|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() غير مقتنع بجمال خطيبتي أ. فيصل العشاري السؤال: ♦ الملخص: شاب تقدم للزواج من فتاة، لكن بعد الخطبة وجد نفسه غير متقبلٍ لها من ناحية الشكل، بل يقارنها بغيرها. ♦ التفاصيل: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أنا شاب عرَضتْ عليَّ والدتي أكثر من فتاة للزواج منها، وكنتُ أرفض الزواج، حتى رأيتُ فتاة كانتْ أمي قد حدثتني عنها فأعجبتُ بها، وعندما سألتُ عنها شَهِد لها الجميع بحُسن الخلُق والدين، لكن جمالها في عيني كنتُ أراه عاديًّا. ارتاح لها قلبي، وصليتُ استخارة، وتوكلتُ على الله، وأخبرتُ أهلي بالخطبة، لكن قبل الذهاب رأيتُ رؤيا وأحسستُ بعدم راحة! خطبتُها وأصرَّ أهلُها على إتمام دراستها، فسافرتُ للعمل بالخارج لأن أمامها 3 سنوات على انتهاء دراستها، كانت الفتاة جيدة بالفعل قبل أن أسافر، لكن بعدما سافرت كان التواصل بيننا عن طريق التواصل الكتابي، ورأيتُ فيها بعض الأمور التي لم أكن أرضى بها، فعملتُ على إصلاحها، والحمدُ لله أصبحتْ أفضل وأفضل، وتعلَّقتْ بي تعلقًا شديدًا، بل أصبحتُ بالنسبة لها محورًا أساسيًّا في حياتها. عدتُ من السفر، لكن لم أكن أشعر بالراحة عندما قابلتها، بل كنتُ أمثِّل عليها أني أحبها، ودخل عليَّ الشيطان من باب الشكل، وأن هناك من هي أفضل منها شكلًا وجمالًا، فبدأتُ أقارن بينها وبين غيرها، فقلَّت في نظري للأسف. أخبروني كيف أتصرف؟ وهل هذا شيء طبيعي أو لا، فقد بقي عام واحد على الزواج؟ الجواب: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. نشكركم على تواصلكم معنا، وثقتكم في شبكة الألوكة. ما فهمناه مِن مشكلتك أخي الكريم: أنك على علاقة خطبة مع فتاة منذ عامين، وبقي على زواجكما عامٌ واحد، ومشاعرك تجاهها تراوحتْ بين التعلق تارة، وبين الرفض تارة أخرى، وأنك تشعر أنَّ الزواج قد يفشل لغياب التعلق الحقيقي بها رغم تعلقها الشديد بك في الفترة الأخيرة، وقد أرجعتَ سبب فتور العلاقة ناحيتها إلى كونك تشعر بأنك تُمَثِّل عليها! عمومًا أخي الكريم الخطبة هي مرحلة استكشافية لكلا الطرفين، وليستْ وعدًا قاطعًا بالزواج، ويفترض خلال هذه الفترة الطويلة التي امتدتْ إلى عامين أن تكونَ قد كوَّنْتَ صورةً كافيةً عنها وعن أخلاقها وصلاحيتها كزوجة لك. ونحن هنا لا نملك أن نشير عليك بالبقاء أو الانفصال عنها؛ لأنك أكثر من يعرف ويقدر الظرف الذي تعيش فيه، والموضوع الذي تسأل عنه، وإنما يقتصر دورنا على التوجيه ورسم الخطوط العريضة فحسب. لذلك نرى أن نُذَكِّرك بما يلي: ♦ الخلُق والدين ركنان أساسيان مطلوبان في كلا الزوجين، ولكن هذا لا يعني: إهمال الجوانب الأخرى كالجمال، فلا بد أن يكون الجمالُ مناسبًا في نظرك، أو على الأقل محايدًا؛ بحيث لا يكون سببًا في حصول مشاكل زوجية مستقبلًا. ♦ إن كان الجمالُ يُشكِّل لك هاجسًا مستمرًّا، فعليك أخذ هذا الأمر في الحسبان، وهنا سيترجح جانبُ الانفصال عن جانب الاستمرار. ♦ أما إذا كان الجمالُ فكرةً عارضةً، ويمكن أن تتعايشَ مع هذه الفتاة مستقبلًا دون مشاكل، فالاستمرار في الخطبة والسعي نحو الزواج هو المتعين. لا تنسَ أن الجمال قد يُشكِّل هاجسًا يصل إلى الفراق - حتى بعد الزواج - وهذا الأمر يتعلق بكلا الطرفين الرجل والمرأة، فقد ترى المرأةُ دمامة في زوجها، ولا تستطيع أن تتعايش معها رغم جمال أخلاقه وعلو دينه وتقواه، ولكن هذا لا يعني الحكم المؤبد بالاستمرار في ظل هذا الوضع النفسي المقلق. فقد روى البخاري في صحيحه عن ابن عباس، أنَّ امرأة ثابت بن قيس أتت النبي صلى الله عليه وسلم، فقالتْ: يا رسول الله، ثابت بن قيس ما أعتب عليه في خُلُقٍ ولا دينٍ، ولكني أكره الكفر في الإسلام، فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: ((أتردِّين عليه حديقته؟))، قالتْ: نعم، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((اقبل الحديقة وطَلِّقها تطليقة)). قال ابن حجر رحمه الله: " أي: لا أريد مفارقته لسوء خلقه ولا لنقصان دينه، زاد في رواية: (ولكني لا أطيقه)، بل وقَع التصريح بسبب آخر وهو أنه كان دميمَ الخلقة. قوله: (ولكني أكره الكفر في الإسلام)؛ أي: أكره إن أقمتُ عنده أن أقعَ فيما يقتضي الكفر، وكأنها أشارتْ إلى أنها قد تحملها شدة كراهتها له على إظهار الكفر لينفسخَ نكاحها منه، وهي كانتْ تعرف أن ذلك حرام، لكن خشيتْ أن تحملها شدة البغض على الوقوع فيه، ويحتمل أن تريد بالكفر كفران العشير؛ إذ هو تقصير المرأة في حق الزوج" انتهى باختصار من "فتح الباري" (9/ 399). وهكذا نرى أن الإسلام وضع اعتبارًا للجمال، لا للجمال ذاته، فالجمالُ يختلف تقييمه مِن شخصٍ لآخر، ولكن وضع ضابطًا للجمال الذي يمكن أن يحصلَ به التعايُش في بيت الزوجية. نسأل الله تعالى أن يُيَسِّرَ أمرك، وأن يَشرحَ صدرك، وأن يُزَوِّدك التقوى والله الموفق
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |