|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() خطيبي لا يحتويني، فهل أفسخ الخطبة؟ أ. عائشة الحكمي السؤال: ♦ ملخص السؤال: فتاة مخطوبة، وبيتُ أهلِها غير مستقرٍّ لوجود مشكلات بين الوالدين، والتي ربما تؤدِّي إلى الانفصال فيما بعدُ، اقترب زواجها وهي متردِّدة في الاستمرار مع خاطبها أو رفضه، وتسأل: ماذا أفعل؟ ♦ تفاصيل السؤال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. مع احترامي وتقديري لجميع المستشارين، أتمنى أن تُجيبَ عن استشارتي الأستاذةُ/ عائشة الحكمي. أنا فتاةٌ جامعيةٌ لَم أتم العشرين بعدُ، نشأتُ في جوٍّ أسريٍّ غاية في الاضطراب، بين أبٍ وأُمٍّ في حالة جِدال وشجارٍ دائم، يَلُوم كلٌّ منهما الآخر على أنه سبب فَشَلِه في الحياة! خُطِبْتُ منذ قرابة السنتين، ومع أنها فترة ليستْ بالطويلة، إلا أني ذُقْتُ فيها الأَمَرَّيْنِ فضلاً عن الصِّراع النفسيِّ الذي أعيشُه منذ أنْ خُطِبْتُ. أحيانًا أُحاول التفكير في مُميزاته، ولكن ما ألبث إلا وأفكِّر في فَسْخ الخطبة، وأن هذا أفضل حلٍّ، وأجد نفسي أعدِّد أسبابًا كثيرةً لفَسْخ الخطبة! تكْمُن مُشكلتي في شِقَّيْنِ: الأول: التوافُق، والثاني: التوقيت. أما التوافُقُ فهناك صفاتٌ فيه لا أعيبها، لكن لا أدري إن كنتُ أستطيع التعايُش معها أو لا؛ فأنا مثلاً أريد إنسانًا لَينًا هَيِّنًا سَهْل التعامل، يستطيع أن يحتويني، ويمتص انفعالاتي؛ لأني حسَّاسة جدًّا وانفعالية، لكن لم ألمسْ هذا الشيء فيه، فهو إنسانٌ مُندفعٌ ويُدَقِّق في كل شيء. أجدْ فيه حبَّ الظُّهور بصورةٍ مُبالَغةٍ فيها، وأحيانًا أحسُّ بأنه مَغْرورٌ بعلمِه وتديُّنه، وأنا لا أحبُّ هذا التكلُّف الزائد. وأما التوقيت: فكما قلتُ ظروفي العائلية غير مستقرة، وأمي تفكِّر في الانفصال كالعادة، لكن تريدني أن أتزوَّجَ؛ حتى لا يَتَعَرْقلَ زواجي، وأنا أختلف معها في وجهة نظرِها؛ لأني لا أريد أن آخذَ قراري تحت ضغطٍ نفسيٍّ ثم أندم حيث لا ينفع الندم، فالمفترض ألا يَنْبَنِي زواجي أو ينهدم على هذا الشيء الذي لا جريرة لي فيه، بل يجب أن يكون بدرايةٍ مني وبظروفي. كذلك أريد أن أكملَ دراستي، وأن أعتمدَ على نفسي، بعد الله عز وجل، لأني مريضة وجسمي رقيق جدًّا، ولا أدري إن كنتُ أستطيع التوفيق بين البيت والدراسة أو لا! أريد أن أُطَوِّرَ نفسي ومهاراتي، أريد أن أثقِّفَ نفسي، أريد أن أعمل أعمالاً خيريةً ومشاريعَ كثيرةً أخرى، وأخاف أن يتم الزواج وأنهار عند أول عقبة بعد الزواج، وفي المقابل أخاف أن أرفضَ ثم أندم بتفويت هذه الفرصة، مع العلم بأني يجب أن آخذَ القرار في أقرب وقتٍ؛ لأنَّ موعد الزواج قد اقترب. إذا قررتُ فَسْخ الخطبة فكيف أُخْبِر خطيبي؟ كان مِن الممكن أن أطلُبَ منه التأجيل لأني غير مُسْتَعِدَّة، لكني طلبتُ التأجيل كثيرًا، وأعتقد أن صبره قد نفذ! فما مَشُورتك أستاذة عائشة - حفظك الله؟ الجواب: بسم الله الموفِّق للصواب وهو المستعان سلامٌ عليك، أما بعدُ: فزواجُك مِن رجلٍ بعينه هو حقُّك واختيارُك، ومن المهم عند اختيار شريك الحياة أن نُرَكِّزَ على مَطلبين رئيسين: التوافُق في القِيَم (كالقيم الدينية: الدين)، وتوافر الصفات "الأخلاق"؛ (هيِّن، سَمِح، قادر على الاحتواء... إلخ)، فإذا لم تتطابق القيم، ولم تجتمع الصفات المرغوبة في الخاطب، فلا حاجة للمُجامَلة في موضوع مَصِيريٍّ كالزواج.اسألي عقلك الباطن عن رأيك في هذا الخاطب - بخاصة قُبيل النوم - وهو سيَقُودك إلى القرار الصائبِ، واستخيري الله - عز وجل - وهو مَن سينزل السكينة والطمأنينة في قلبك الصغير! وفي حال اتخذتِ قرارًا بفَسْخ الخطبة فلا تُشعري نفسك بالذنب، ولا تُهلكيها باللَّوْم والندَم، ولكن أكِّدي لنفسك كل يوم حقَّك في الزواج من شريك الحياة المثالي، وبحقك في الاختيار، وأنه لا يحقُّ لأحدٍ كائنًا مَن كان أن يَنوبَ عنك في الاختيار، أو في الحكم عليك، (أردتُ أن يعلمَ النساء أنْ ليس إلى الآباء مِن الأمرِ شيءٌ)؛ رواه ابن ماجه. ببساطة، أخبري والدتَك بقرارك، وهي المسؤولةُ عن إبلاغ والدة الخاطب برأيك، ثم أغْلِقي هذا الملف، وابدئي حياتك مِن جديدٍ، ولكن هذه المرة اكتبي صفات شريك حياتك بدقةٍ ووُضوح؛ حتى لا تضطري إلى قضاء وقتٍ طويل في الارتباط برجلٍ لا يعجبك ولا يتوافَق معك. وعسى الله أن يُلْهِمك الصواب والرشد، ويُوفِّقكِ في اختيارك، وأن يُقويك على العمل بكل خيرٍ، اللهم آمين. والله - سبحانه وتعالى - أعلم بالصواب
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |