البأساء والضراء في القرآن الكريم - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         ميزة جديدة من واتساب ستمنعك من مشاركة رقم هاتفك المحمول (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          كيف يجنب الآباء أطفالهم من اضطراب fomo ويقللون الاعتماد على وسائل التواصل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          لاحظها على طفلك.. علامات خطيرة لاضطراب متعلق باستخدام السوشيال ميديا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          خطوات بسيطة يجب اتباعها لضمان تجربة إنترنت آمنة وتعليمية لطفلك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          كل ما تحتاج معرفته عن تطبيق Essentials الجديد من جوجل.. وأبرز مميزاته (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          واتساب يتيح ميزة نسخ الملاحظات الصوتية.. اعرف كيفية استخدامها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          تطبيق Google Keep يحصل على مميزات الذكاء الاصطناعى.. كيف تستفيد منها؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          احم طفلك من الإنترنت.. توصيات رسمية خلى بالك منها وابنك ماسك الموبايل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          لو خايف على أطفالك من فيس بوك.. 5 مميزات لتطبيق ماسنجر كيدز (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          كيف تحدد وقت استخدام طفلك للإنترنت على فيس بوك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى القرآن الكريم والتفسير
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى القرآن الكريم والتفسير قسم يختص في تفسير وإعجاز القرآن الكريم وعلومه , بالإضافة الى قسم خاص لتحفيظ القرآن الكريم

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 30-10-2022, 02:10 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,410
الدولة : Egypt
افتراضي البأساء والضراء في القرآن الكريم

البأساء والضراء في القرآن الكريم
نبيل بن رزق بن محمد الصبحي الحربي





من ألطف الأمور وأعجبها على النفس في هذه الحياة أنَّ ما يضرُّها هو نفسُه ما يُصلِحُها؛ تأمَّل معي كم من مرضٍ قاد للهداية! وكم من مُصيبةٍ قادَتْ للعافية ومُراجعة النفس لتخطو إلى صوابها!

أفضل ما تغنَّت شفتاي بتراتيل الحمد والثناء والإنابة عند حصول النقم، انسجام للرُّوح مع الفِكْر كأنه عِناق محمومٌ تستشعر أركانهما ووقوفهما بين يدي الله عز وجل في ابتهال وتمجيد عظيم للبارئ.

ما أجمل تهذيب القرآن للنفوس العنيدة المكابرة عن الحق، فهو طبيبُها وبَلْسَمٌ لجراحاتها؛ ﴿ وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَى أُمَمٍ مِنْ قَبْلِكَ فَأَخَذْنَاهُمْ بِالْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُونَ ﴾ [الأنعام: 42].

قلتُ: تأمَّل معي قوله: ﴿ لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُونَ ﴾، فهو سكون القلب، وخلو الروح من معتقدات الزمان، وتوحيد القبلة للواحد الدَّيَّان؛ مما يزيد العقل إقناعًا بمنهج الباساء والضَّراء في إصلاح الفرد والمجتمعات.

ثم يأتي لك في ثنايا سورة البقرة التعريف والإفصاح عن منهج البأساء والضَّراء في القرآن بكل جلاء وعاقبة الصبر عليه، فلا لَبْس ولا غموض في التربية الذاتية والأسرة والمجتمع؛ حيث قال الله تعالى: ﴿ وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ ﴾ [البقرة: 177].

إنه منهج من مناهج التربية الإسلامية في القرآن الكريم يدفع الفرد إلى بلوغ ذروته في علاقته مع الله، ويدفع المجتمع إلى تحصين قوائمه من الشوائب والعاهات.

وهنا أقول بقلب مكلوم: إننا لم نفهم هذه السُّنَّة الكونيَّة لإصلاح أنفسنا ومجتمعنا، ونحن في أشد الحاجة لمعرفتها وتطبيقها في زماننا هذا؛ حيث تبدَّلت أحوال المسلمين، وانحدرت القِيَم الإسلامية للقاع في مجتمع كالطفل الرضيع يحبو تارةً ويمشي تارةً، ثم يعود هكذا دواليك في روتينٍ مُمِلٍّ، فلم يتَّجِه القلب لإصلاح أنفسنا، ولم يرتقِ المجتمعُ لإصلاح أبنائنا وبناتنا.

أصبحنا مع الأسف كفقراء اليهود لا دُنْيا ولا آخرة، مع أننا نرى بأُمِّ أعيُنِنا البأساء والضَّراء في جنبات نفوسنا وأركان مجتمعنا، فلم نتضرَّع له، ولم نَبْكِ شوقًا لعصر جديد مجيد ينتصر فيه الإسلام بقيمه وتعاليمه على المناهج الغربية والرأسمالية.

لم يعد هناك مَن يبكي من المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات؛ الأحياء منهم والأموات على القدس الشريف الذي توغَّل في أدغال اليهود الغاصبين.

مَرَّ قريبًا من القَرْن ولم تتحرَّك الحكوماتُ ولا الجامعاتُ ولا المربُّون لانتزاع حقٍّ من حقوق المسلمين وردِّه إلى موطنه الأساس الإسلام، ناهيك عن إسبانيا وغيرها المعروفة في إسلامنا بالأندلُس.

نريد فعلًا أن نبكيَ ونتضرَّعَ إلى الله عز وجل، ونبتهل بين يديه بخشوع وسكينة، ونسأله بصِدْقٍ رجوعَ أقْصانا وأندلُسنا، وأن يُصلِحَ أحوال المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات.

إنَّ البأساء والضرَّاء منهجُ تربيةٍ وطريقٌ مُعبَّد بالجميل من الأقوال والأفعال والأحاسيس، فيلزم مِنَّا أن نُطبِّقَه ونستعين به في كشف مَلمَّاتِنا، فهو تفريجٌ لكرباتنا من الضعف والعجز، فما أجملَه من منهج نهرُه جارٍ، وسلوكُه منحةٌ من الباري.

وفي الختام:
أُشير على إخواني المربِّين بأن يدرسوا هذا المنهج باستيعاب كامل لمفهومه وطرقه وأهدافه ونتائجه وأوقات حدوثه.

فما ذكرتُه لك هو زهرةٌ يانعةٌ رياضُها مِن بستانٍ كبيرٍ يكادُ يقطُرُ عذوبةً وعسلًا من منهج الإسلام لهذه الظاهرة.

وصلى الله على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، ترقَّبُوا كتابي الجديد "العبقرية في الإسلام"، طرح جديد، وتقسيم يافع لموضوعاته بأسلوب بسيط، ومشاركة في بيان منهج الإسلام العظيم لهذا الموضوع.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 47.34 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 45.67 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.52%)]