تزوجته ولكن شكله لا يعجبني

[ابوالوليد المسلم]

تزوجته ولكن شكله لا يعجبني
أ. عزيزة الدويرج


السؤال:

♦ ملخص السؤال:
فتاة متزوجةٌ تكره زوجها لبعض الأسباب، وتريد الطلاق، لكنها تتراجع لوجود بعض الصفات الطيبة فيه: مثل اللطف والكرم، وتريد المشورة هل تطلب الطلاق أو لا؟

♦ تفاصيل السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا فتاة في بداية العشرين، خطبتُ وعقد عقدُ زواجي على ابن عمي، لم أكره الزواج منه لكني لم أكنْ أحمل له أدنى مشاعر.

كنت منشغلةً بحياتي الجامعية قبل الزواج، ولم يكنْ الزواج يشغل مساحةً في تفكيري، ولا في أحاديثي، ولا في حياتي.

بعد العقد استوعبتُ أني أصبحتُ متزوجةً، ورأيتُ أمامي دمامة شكله، وزاد على هذا أنه كان يهملني، ولا ينظر إليَّ، رغم جمالي الذي أشاد به الجميع.

استشرتُ أمي؛ فأشارتْ عليَّ بأن أبدأ في الحديث معه، وبالفعل بدأتُ أنا أتحدث إليه، وأهتم بشكلي اهتمامًا مبالغًا فيه، لكن لا فائدة، تحدثتُ معه، وشكوتُ لأهلي، ولا فائدة، فقررتُ إهماله فلم يحس!

تزوجتُ وازداد إهماله لي، وازدادتْ دمامتُه في عيني، وأصبحتُ أكرهه وأنفر منه، فمنذ زواجنا وأنا لا أشعر بشيء، لم أعدْ أُريده في حياتي.

اكتشفتُ أنه يتحدَّث مع فتيات على الهاتف؛ زوجي يجري وراء البنات، وأنا زوجته الحسناء لا يُكلمني إلا نادرًا!

الآن أنا حامل في الشهر السادس، ولا أتقبله، أريد أن أخرجَ من حياة هذا الرجل.

ليس بيننا أدنى توافُق، لا في المستوى العلمي ولا في غيره، أريد الطلاق منه.

لا أنكر أنه لطيفٌ كريمٌ، لم يُهِنِّي يومًا، وهذه المعامَلة تجعلني أتراجع في قراري بالطلاق، فكونُه حنونًا يجعلني أشعر بالذنب، وأحيانًا أقول: هي مسألة وقت وسأعتاد عليه.

لا أدري ماذا أفعل؟! فهو لطيفٌ وكريمٌ وحنونٌ، وفي الوقت نفسه لا يعجبني شكله ولا أحبه... لا أريد أن أضيع عمري!

فأرجو أن تشيروا عليَّ لإبعاد تلك الحيرة عني

وجزاكم الله خيرًا

الجواب:

عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
نشكر لك ثقتك في شبكة الألوكة، ونتمنى أن نكونَ عند حُسن الظنِّ.

أختي الكريمة، في بداية الحياة الزوجية تعترضنا الكثيرُ من المشاكل وعدم التوافُق بين الزوجين، وعادةً يحتاج الزوجان إلى فترة طويلةٍ نوعًا ما لفَهْم بعضهما، وأنتم مضى على زواجكما مدة قصيرة، فمن الطبيعي أن يحدثَ هذا الاختلاف.

أنت في بداية حياتك الأسرية؛ لذلك سأوضِّح لك بعض الأمور التي تَسْعَيْن لتعديلها لكي تستمرَّ حياتُك على ما تريدين:
• ضَعي في ورقةٍ سَلْبيات زوجك وإيجابياته، وابدئي في النظر إلى الإيجابيات، والتي ذكرتِ منها: الكرَم والاحترام وعدم الإهانة وغيرها مما لم يُذكرْ، أليست كفيلة بأن تتقبلي العيش معه، خاصةً وأنك الآن تحملين في أحشائك طفلاً يُنسب له؟!

• أنت الآن زوجته وابنة عمه، وأمٌّ لولده، فعليك أن تتقبَّلي ذلك، بغضِّ النظر عما ذكرتِ مِن أسباب عدم تقبله، والتي جاءتْ متأخرةً وهي: الشكلُ والتكافؤ العلمي، والتي لَم تُصَرِّحي بها قبل الزواج.

• لمستُ مِن استشارتك أن له معزةً في قلبك، على الرغم من الأسباب التي ذكرتِ لعدم البقاء، والدليل تراجعك عن طلب الطلاق.

أختي الكريمة، بما أنك حامل لا يخفى عليك أن الحامل يعتريها ما يعتريها مِن التغيرات الهرمونية، والتي تُسبب الوحم، وقد يكون ذلك أحد الأسباب المؤثرة في عدم تقبُّلك له.

• انظري لسلبيات زوجك، وابدئي في البحث عن أسبابها، ومن ثم تعديلها، وركِّزي على الأهم، فالمهم منها.

• لا تقابلي برودَ زوجك وإهماله بنفس الشيء، ولكن ابذلي الأسباب مع الصبر على النتائج؛ لأنَّ التغيير في الغالب يحتاج إلى الوقت، وبما أنك حاولتِ فأكملي محاولاتك بطُرُق جَذْبه إلى المنزل من تغيير في الروتين وإدخال الجانب الفكاهي في المنزل، وغير ذلك، وخاصة الاجتماع على مائدة طعام واحدة؛ فهي مهمة جدًّا، وسترين نتيجتها عندما يكبر أولادك.

• عليك أن تكتشِفي زوجك أكثر، ومع الوقت تستطيعين أن تُحددي ما هو الشيء الذي يحبه والذي يكرهه، وتعامَلي معه بعد ذلك على هذا الأساس.

• لكي تعيشي في سلام لا تَتَجَسَّسي على زوجك، وإن بدا لك أمرٌ دون أن تبحثي وراءه وكنتِ متأكِّدةً مِن ذلك، فوضِّحي له أنك على علمٍ، وأنَّ كل ابن آدم خطاء، وخير الخطائين التوابون، وبيني له أنك تخافين من عقوبة الله، ووجهي له النصح بهدوء تام، واحرصي على إشغال أوقات فراغكم بما يفيد؛ سواء داخل المنزل أو خارجه، فالفراغُ هو أحد أسباب المعاصي، ولا أنسى أن أشيرَ إلى أن زوجك سيتغير كثيرًا عندما يُرزق بطفل، وقد يكون هذا التغير أحد أسباب سعادتكم.

• واجِهي نفسك، واجلسي معه جلسة مُصارحة، ما الذي ينقصني ويبحث عنه عند غيري، ولا تعتقدي أن الجمال وحده كافٍ للرجل، ولكل رجل نظرة للمرأة، فحاولي أن تكتشفي نظرة زوجك عن المرأة، وما يُعجبه بها، فقد يكون مفتقدًا إلى حاجة بسيطة في نظرك، ولكنها بالنسبة له كل شيءٍ.

• أذكِّرك في النهاية أنَّ قرار الطلاق ليس قرارًا متعلقًا بك وحدك، فهو متعلق بأسرةٍ كاملةٍ، ويحتاج إلى عدم الاستعجال في مِثْل هذه الأمور.

ختامًا تمنياتي لك بحياة سعيدة، وذرية صالحة، ومستقبل مشرق