتور حمدي في الغربة والذي خرج في رحلة علم في العام (1975)، ليعمق الجراح وتزيد الآلام ويزيد معهم الصبر.

زيارة أهالي الأسرى

الشوق للقاء بين الحاج مشتهى ونجله لم تطفئه زيارة أسبوعية يقضيها في الطريق ورؤية نجله الأسير من خلف الزجاج، فكان يصلي كل يوم جمعة في مسجد الكتيبة غرب مدينة غزة والذي كانت تنقل منه صلاة الجمعة مباشرة عبر تلفزيون فلسطين، إلى جانب صلاة "التراويح" في شهر رمضان ليتسنى لنجله رؤيته والاطمئنان عليه عبر الشاشة الصغيرة.

أبناء مشتهى يؤكدون أن والدهم لم يترك فعالية تختص بالأسرى إلا وكان يلبيها وان لم يستطع كان يحثهم على المشاركة فيها، حتى أنه كان يشارك في فعاليات اعتصامات أهالي الأسرى على الرغم من كبر سنه.

وتأتي الفاجعة الثالثة لمشتهى بفقدان نجله مهدي "أبو عبادة" في عملية اغتيال إسرائيلية بعد استهداف سيارته أمام منزله بتاريخ 2-10-2004، حيث أنهى "أبو فهمي" صلاة المغرب ليدوي انفجار هائل في المنطقة فيشعر حينها أن الضربة لنجله مهدي.

ويشدد أبناء مشتهى "أن والدهم حزن جدا على فراق نجله مهدي ولكن صبر الواثق بإيمان الله ازداد أكثر فأكثر".


صفقة التبادل

صفقة تبادل الأسرى المزمع عقدها بين فصائل المقاومة الآسرة للجندي شاليط والاحتلال الإسرائيلي، كانت أمل كبير ملأت حياة مشتهى وجددت لديه الفرحة بإمكانية لقاء نجله روحي، دفعته للإسراع في العودة من مصر حيث كان يعالج إلى غزة على أمل لقاء ابنه حراً.

وكان الشيخ الأسير روحي من الأسماء المرشحة للخروج ضمن صفقة التبادل (الإفراج عن الجندي الاسرائيلي شاليط مقابل اطلاق سراح آلاف الأسرى الفلسطينيين) لكن دولة الاحتلال تعيق عملية التبادل.

منقول : الشبكة الإعلامية الفلسطينية
مع خالص شكرى لكم
ادارة ملتقى الشفاء الاسلامى

[أبو إلياس]

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

أخي الحبيب

زافيب

جزاك الله خيرا

على الموضوع المتميز

أثابك الله خير الجزاء و نفع بك الأمة و رفع قدرك

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

[@أبو الوليد@]

بارك الله فيك أخي ابو الياس