
10-10-2022, 05:14 PM
|
 |
قلم ذهبي مميز
|
|
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,655
الدولة :
|
|
الشعر كفن أدبي
الشعر كفن أدبي
د. نزار نبيل أبو منشار
إن اللسان العربي حين استوعبته أمة العرب شكل لديها قاعدة للأدب والبلاغة، وراح أهل هذا اللسان الأصلاء يتوسعون في مبانيه وصور تصريفه، فقولبوا لكل فنّ قالباً خاصاً به، ووضعوا ببلاغتهم ورصانة فهمم واتساع نظرتهم أبواباً متعددة؛ كلها تؤدي بسالكها نحو قصر العربية الشامخ.
وبتوسع فنون اللغة، كان الأدب قد أفسح للشعر أن يحتل مكانة مرموقة في سلم الفنون الأدبية، فتوضحت معالم بحوره بتفعيلاتها، ووجدت المدارس الشعرية المتعددة؛ التي ساهمت بمجموعها في نمو متسارع لهذا الفن، وتعزيز مكانته بين مناحي الأدب العربي الأخرى.
ولا تجد من ينكر أن الشعر هو مرحلة متقدمة من مراحل التعامل مع أسرار اللغة، فهو يدمج بها بديع اللغة وجناسها وبلاغتها ونحوها وصرفها وقواعدها في أبحره الشعرية، ليبزّ أقرانه من الفنون، كالقصة والمسرح والخطابة والرواية وغيرها.. مع اعترافنا بفضل كل منها ومكانتها.
بهذه المكانة الرفيعة، تسلل الشعر إلى قمة الفنون الأدبية، ليكون بوافره وطويله وبسيطة وخفيفه وكامله وغير ذلك أنموذجاً من التعبير الأدبي الراقي.
من أجل ذلك ترى الشعراء راحوا يخوضون أسراره ويسبرون غور اللغة ليصوغوا بالشعر عموديِّه وحُرّه صوراً من الإبداع، وحالة من الازدهار الفكري، وحالة أخرى من الانتماء البار إلى اللغة العربية؛ لكونها محضن كل فنٍ وإبداع.
وبذلك، شكّل الشعر دعامة أساسية لكل أمة تحترم نفسها، فتراها تكرم شعرائها لكونهم نسائم الأمة، وصحوة الإبداع فيها، ويغدقون عليهم من الحوافز والعطايا ما يجعل الشعر ينتشي ويتألق يوماً بعد يوم.
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟ فبكى رحمه الله ثم قال : أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.
|