
05-12-2022, 03:55 AM
|
 |
قلم ذهبي مميز
|
|
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,090
الدولة :
|
|
الأسطورة والسرد وجمالية الشعر: دراسة في قصيدة لأمية بن أبي الصلت
الأسطورة والسرد وجمالية الشعر: دراسة في قصيدة لأمية بن أبي الصلت
عبدالواحد الدحمني
تقديم:
شكلت الحياة منبعاً للإحساس بالقلق والخوف، وعجز العقل الإنساني وقصر عن إعطاء تفسير للوجود، وأخفق المنطق في الوصول إلى الحقيقة، ووعى الشاعر العربي القديم، بالتناقض بينه وبين العالم، ودفعه ذلك إلى مواجهته.
ولعل هذا الشعور بالإشكال اقتضى من الشعراء الاستناد إلى الموروث الأسطوري والحكائي القديمين لتفسير الكثير من الظواهر، بل كانوا يستمدون منه مادتهم وأفكارهم ويتفاعلون معه، فغدا تراثا جديرا بالتوظيف وفق رؤية جمالية.
ومن ثمة فمنطلقنا فرضية تزعم أن الإبداع الشعري عند أمية بن أبي الصلت ذو علاقة وثيقة بالميثولوجية والسرد، وهو ما جعل الشعر ينفتح على الأسطورة لخلق أفق جمالي مضخم بمكونات السرد.
النص[2]:
ولا غرو إِلاَّ الدِّيكُ مُدْمنُ خمرةٍ
نَديمُ غُرابٍ لا يَمَلُّ الحَوانِيا 
وَمَرْهَنُهُ عِندَ الغُرابِ حَبِيبَهُ
فَأَوْفَيْتُ مَرهوناً وَخَلْفاً مُسَابيا[3] 
أَدَلَّ عليَّ الدِّيك أَنِّي كَمَا ترى
فَأَقبِلْ عَلى شَأْني وَهَاكَ رِدَائِيا 
أَمِنْتُكَ لا تَلْبَتْ مِنَ الدَّهْرِ سَاعةً
وَلا نِصْفَهَا حَتّى تَؤُوبَ مُآبِيا 
وَلا تُدْرِكَنْكَ الشَّمْسُ عِنْدَ طُلُوعِها
فَأَغْلَقُ فِيهم أَوْ يَطولُ ثَوَائيا 
فَرَدَّ الغُرابُ ورِداءُ يَحوزُهُ
إِلى الدِّيكِ وَعِداً كَاذِباً وَأَمانيا 
بأَيةِ ذَنْبٍ أَمْ بِأَيةِ حُجَةٍ
أَدَعْكَ فلا تَدْعُو عَلَيَّ وَلا لِيا 
تَطَيَّرْتُ منها وَالدُّعاءُ يَعُوقُني 
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟ فبكى رحمه الله ثم قال : أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.
|