أبي لا يحبني مثل إخوتي - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1430 - عددالزوار : 141710 )           »          معالجات نبوية لداء الرياء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 26 )           »          التربية بالحوار (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 42 )           »          صور من فن معالجة أخطاء الأصدقاء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 32 )           »          في صحوةِ الغائب: الذِّكر بوابة الحضور (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 32 )           »          آيات السَّكِينة لطلب الطُّمأنينة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 25 )           »          من أقوال السلف في أسماء الله الحسنى: (العليم, العالم. علام الغيوب) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 37 )           »          سبل إحياء الدعوة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 32 )           »          التساؤلات القلبية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 28 )           »          الحب الذي لا نراه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 30 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العام > ملتقى مشكلات وحلول
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 07-10-2022, 09:24 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,204
الدولة : Egypt
افتراضي أبي لا يحبني مثل إخوتي

أبي لا يحبني مثل إخوتي
د. سليمان الحوسني


السؤال:

ملخص السؤال:
فتاة تكره والدَها لأنها تظن أنه يكرهها ولا يحبها، ويفضل إخوتها عليها، ويرفض أن يعطيها شيئًا!

تفاصيل السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا فتاة لم أتم العشرين، كانت طفولتي سيئة، وكنتُ مريضة جدًّا، ولم يرضَ أبي أن أذهبَ إلى المستشفى، وحاولتْ أمِّي إقناعَه لكنه رفض، وحجته أنه ليس لديه مال بسبب أزمة مالية يَمُرُّ بها، شفيتُ والحمد لله، وتحسنتْ حالتنا المادية أيضاً.

كانت أمي كثيرة البكاء، فألححتُ عليها أن تحكي لي، فحكتْ لي ظلم أبي، وعرفتُ منها أنه كان لا يريد إنجابي، وأنه لم يكنْ ليرضى أن يتحمَّلَ مَسؤوليتي، وبالفعل فليس لدي ملابس خاصة بي، بل كنتُ ألبس ملابس إخوتي!

وفي المقابل كان يأتي لإخوتي بأفضل الألعاب والملابس، وأنا آخذ فضلتهم بعد أن تبلى أو تتكسر!

لم أكُنْ أحْقِدُ على إخوتي، لكني كنتُ أحزن داخلي، وأسأل نفسي: لماذا يَكْرهني أبي؟! لماذا يحب إخوتي أكثر مني؟!

حاولتُ كثيرًا أن أكون أفضل أمامه، والحمد لله حصلت على درجات عالية، وإخوتي كانتْ مُعدَّلاتهم قليلةً، فكانوا يحصلون على الدعم والهدايا، أما أنا فلا!

وصَل بي الحال إلى أني أكْرَهُ أبي، لكن في الوقت نفسِه أحبُّه، لكني مُتأكِّدة أنه لا يحبني، لا أدري ما هذه المشاعر المختلِطة؟!

أشيروا عليَّ، وأخْبِروني ماذا أفعل في هذه الحَيْرَة وهذا الاضْطِراب؟

الجواب:

الحمدُ لله، والصلاةُ والسلامُ على رسول الله وبعدُ:
ففي البداية نَشْكُرك ابنتنا العزيزة على تواصلك معنا عبر شبكة الألوكة وثقتك فيها، ثم نُهنئك بما وَهَبَك اللهُ مِن نِعَمٍ مُتَعَدِّدة، فأنتِ مُتَفَوِّقةٌ في دراستك، وحاصلةٌ على المراتب المتقدِّمة والدرجات العالية، وهذا ظاهرٌ في أُسلوبك مِن خلال الاستشارة، وأنتِ الآن في وضع اقتصاديٍّ مميزٍ، ونسأل الله أنْ يُبارك لك فيما وهبك، وأن يزيدك مِن فَضْله وكرَمِه وَجُودِه.

اعلمي أختنا الكريمة أنَّ الإنسان قد تمرُّ به بعضُ الظروف والمتاعب في هذه الدنيا، ابتلاء من الله لعباده؛ ليتميزَ الصابرُ عن غيره؛ كما قال تعالى: ﴿ وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ [البقرة: 155، 156]، وحتى يكرمهم الله بالمغفرة والرحمة والهداية؛ ﴿ أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ ﴾ [البقرة: 157].


ولا شك أن كره الأب للبنت، وتمييزَ إخوانها عليها مِن المصائب التي يُبتلى بها الإنسان، والأب بذلك عاصٍ لله وهو على خطرٍ، يَلْزمه التوبة والإسراع إليها قبل الموت.


ولا يجوز له كره الإنجاب ومعاقَبة الأم أو البنت، بل عليه شكر الله الواهب المُنْعِم، حتى لو كان مالُه قليلاً؛ فالرزقُ بيد الله؛ بل قد تكون البنتُ هي سبب الرزق والخير والنعمة والبركة.


تُذكر قصة رجل شبيهة بقصتك كان يكره البنات ويحب الذكور، ويسيء إلى زوجته وبناته، فلما كبر وشابَ وضعُف، تخلَّى عنه الأولاد، فاعتنتْ به ابنتُه، وقامتْ على خدمته ورعايته، فكانتْ مَن يكرهها أبرَّ به ممن كان يحبهم ويُفَضِّلهم.


ووالدُك سوف يُدْرِك ذلك يومًا ما لا محالة، وسيَنْدَم على ما حدَث منه، فعليك بكثرةِ الدعاء له بالهِداية والاستقامة.


شيء جميل تلك المشاعر الطيبة منك لأبيك، فمهما بدر منه فهو أبٌ، وله حقوقٌ، حتى لو قصَّر في واجباته، فاستثمري تلك المحبة، وابتعدي عن الكراهية له أو لإخوانك، بل عليك بالإحسان إليهم جميعًا؛ قال تعالى: ﴿ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ السَّيِّئَةَ ﴾ [المؤمنون: 96]؛ أي: إذا أساء إليك أعداؤك بالقول والفعل، فلا تُقابِلْهم بالإساءة، ولكن ادفعْ إساءتهم بالإحسان منك إليهم، فإنَّ ذلك فضلٌ منك على المسيء، ومِن مَصالح ذلك أنه تخِفُّ الإساءة عنك، في الحال، وفي المستقبل، وأنه أدعى لجلْب المسيء إلى الحق، وأقرب إلى ندَمِه وأسَفِه، ورجوعه بالتوبة عما فعل، وليتَّصِف العافي بصفة الإحسان، ويقهر بذلك عدوه الشيطان، وليستوجب الثواب من الرب سبحانه وتعالى؛ قال تعالى: ﴿ فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ ﴾ [الشورى: 40]، وقال تعالى: ﴿ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ * وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ ﴾ [فصلت: 34، 35]، فإذا كان هذا مع العدو، فمع الأب والأقارب من باب أَوْلَى.


حاولي أن تتعلَّمي فنَّ الإحسان إلى الوالدين مهما أساءَا، فقد قرن الله الإحسان إليهما بعبادته فقال: ﴿ وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا ﴾ [الإسراء: 23]، قبِّلي رأسهما وأيديهما، بل وأرجلهما، وقومي على خدمتِهما، ولا تنتظري حتى يطلبا منك خدمة، بل كوني أنت المبادرة إليهما بعَرْض خدمتك لهما، وقرِّبي لهما كل ما يحتاجان إليه حتى لو لَم يطلُبَا، اعملي ذلك وأنت مبتسمة شاكرة لله، صابرة مُحْتَسِبة الأجر العظيم مِن الله المولى الجليل.


وتيقَّني أن الله قادرٌ على كل شيء، والأمورُ كلها بيده، وهو سبحانه سوف يُغَيِّر قلبَ أبيك نحوك، وسوف يكون الأب المحب الطيب الحنون - بإذن الله.


اسلكي طريق أمك في الدعاء، وخاصة بعد كل صلاة، وفي الثلث الأخير من الليل، وعليك بالقرآن كلام الله، أكثري من قراءته في البيت؛ حتى تبتعدَ الشياطين وتأتي الملائكة، واجلعي لسانك رطبًا بذِكْر الله، ولا تحملي في قلبك قلقًا ولا كراهيةً، وكوني مطمئنةً؛ ﴿ الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ ﴾ [الرعد: 28].


واشغلَي نفسَك بالعبادات المتنوِّعة، والأفكارِ الإيجابيةِ والذِّكريات الحلوة الجميلةِ


ونسأل الله لك كلَّ توفيقٍ وسَداد


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 69.56 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 67.85 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (2.47%)]