|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() أمي سريعة الغضب أ. مروة يوسف عاشور السؤال: ♦ ملخص السؤال: فتاة تعرض مشكلة والدتها، فهي سريعة الغضب، وكثيرة الصراخ، مما أدى إلى نفور والدها منها. وتسأل: ماذا أفعل لأخفف من غضبها؟ ♦ تفاصيل السؤال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أمي تحبني كثيرًا؛ كوني الابنة الوحيدة لها، وتخاف عليَّ، لكن مُشكلتها أنها سريعة الغضَب معي ومع والدي، وكثيرة الشتْم والصراخ؛ مما سبَّب نفورًا لوالدي منها، وأصبح الناس يتضايقون منها ومن كلامِها، وإذا أخبرتُها بذلك وصفتْني بالعاقَّة! هي تعرف أنها تخطئ في كلامِها، ثم تهدأ، ثم تعود للصراخ مرة أخرى. فماذا أفعل لأخفف من غضبها؟ الجواب: أيتها الابنة البارة والفتاة الطيبة، حياك الله. ما أجملَ أن تعترفَ الفتاةُ بحبِّ أمها، رغم كلِّ هذه الخلافات! وما أروعَ أن يكونَ لها ذلك العقل وهذا المنطق العادل؛ فتعترف بفضْلِ مَن أتتْ تشكو حاله! فبارك الله فيكِ، وزادكِ أدَبًا وبِرًّا وحِرْصًا. ثمَّة أمورٌ يا عزيزتي نستطيع أن نُغيرها، أو نُصلح ما فسد منها، أو نقوِّم ما اعْوَجَّ منها في أحبائنا أو أهلينا، ولكن تبقى هناك أمورٌ ليس لنا ولا لغيرنا تبديلها أو تصْويبها، أو حتى إصلاح قدْر منها، وقد يكون المرءُ جميل العِشرة، طيب القلب، حنونًا، ولكن تعتريه حِدة وغضب لا يستطيع دفْعه، ولا يقدر على حبسه، ومَن يُبتلى بمِثْلِ ذلك يكون بغيضًا منْبوذًا ممن حوله؛ فالناسُ لن يخوضوا داخل نفسه، ولن ينقِّبوا في قلبه عن مَواطِن الخيرات ومَكامِن الإحسان، وليس لهم إلا ما يُظهره مِن قولٍ أو فعلٍ ليحكموا عليه؛ فينجذبوا أو ينفروا. والحقيقةُ فإن الزوجَ قلَّ أن يصبرَ على سوء خُلُق امرأته أو يتحمَّل الرديء منها، أو يتذكر إحسانها حين تبرز إساءتها، فلا عجب أن يشكوَ والدك أو ينفر أو يتذمر مِن ذلك، ولكل إنسان طاقة ليس من اليسير عليه تحمُّل ما يفوقها أو يتجاوز قدرها مِن ألمٍ نفسيٍّ، أو تنغيص عيش! • أنصحك بألا تُرَكِّزي على تلك المساوئ، ولا تجعلي هدفكِ الرئيس تغييرها؛ فلن تتمكَّني مِن ذلك بعد مُضيِّ هذا العمر للوالدة - حفظها الله - وإنما عليكِ أن تعملي على تجنيبها كل ما قد يثيرها أو يُدخلها في دوَّامة الغضب العارم، والتي تعجز فيها عن تدارُك لسانها، أو تدبُّر أفعالها، ونوبة الغضب تعمي عن استبصار كل حقٍّ، وتحول دون الاعتراف بالخطأ، فإن كان ما يثيرها من والدكِ اختلافًا ماديًّا، فتعاوني معه على أن يتلافى ذلك قدْر استطاعته، وانظري في بيتكم للعمل على انتفاء كلِّ أسباب المشكلات؛ لتستأصليها مِن منبعِها. • الوالدة الآن في حالةٍ حرجة، وقد زادتْ في الأعوام الأخيرة المنصرمة؛ لتجاوزها مرحلة عمرية خطيرة لكل امرأة، فنقص هرمون الإستروجين "Estrogen"، يُسبب لعامة النساء اضطرابات نفسية وجسدية تتفاوت من امرأة إلى أخرى، إلَّا أنَّ أعراض نقصه بوجه عام تكون كأزمة أو منعطف صحي بالغ التأثير؛ تُعاني فيه المرأةُ في صمتٍ، وتُقاسي ألمها في هدوء، فلا تجد ناصرًا ولا مُعينًا، والأصعب أنها لا تستطيع أن تشرحَ معاناتها لأحدٍ؛ استحياءً أو عزة نفس أو غيرها؛ فتخرج زفرات وأنَّات، وربما صراخًا يعبِّر عما يَدور داخلها! إن أنتِ تفهمتِ حالة الوالدة، واطَّلعتِ على ما تمر به، فلن يشْكل عليكِ كثيرًا التعامل معها، وتحملها في محنتها، وأساس التعامُل مع امرأة في هذا العمر هو إمدادها بالحنان والعطف الزائد؛ فكم رأيت مِن نساء تجاوَزْنَ الخمسين كالأطفال تمامًا؛ تهفو نفسها لدُمية صغيرة، ويسعد قلبها بهديةٍ رمزية، أو حلوى جميلة! جرِّبي ذلك معها، واستعيني بوالدك، وذكريه بفضل الصبر عليها وأجره عند الله، وتحملي شكواه في غير تذمر، مُبَيِّنة ميزات والدتكِ، مُتذكرة مواقف طيبة لها تخفِّف من نفور الوالد وغضبه عليها. • دائما يُنصح عند إرشاد من هو أعلى منَّا مقامًا وأرفع مكانة - كالوالدين مثلًا - أن يكونَ النصح غير مُباشر، والتوجيه عامًّا؛ فلا تعاتبيها على موقف بعينه، أو تنهريها لفعل صدر منها، وأمِرِّيه وقتها مرور الكرام، ثم اذْكُري عكسه مع الثناء عليه أمامها بأسلوبٍ لا يُفهم منه أنها المعنيَّة بالأمر أو المقصودة بالخطاب، وليكنْ نصحك مُصاحبًا لمحاضرة دينية أو درس وعظيٍّ تستمعين إليه في حضورها، ولتجعلي ثناءك مَقْرونًا بتمني ذلك بالنسبة لكِ؛ على سبيل المثال: يَذكر الشيخ أو المحاضر فضل الصبر وحبس النفس أو تملك النفس حال الغضب، فعليك أن تناقشيها حينها حول الأمر، وكأنكِ تتمنين أن تكوني كذلك، وترجين أن تنالي ذلك الفضل، ولا تزيدي على ذلك. • إن اضطررتِ للتحدُّث حول فِعْلٍ قامتْ به فلا مجال للنصح غير المباشر فيه، فابدئي حديثكِ بالثناء عليها، والدعاء لها، وإظهار الحرص عليها ألا يفهمها الناس على نحو خاطئ، دون لومٍ أو عتابٍ، أو همزٍ أو لمزٍ، أو مدح للطرف الآخر، أو الاعتراف الصريح بأنه محق، ولو كان ذلك صوابًا، بل اجعلي حديثكِ مُنْصَبًّا على مصلحتها دون غيرها، وأظْهري خالص محبتكِ واعترافكِ بحميد خصالها، وجميل أخلاقها، ولا يسعكِ غير ذلك. • أُذكِّركِ أخيرًا بأهمية الدعاء لها، وأنه مِن البر الذي أمرنا به اللهُ تعالى؛ ﴿ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا ﴾ [الإسراء: 24]، فخصِّصي لها دعوة في صلاتكِ، وابتهلي إلى الله أن يُصلحَ خلقها ويهديها، ويجعلها مِن أهل الخير والصلاح، وأن يرزقها حُسْن الخاتمة. والله الموَفِّق، وهو الهادي إلى سواء السبيل
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |