فضل الوضوء - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير سورة العاديات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 36 )           »          تفسير قوله تعالى: {ولا يحسبن الذين يبخلون بما آتاهم الله من فضله هو خيرا لهم بل هو شر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 33 )           »          حذف الياء وإثباتها في ضوء القراءات القرآنية: دراسة لغوية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 63 )           »          «عون الرحمن في تفسير القرآن» ------متجدد إن شاء الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 489 - عددالزوار : 200596 )           »          تفسير سورة النصر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 26 )           »          المصادر الكلية الأساسية التي يرجع إليها المفسر ويستمد منها علم التفسير تفصيلا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 38 )           »          تفسير سورة القارعة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 43 )           »          {ألم نجعل الأرض مهادا} (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 39 )           »          تعريف (القرآن) بين الشرع والاصطلاح: عرض وتحرير (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 26 )           »          تفسير القرآن الكريم ***متجدد إن شاء الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 3120 - عددالزوار : 504107 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 23-10-2022, 09:21 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 168,443
الدولة : Egypt
افتراضي فضل الوضوء

فضل الوضوء
الشيخ الدكتور صالح بن مقبل العصيمي التميمي



الْخُطْبَةُ الْأُولَى:
إِنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ، نَحْمَدُهُ، وَنَسْتَعِينُهُ، وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِاللهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَسَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِ اللهُ فَلاَ مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلاَ هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، تَعْظِيمًا لِشَأْنِهِ، وَأَشْهَدُ أنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، وَخَلِيلُهُ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ، وَمَنْ تَبِعَهُمْ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ، وَسَلِّمَ تَسْلِيمًا كثيرًا.
أمَّا بَعْدُ:
عبَادَ اللهِ! إِنَّ هُنَاكَ عِبَادَةً هِيَ مِنْ أَعْظَمِ الْعِبَادَاتِ وَأَجَلِّهَا، فِيْهَا قُرْبَةٌ للهِ، أَلَا وَهُوَ الْوُضُوءُ، وَهُوَ مِنْ خِصَالِ الْإِيْمَانِ الْخَفِيَّةِ، الَّتِيْ لَاْ يُحَافِظُ عَلَيْهَا إِلَّاْ مُؤْمِنٌ؛ لِقَوْلِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (لَاْ يُحَافِظُ عَلَى الْوُضُوْءِ إِلَّاْ مُؤْمِنٌ)؛ رَوَاهُ أَحْمَدُ فِيْ مُسْنَدِهِ بِسَنَدٍ صَحِيْحٍ، وَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيْ الْحَدِيْثِ الطَّوِيْلِ: (خَمْسٌ مَنْ جَاءَ بِهِنَّ مَعَ إِيْمَانٍ دَخَلَ الْجَنَّةَ: مَنْ حَافَظَ عَلَى الصَّلَوَاتِ الخَمْسِ؛ عَلَى وُضُوئِهِنَّ وَرُكُوعِهِنَّ وَسُجُوْدِهِنَّ وَمَوَاقِيتِهِنَّ، وَصَامَ رَمَضَانَ، وحَجَّ الْبَيْتَ إِنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيْلًا، وَأَعْطَى الزَّكَاةَ طَيِّبةً بِهَا نَفْسُهُ، وَأدَّى الْأَمَانَةَ، قَالُوا: يَا أَبَا الدَّرْدَاءِ، وَمَا أَدَاءُ الْأَمَانَةِ؟ قَالَ: الْغُسْلُ مِنَ الْجَنَابَةِ).

عِبَادَ اللهِ! أَلَا يَكْفِي عَلَى الْحَثِّ فِي الْإِحْسَانِ في الْوُضُوءِ وإتقانه أَنَّ اللهَ يُحِبُّهُ، فَإِذَا أَقْبَلَ الْمُؤْمِنُ عَلَى الْوُضُوْءِ فَعَلَيْهِ أَنْ يَسْتَشْعِرَ بِأَنَّ اللهَ يُحِبُّهُ، وَإِذَا أَحَبَّهُ اللهُ رِضِيَ عَنْهُ وَأَرْضَاهُ، قَالَ تَعَالَى: {إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ} [البقرة: 222]، أَيِ: الْمُتَنَزِّهِيْنَ عَنِ الْآثَامِ، وَهَذَا يَشْمَلُ التَّطَهُّرَ الْحِسِّيَّ مِنَ الْأَنْجَاسِ وَالْأَحْدَاثِ؛ فَفِيْهِ مَشْرُوعِيَّةُ الطَّهَارَةِ مُطْلَقًا؛ لِأَنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُتَّصِفَ بِهَا؛ وَلِهَذَا كَانَتِ الطَّهَارَةُ مُطْلَقًا؛ شَرْطًا لِصِحَّةِ الصَّلَاةِ وَمَسِّ الْمُصْحَفِ، وَيَشْمَلُ التَّطَهُّرَ الْمَعْنَوِيَّ عَنِ الْأَخْلاقِ الرَّذِيْلَةِ، وَالصِّفَاتِ الْقَبِيْحَةِ، وَالْأَفْعَالِ الْخَسِيْسِةِ، وَإِلَيْكُمْ بَعْضَ الْأَحَادِيْثِ الْوَارِدَةِ فِي فَضْلِ الْوُضُوءِ، وَالْأَوْقَاتِ وَالْمَوَاطِنِ الَّتِي يُسْتَحَبُّ بِهَا الْوُضُوءُ مِنْ غَيْرِ الصَّلَاةِ.


ومن فَضْلُ الْوُضُوءُ:
1- قَالَ رَسُولُ اللهِ صلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلَّمَ: " مَن تَوَضَّأَ فأحْسَنَ الوُضُوءَ خَرَجَتْ خَطَايَاهُ مِن جَسَدِهِ، حتَّى تَخْرُجَ مِن تَحْتِ أَظْفَارِهِ "؛ أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِيْ صَحِيْحِهِ.

2- وَعَنْ عُثْمَانَ بنِ عَفَّانَ - رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- قَالَ: قَالَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "ما مِنَ امْرِئٍ مُسْلِمٍ تَحْضُرُهُ صَلاةٌ مَكْتُوبَةٌ فيُحْسِنُ وُضُوءَها وخُشُوعَها ورُكُوعَها، إلَّا كانَتْ كَفَّارَةً لِما قَبْلَها مِنَ الذُّنُوبِ ما لَمْ يُؤْتِ كَبِيرَةً وذلكَ الدَّهْرَ كُلَّهُ "؛ أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِيْ صَحِيْحِهِ.

3- عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أن النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال: "أَلا أدُلُّكُمْ علَى ما يَمْحُو اللَّهُ به الخَطايا، ويَرْفَعُ به الدَّرَجاتِ؟ قالُوا بَلَى يا رَسولَ اللهِ، قالَ: إسْباغُ الوُضُوءِ علَى المَكارِهِ، وكَثْرَةُ الخُطا إلى المَساجِدِ، وانْتِظارُ الصَّلاةِ بَعْدَ الصَّلاةِ، فَذَلِكُمُ الرِّباطُ. وليسَ في حَديثِ شُعْبَةَ ذِكْرُ الرِّباطِ. وفي حَديثِ مالِكٍ ثِنْتَيْنِ فَذَلِكُمُ الرِّباطُ، فَذَلِكُمُ الرِّباطُ "؛ أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِيْ صَحِيْحِهِ.

4- وقَالَ صلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلَّمَ: " تَرِدُونَ عَلَيَّ غُرًّا مُحَجَّلِينَ مِن آثارِ الوُضُوءِ ليسَتْ لأَحَدٍ غيرِكُمْ"؛ أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِيْ صَحِيْحِهِ.

5- قَالَ عَلَيهِ الصَّلَاةُ والسَّلَامُ ((اسْتَقِيمُوا، ونعِمَّا إنِ استقمتُمْ، وخيرُ أعمالِكم الصلاةُ، ولا يحافظُ على الوضوءِ إلَّا مؤمنٌ))؛ أَخْرَجَهُ ابْنُ مَاجَةَ بسند صحيح.

6- وَكَانَ أَبُو هُرَيْرَةَ - رَضِيَ اللهُ عَنْهُ - يمد يديه ويقول: سمعت خليلي -صلى الله عليه وسلم- يقول: " تَبْلُغُ الحِلْيَةُ مِنَ المُؤْمِنِ، حَيْثُ يَبْلُغُ الوَضُوءُ "؛ أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِيْ صَحِيْحِهِ.

7- وقَالَ رَسُولُ اللهِ صلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلَّمَ: (إِذَا تَوَضَّأَ العَبْدُ المُسْلِمُ، أَوِ المُؤْمِنُ، فَغَسَلَ وَجْهَهُ خَرَجَ مِن وَجْهِهِ كُلُّ خَطِيئَةٍ نَظَرَ إِلَيْهَا بعَيْنَيْهِ مع المَاءِ، أَوْ مع آخِرِ قَطْرِ المَاءِ، فَإِذَا غَسَلَ يَدَيْهِ خَرَجَ مِن يَدَيْهِ كُلُّ خَطِيئَةٍ كانَ بَطَشَتْهَا يَدَاهُ مع المَاءِ، أَوْ مع آخِرِ قَطْرِ المَاءِ، فَإِذَا غَسَلَ رِجْلَيْهِ خَرَجَتْ كُلُّ خَطِيئَةٍ مَشَتْهَا رِجْلَاهُ مع المَاءِ، أَوْ مع آخِرِ قَطْرِ المَاءِ، حتَّى يَخْرُجَ نَقِيًّا مِنَ الذُّنُوبِ)؛ أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِيْ صَحِيْحِهِ.

8- قال أبو ثُمامةَ: لَقِيَني كَعبٌ، وأنا بالبَلاطِ، وقد شبَّكْتُ بيْنَ أصابِعي، فقال: أين تُريدُ؟ فقُلْتُ: أُريدُ المسجِدَ، فقال: إنِّي سمِعْتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، يقولُ: (إذا توضَّأَ أحَدُكم وخرَجَ يُريدُ المسجِدَ، فهو في صلاةٍ ما لم يُشَبِّكْ بيْنَ أصابِعِه).

9- كنتُ عند عثمانَ فدعَى بوَضوءٍ فتوضَّأ فلمَّا فرغ قال توضَّأ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم كما توضَّأتُ، ثمَّ تبسَّم فقال: أتدرون لم ضحِكتُ؟ قلنا: اللهُ ورسولُه أعلمُ قال: (إنَّ العبدَ المسلمَ إذا توضَّأ فأتمَّ وضوءَه ثمَّ دخل في صلاتِه فأتمَّ صلاتَه خرج من الذُّنوبِ كما خرج من بطنِ أمِّه)؛ أَوْرَدَهُ مُلَّا عَلِي قَارِي فِيْ شَرْحِ مُسْنَدِ أَبِيْ حَنِيْفَة وَقَالَ: إِسْنَادُهُ صَحِيْح.

10- كنَّا عِندَ عثمانَ بنِ عفَّانَ، فدعَا بماءٍ فتوضَّأَ، فلمَّا فرَغ مِن وُضوئِه تبسَّمَ، فقال: هل تَدرونَ ممَّ ضَحِكتُ؟ قال: فقال: توضَّأَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كما توضَّأتُ، ثمَّ تبسَّمَ، ثمَّ قال: هل تدرونَ ممَّ ضَحِكتُ؟، قال: قلْنا: اللهُ ورسولُه أعلَمُ، قال: (إنَّ العبدَ إذا توضَّأَ فأتَمَّ وُضوءَه، ثمَّ دخَلَ في صلاتِه فأتَمَّ صلاتَه، خرَجَ مِن صلاتِه كما خرَجَ مِن بطنِ أُمِّه مِن الذُّنوبِ)؛ أَخْرَجَهُ أَحْمَدٌ بسند صحيح.

11- وعُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ رضي الله عنه دعا بماءٍ فتَوضَّأ ثمَّ ضحِكَ فقالَ لأصحابِهِ: ألا تسألوني ما أضحكَني؟ فقالوا: ما أضحَكَكَ يا أميرَ المؤمنينَ؟ قالَ: رأيتُ رسولَ اللَّهِ - صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ - توضَّأَ كما توضَّأتُ، ثمَّ ضحِكَ فقالَ: (ألا تسألوني: ما أضحَكَكَ؟ فقالوا: ما أضحَكَكَ يا رسولَ اللَّهِ؟ فقالَ: إنَّ العبدَ إذا دعا بوَضوءٍ، فغسلَ وجهَهُ حطَّ اللَّهُ عنهُ كلَّ خطيئةٍ أصابَها بوجهِهِ، فإذا غسلَ ذراعَيهِ كانَ كذلِكَ وإذا طَهَّرَ قدمَيهِ كانَ كذلِكَ)؛ قال المُنْذِرِيُّ: رَوَاهُ أَحْمد بِإِسْنَاد جيد وَأَبُو يعلى وَرَوَاهُ الْبَزَّار بِإِسْنَاد صَحِيح وَزَاد فِيهِ: فَإِذا مسح رَأسه كَانَ كَذَلِك.

12- وقَالَ صلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلَّمَ: (الطَّهورُ شطرُ الإيمانِ)؛ أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ.

13- وقَالَ صلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلَّمَ: (خمسٌ من جاء بهن مع إيمانٍ دَخَل الجنَّة: من حافظ على الصَّلَواتِ الخَمسِ؛ على وضوئِهنَّ وركوعِهنَّ وسُجودهنَّ ومواقيتِهنَّ، وصام رمضانَ، وحَجَّ البيتَ إن استطاع إليه سبيلًا، وأعطى الزكاةَ طيِّبةً بها نفسُه، وأدَّى الأمانةَ، قالوا: يا أبا الدَّرداءِ، وما أداءُ الأمانةِ؟ قال: الغُسلُ مِن الجَنابةِ)؛ أَخْرَجَهُ أَبُو دَاوُد فِيْ سُنَنِهِ بسند صحيح.

14- وقَالَ صلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلَّمَ: (مَا مِنْ مُسْلمٍ يتطهَّرُ فيتمُّ الطهورَ الذي كتب اللهُ عليه، فيُصلِّي هذه الصَلَوَاتِ الخمسِ، إلا كَانَت كفارةً لِمَا بَيْنَهُنَّ)؛ أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ.

15- قَالَ صلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلَّمَ: (إذا تَطهَّر الرجُلُ فأَحسَن الطُّهورَ، ثُم أَتى الجمُعةَ فلم يَلْغُ، ولم يَجهَلْ حتى يَنصرِفَ الإمامُ، كانت كفَّارةً لما بيْنَها وبيْنَ الجمُعةِ، وفي الجمُعةِ ساعةٌ لا يوافِقُها رجُلٌ مؤمِنٌ يَسأَلُ اللهَ شيئًا إلَّا أَعْطاه إيَّاه، والمكتوباتُ كفَّاراتٌ لما بيْنَهُنَّ")؛ أَخْرَجَهُ أَحْمَدٌ بسند صحيح.

16- وقَالَ صلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلَّمَ: (الصَّلاةُ ثلاثةُ أثلاثٍ: الطَّهورُ ثُلُثٌ، والرُّكوعُ ثلثٌ، والسُّجودُ ثُلثٌ، فمن أدَّاها بحقِّها قُبِلَت منهُ وقُبِلَ منهُ سائرُ عملِهِ ومن رُدَّت عليهِ صلاتُهُ رُدَّ عليه سائرُ عملِهِ)؛ حديث صحيح.

وورد في فَضْلُ الْوُضُوءُ قَبْلَ النَّوْمِ: أحاديث منها:
1- عَنْ أَبِي سَلَمَةَ قَالَ: سَأَلْتُ عَائِشَةَ أَكَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَرْقُدُ وَهُوَ جُنُبٌ قَالَتْ: نَعَمْ، وَيَتَوَضَّأُ)؛ أَخْرَجَهُ البُخَارِيُّ فِيْ صَحِيْحِهِ.

2- وعَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: (كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا كَانَ جُنُبًا فَأَرَادَ أَنْ يَأْكُلَ أَوْ يَنَامَ تَوَضَّأَ وُضُوءَهُ لِلصَّلَاة). أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ.

3- سَأَلَ عُمَرُ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: أينامُ أحدُنا وهو جُنُبٌ؟ فقال: (نَعَمْ، إذا توضَّأَ، ويُطعِمُ إنْ شاءَ)؛ أَخْرَجَهُ البُخَارِيُّ فِيْ صَحِيْحِهِ.

4- قَالَ النَّبِيُّ صلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلَّمَ: (إذا أتَيْتَ مضجَعَكَ فتوضَّأْ وُضوءَكَ للصَّلاةِ، ثمَّ اضطجِعْ على شِقِّكَ الأيمَنِ، وقُلِ: اللَّهمَّ أسلَمْتُ وجهي إليكَ، وفوَّضْتُ أمري إليكَ، وألجَأْتُ ظَهْري إليكَ، رَهْبةً ورَغْبةً إليكَ، لا مَلجأَ ولا منجَى منكَ إلَّا إليكَ، آمَنْتُ بكتابِكَ الَّذي أنزَلْتَ، وبنبيِّكَ الَّذي أرسَلْتَ. قال: فإنْ مِتَّ مِتَّ على الفِطرةِ، واجعَلْهنَّ آخِرَ ما تقولُ)؛ أَخْرَجَهُ البُخَارِيُّ فِيْ صَحِيْحِهِ.

5- قَالَ الرَّسُولُ صلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلَّمَ: (ما مِن مُسلِمٍ يَبيتُ على ذِكرِ اللهِ طاهرًا، فيَتعارُّ مِن اللَّيلِ فيَسأَلُ اللهَ خيرًا مِن خيرِ الدُّنْيا والآخِرةِ، إلَّا أعطاه إيَّاه)؛ رَوَاهُ أَبُو دَاوُد فِيْ سُنَنِهِ بسند صحيح.

6- وعَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا: أنَّ رَسُولَ اللهِ صلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلَّمَ: قال: (طهِّروا أجسادَكم طهَّرَكُم اللهُ فإنه ليس من عبدٍ يبيتُ طاهرًا إلا بات معه في شِعارِه ملكٌ لا ينقلبُ ساعةً مِنَ الليلِ إلا قَالَ: اللهمَّ اغفرْ لعبدِكَ فَإِنَّهُ بَاتَ طاهرًا)؛ رَوَاهُ ابْنُ حَبَّان فِيْ صَحِيْحِهِ.

7- وقَالَ صلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلَّمَ: (مَن باتَ طاهرًا باتَ في شِعارِهِ ملَكٌ فلا يَستيقظُ إلا قالَ الملَكُ اللَّهمَّ اغفِر لعبدِكَ فلانٍ فإنَّهُ باتَ طاهِرًا)؛ أَخرَجَهُ البَيْهَقِيُّ بسند صحيح.

أقول ما تسمعون واستغفر الله العلي العظيم لي ولكم من كل ذنب إنه هو الغفور الرحيم.

الخطبة الثانية
فضل الوضوء:
الْحَمْدُ للهِ عَلَى إحْسَانِهِ، وَالشُّكْرُ لَهُ عَلَى تَوْفِيقِهِ وَامْتِنَانِهِ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ؛ تَعْظِيمًا لِشَأْنِهِ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، الدَّاعِي إِلَى رِضْوَانِهِ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا كَثِيرًا.

عباد الله؛ وردت في السنة أحاديث عظيمة تبين الأجور العظيمة للأذكار بعد الوضوء.
فعن أَبِيْ سَعِيدٍ رضي الله عنه موقوفا قال، قال النبي صل الله عليه وسلم الله: إذا توضأ الرجلُ فقال: (سبحانك اللهمَّ وبحمدِك، أشهدُ أنْ لا إلهَ إلا أنتَ، أستغفرُك وأتوبُ إليك؟ خُتم بخاتمٍ ثم لم يكسرْ إلى يومِ القيامةِ)؛ حديث صحيح.

وقَالَ صلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلَّمَ: (مَنْ تَوَضَّأَ فَأحسنَ الوُضُوءَ ثُمَّ قال: أشهدُ أنْ لا إلهَ إِلَّا اللهُ وحْدَهُ لا شريكَ لهُ، وأشهدُ أنَّ محمدًا عَبْدُهُ ورسولُهُ. اللهمَّ اجعلْنِي مِنَ التَّوَّابينَ، واجعلْنِي مِنَ المُتَطَهِّرِينَ، فُتِحَتْ لهُ ثَمانِيَةُ أبوابِ الجنةِ، يدخلُ من أَيِّها شاءَ)؛ رَوَاهُ أَبُو دَاوُد بسند صحيح.

وقَالَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: (مَن توضَّأَ فأحسَنَ الوُضوءَ، ثم رفَعَ نَظَرَه إلى السَّماءِ فقال: أشهَدُ أنْ لا إلهَ إلَّا اللهُ وَحدَهُ لا شَريكَ له، وأشهَدُ أنَّ محمدًا عَبدُهُ ورَسولُهُ، فُتِحَتْ له ثَمانيةُ أبوابِ الجَنَّةِ، يَدخُلُ مِن أيِّها شاءَ)؛ أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ.

وقَالَ صلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلَّمَ: مَنْ تَوَضَّأَ ثُمَّ قَالَ: (سُبْحَانَكَ اللهُمَّ وَبِحَمْدِكَ، أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ، أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتُوبُ إِلَيْكَ) كُتِبَ فِي رَقٍّ، ثُمَّ طُبِعَ بِطَابَعٍ فَلَمْ يُكْسَرْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ)؛ أَخْرَجَهُ النِّسَائِيُّ بسند صحيح.

وعَنْ أَبِي مُوسَى الأَشْعَريِّ رضي الله عنه، قَالَ: أتيتُ النبيَّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ وهو يتوضأُ فصلَّى وَقَالَ: (اللهمَّ اغفرْ لِيْ ذَنبِي ووَسِّعْ لِيْ فِيْ دَارِي وبارِكْ لِيْ فِيْ رِزْقِي)؛ حَدِيْثٌ حَسَنٌ.
ومع هذا الاجور العظيمة التي ينالها المسلم من الوضوء؛ البعض يستثقل أن يتوضأ بدلاً من مدافعة الأخبثين ولماذا نستثقل أن ننام على طهارة مع ثبات هذه الأجور إن هذا من العجز والكسل ومن الزهد في الأجر العظيم أسأل الله أن يعيننا على شكره وذكره وحسن عبادته.

اللَّهُمَّ احْفَظْنَا بِحِفْظِكَ، وَوَفِّقْ وَلِيَّ أَمْرِنَا، وَوَلِيَّ عَهْدِهِ لِمَا تُحِبُّ وَتَرْضَى؛ وَاحْفَظْ لِبِلَادِنَا الْأَمْنَ وَالْأَمَانَ، وَالسَّلَامَةَ وَالْإِسْلَامَ، وَانْصُرِ الْمُجَاهِدِينَ عَلَى حُدُودِ بِلَادِنَا؛ وَانْشُرِ الرُّعْبَ فِي قُلُوبِ أَعْدَائِنَا؛ وَاجْعَلْنَا هُدَاةً مَهْدِيِّينَ غَيْرَ ضَالِّينَ وَلَا مُضِلِّينَ؛ وَنَسْأَلُهُ الْعَفْوَ وَالْعَافِيَةَ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ؛ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً، وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ.

سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ، وَسَلَامٌ عَلَى الْـمُرْسَلِينَ، وَالْحَمْدُ لِلهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ.

وَقُومُوا إِلَى صَلَاتِكمْ يَرْحَـمـْكُمُ اللهُ.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 79.04 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 77.32 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (2.18%)]