|
|||||||
| ملتقى الشعر والخواطر كل ما يخص الشعر والشعراء والابداع واحساس الكلمة |
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
||||
|
||||
|
استهلال القصيدة الأندلسية محمد حمادة إمام افتَتَح العديدُ من الشعراء الأندلسيِّين بعضَ قصائدهم بالحديث عن الشيب والشباب، مثلهم في ذلك مثل المَشارِقة القُدامَى والمحْدثين، وإنْ كان هناك مِن النقاد من لم يُعِرِ استهلالَ القصائد بالحديث عن الشيب والشباب اهتمامًا، ومنهم ابن رشيق[1]، ومن النقاد[2] مَن وَضَع شروطًا في استهلال القصائد بالحديث عن الشيب والشباب، أهمُّها ألَّا يستهل - مثلًا - قصائد المدائح والتهاني بمثل نعْي الشباب، وذمِّ الزمان. والشاهد على تخلية افتتاح قصائد الثناء، والفرح والمرح، بالحديث عن الشيب والشباب من العيب، وجودُه منذ القِدَم، تعبيرًا عما يدُور بالخلَد، وتنفيسًا عما يَعْتَمِل بالنفس، إذ إنه أمرٌ فطريٌّ، تُمليه الأحاسيس، وتسُوقه المشاعر تجاه نفسِه، أو الآخرين. ولم يكُن للقُدامَى في مواطن كثيرة. "إلا الأبيات القليلة، يقولها الرجل عند حدوث الحاجة. قال أَعصَر بن سعد بن قيس بن عيلان - واسمه منبه بن سعد - وهو مِن قديم الشعر[3]: [من الكامل]: قَاَلتْ عُمَيرةُ ما لِرأْسكَ بَعْدَما ![]() نَفِدَ الشَّبابُ أَتى بِلَوْن مُنكَرِ ![]() أعُمَيرَ إنَّ أباكِ شَيَّبَ رأسَهُ ![]() مَرُّ الليالي واختلافُ الأعْصُرِ ![]() وقال الحارث بن كعب، وكان قديمًا: [من المتقارب]: أَكَلْتُ شَبَابِي فأفنيتُهُ ![]() وأفنيتُ بعد شُهُورٍ شُهُورا ![]() ثلاثةُ أهْلين صاحبتُهم ![]() فَبَانوا وأصبحتُ شَيْخَا كَبيرا ![]() قليلَ الطعامِ عَسيرَ القيا ![]() م قَدْ تَركَ القيدُ خَطْوي قصيرَا ![]() أبيتُ أُرَاعي نُجُومَ السَّماءِ ![]() أُقَلِّبُ أمْري بُطُونا ظُهُورا ![]() وهذا الغزال يَبتَدئ مقطوعة له، أو يفردها، بتقريع وتوبيخ وعذْل الأشيب المُتَصابي اللاهي، الذي بلغ أرذل عمرِه، وما انفكَّ عن غيِّه متعرِّضًا للحِسَان الممتلئات نضارةً وفتاءةً وحسنًا ودلالًا، فالأجمل به أن يرتدع ويَرْعَوي؛ فيقول ناصحًا نفسه، أو بني جنسِه وقرنه[4]: [من السريع]: بَعْضَ تَصَابيك على زينبِ ![]() لا خيرَ في الصَّبْوة للأَشْيَبِ ![]() أَبَعْدَ خَمْسين تَقَضَّيْتَها ![]() وافيةً تَصْبو إلى الرَّبْرَبِ ![]() ... إلخ الأبيات. ولعله حديث نفس إثر نزعة إيمانية انتابتْه، فرأى أنه مِن الجهل والعيب قضاءُ عمره في السفَه والطيش. وهذا ابن هانئ الأندلسي، في مواقف متعددة[5] يَفتَتح قصائد له بالحديث عن الشباب والشيب، ففي موقف شخصي، أو ذاتي، يبتدئ إحدى قصائده - ولو تصنُّعًا - بمدْح المشيب، الذي انتشر انتشارَ البرْق في الرأس، واستبانت آثارُه على باقي عمود الجسد، وهو لا يزال في فتاءته، ومنتصف عمره، فيقول[6]: [من الكامل]: قَدْ سَار بي هَذَا الزمانُ فأوجَفا ![]() ومحَا مشيبي مِن شَبابي أَحْرُفا ![]() إلَّا أَكُنْ بَلَغتْ بي السنُّ المدَى ![]()
__________________
|
| الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |