|
ملتقى الشعر والخواطر كل ما يخص الشعر والشعراء والابداع واحساس الكلمة |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() شعراء الأندلس ورثاء الشباب محمد حمادة إمام ابن خفاجة والشباب: كان لهذا الشاعر الأندلسيِّ الفَذِّ - مع تأبين الشباب والحنين إليه - وقفاتٌ وصولاتٌ، فها هو يصوِّر طويل رثائِه لِصَحْبِه وشبابه، وسيلان دمعِه، وحنين قلبِه، مطالبًا نفسَه بالإقلاع عن هذا الحنين، وذاك النَّحيب، إذ لا رجوعَ ولا إيابَ؛ فهذه سُنَّة اللهِ في خلْقه، ولكنْ أينسَى القلبُ إلفَه؟!، فيقول: [1] [من الكامل] حَتَّامَ أَنْدُبُ صَاحِبًا وشبيبةً ![]() فَتَفِيضُ عَيْنٌ، أو يَحِنُّ فُؤَادُ؟ ![]() أَقْصِرْ، فلا ذاكَ الخليلُ بآيبٍ ![]() يَوْمًا ولا ذاك الشبابُ يُعادُ ![]() فَقُصَارُ مُجتِمعِ الأصاحب فرقةٌ ![]() ومَحَارُ أَغْوارِ الشَّبابِ رَمَادُ[2] ![]() فِيمَ السُّلُوُّ، وقد تَحمَّل صَاحِبٌ ![]() شَطَّتْ بِه، دارٌ وطالَ بِعَادُ؟ ![]() لقد فاضتْ عينُ الرجُل، وجادتْ ببكاء الشباب، والأحباب والصحاب، راجيًا العودةَ، ولكنْ بلا جدوَى، فإذ به ينهَى نفسَه عن هذا، ولكنَّه غيرُ قادرٍ على الإقلاع عن البكاء، ونسيانِ الشباب والأصحاب. لقد أخذتْ صُوَر شكوى الشاعر مِن ضياع الشباب، وفقْد الأحباب، وأضرارِ المشيب تَكْثُر، وتتدفَّق بين الفيْنة والفيْنة، فراح "... يفكِّر فيما مضى مِن شبابه، وفي مَن ذهب مِن أحبابه، ويبكي على أيام لَهْوِهِ، وأوانِ غفلتِه وسَهْوِهِ، ويتوجَّع لِسالف ذلك الزمان، ويتبع ذلك دمعًا كواهي الجُمان... فيقول: [3] [من الوافر] ألَا سَاجِلْ دُمُوعي يا غَمَاُم ![]() وطَارِحْني بِشَجْوِك يا حَمَامُ ![]() فقد وَفَّيْتُها سِتِّين حَوْلًا ![]() ونَادَتْنِي ورائي: هل أَمَامُ؟ ![]() وَكُنْتُ، ومِنْ لُبَاناتي لُبَيْنى ![]() هُنَاكَ ومِنْ مَرَاضعيَ المُدَامُ ![]() يُطالعنا الصباحُ بِبَطْن حُزْوى ![]() فيُنكِرُنَا ويَعْرفُنَا الظلامُ ![]() وكانَ بها البَشَامُ مَرَاحَ أُنْسٍ ![]() فماذا بَعْدَنَا فَعَل البَشَامُ؟[4] ![]() فيا شَرْخَ الشَّبابِ ألَا لقاءٌ ![]() يُبَلُّ بِه، على يَأْسٍ، أُوَامُ ![]() يتبع
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |