عنزة أبي عمرو (قصة) - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير سورة العاديات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 34 )           »          تفسير قوله تعالى: {ولا يحسبن الذين يبخلون بما آتاهم الله من فضله هو خيرا لهم بل هو شر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 33 )           »          حذف الياء وإثباتها في ضوء القراءات القرآنية: دراسة لغوية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 63 )           »          «عون الرحمن في تفسير القرآن» ------متجدد إن شاء الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 489 - عددالزوار : 200592 )           »          تفسير سورة النصر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 26 )           »          المصادر الكلية الأساسية التي يرجع إليها المفسر ويستمد منها علم التفسير تفصيلا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 38 )           »          تفسير سورة القارعة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 42 )           »          {ألم نجعل الأرض مهادا} (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 37 )           »          تعريف (القرآن) بين الشرع والاصطلاح: عرض وتحرير (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 26 )           »          تفسير القرآن الكريم ***متجدد إن شاء الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 3120 - عددالزوار : 504088 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > ملتقى الشعر والخواطر > من بوح قلمي
التسجيل التعليمـــات التقويم

من بوح قلمي ملتقى يختص بهمسات الاعضاء ليبوحوا عن ابداعاتهم وخواطرهم الشعرية

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 10-10-2022, 05:40 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 168,443
الدولة : Egypt
افتراضي عنزة أبي عمرو (قصة)

عنزة أبي عمرو (قصة)
السيد شعبان جادو








هذا الصباح تدثَّرتُ بعباءة أبي التي صُنعتْ من صوف شياهنا البرقية، وبطبيعة الحال جلست مستدفئًا، البرد في هذه الساعة شديدٌ، كمٌّ من الهواجس تناوشني طوال الليل، كنت انتهيت من مشاهدة التلفاز، رتَّبتُ بعض حاجاتي: الورقة، والقلم أداتيَّ اللتين أدسُّهما تحت وسادتي؛ أقتنص بهما شارد فكرة، أو أرسم لوحةً من نثر، هممْتُ أن أمسك بالقلم كعادتي، ذاكرتي أصابها العطب، لم يحدث هذا من قبل، تسلَّل إليها ذلك المرضُ الذي يضرب في غير هوادة، خمنت، ما تُراه سلَّطه عليَّ؟



لم أقترب من منطقة الخطر بعد، كلُّ كتاباتي تحوم حول الحِمى، لكنها تُحاذر أن تقع فيه، لا أزال أجد أثر الصفعة التي انهالت عليَّ؛ وُجدت متلبسًا بتلك الداهية، الفكرة المجنونة أن أكون إنسانًا، كان ذلك منذ ما يقارب ربع قرن، فررْتُ منهم لما خفتهم، أدمنت الحديث مع ذاتي، انطويت على عالم تسكنه الأشباحُ، الهمُّ يدفع بي جهةَ الانزواء، كل هذا ترك أثره، انتفختْ ذاكرتي، تدمن السرد وتولع بالقصِّ، انتبهت جيدًا، اللص ترك بعض أثر، تعودت أن أتفرَّس في خطوط الرمال، حيث أعيش في الصحراء.



لم أحكِ لكم أنني هنا منقطع للزراعة، تركت مقاعد الجامعة مرغمًا، النفي داخل الوطن أشدُّ مرارةً من الخروج تحت أردية الحدود، أي قصة أكتبها لن تصف بل ربما كانت مدلسة، لست كاذبًا، ولا أنا بطبيعة شأني أشتمل على الصدق.

هيَّأتُ جلستي، استندت على وسادتي، فتحت النافذة المطلة على الحديقة، أسفلها ثلاثة أعواد من الرمان، كرمة حديثة عهد بالجانب الشرقي، أعلم أن كلَّ هذا لغوٌ، لا فائدةَ منه، الذاكرة مغشوشةٌ.



قبل أن أنام سمعت أن جارنا أبا عمرو تاهت منه عنزتُه، بحث كثيرًا عنها، لم تنم الكلابُ طوال الليل، ربما حاولت أن تدخل مراحها، الليل يفزع الحيواناتِ الصغيرة؛ تسكن الثعالب قريبًا منا، عند الفجر سمعت نباح الكلاب يشتد، فزعت؛ فلدي ما أخاف عليه: بضع دجاجات يطعمنا الله في الصباح منها البيض، الثعلب كان بقنِّ الدجاج، صوف العنزة وزغبها ملأ الدوار، رجعت لذاكرتي أجمع شتاتها كما أخبرتكم من قبل، عجزت أن أدير مفتاحها، صارت معتلةً.



الثعلب في طريقه للهرب، لم ينسَ مهمته التي جاء لها، أن يعبث بأوصال ذاكرتي، الحاسوب خرجت منه كلُّ الملفات المختزنة، أصابتني الهموم من جديد، ترك ورقةً يخبرني فيها أنه يتبع ظلي، يقبع في عتمة التخفِّي، من جديد وبحيلة مدافع أمسكت بالقلم، وها أنتم تطالعون ذلك الحدث الذي عانيته في الليلة الفائتة!



في المرة القادمة سأحتفظ بها بعيدًا عن يديه، أصابعه مثل وحش يمسك بخناقي، سأضعها تحت الوسادة، لتجاور الورقة والقلم، ربما تُودع أمانةً في بيت الوقف، هي هامَّةٌ دون شك، وإلا كانت مثل عنزة جاري، عليَّ أن أدجنها قليلًا، لا طاقة لي بأنياب الثعلب، وهل لمثلي أن يقبع مرة ثانية في القبو؟!




الحل ألا أكتب قصةً أخرى، إنه يفك شفرات الحروف، يغتال بها عبق المعنى، لكل واحد سرٌّ يخشى عليه، مفرداتي هي ثروتي التي اختزنتها لهذه الأيام، الكل أصابه الخرس، لست متفرِّدًا عنهم، بل ربما كنت أكثرهم، لا أملك غير هذه البضاعة المزجاة، وهل يعبأ بتلك النصوص أحدٌ؟!

لكن الثعلب مهر في الخطف، لقد أحال العنزة من قبل إلى أشلاء، ثم هو بعد أن أدرَكَتْه عصاي ينفخ بطنه تماوتًا.


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.


التعديل الأخير تم بواسطة ابوالوليد المسلم ; 13-04-2023 الساعة 06:14 PM.
رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 58.12 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 56.37 كيلو بايت... تم توفير 1.75 كيلو بايت...بمعدل (3.02%)]