دور الأندلس والأندلسيين في انتقال الإسلام من المغرب إلى جنوب أوربا - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         متابعة للاحداث فى فلسطين المحتلة ..... تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 14731 - عددالزوار : 1079625 )           »          أنجبت من غير زوجي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          علاقة مؤذية لا أستطيع تجاوزها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          اعتداء تحت تأثير السحر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          اعتداءات جنسية من أقاربي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          ممارسة العادة السرية في سن العاشرة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          هل لدي ميول شاذة؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          التحرش بإمام مسجد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          أنا فتاة مسترجلة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          كيف أتخلص من العادة السرية؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث > ملتقى نصرة الرسول صلى الله عليه وسلم
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى نصرة الرسول صلى الله عليه وسلم قسم يختص بالمقاطعة والرد على اى شبهة موجهة الى الاسلام والمسلمين

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 28-09-2022, 04:20 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 163,097
الدولة : Egypt
افتراضي دور الأندلس والأندلسيين في انتقال الإسلام من المغرب إلى جنوب أوربا

دور الأندلس والأندلسيين في انتقال الإسلام من المغرب إلى جنوب أوربا
يوسف نكادي

ارتبطت مناطق غرب البحر المتوسط فيما بينها منذ القدم، وقد كانت الروابط والصلات أكثر وثوقاً بين مناطق شمال إفريقيا وشبه جزيرة ايبيريا بحكم القرب الجغرافي بينهما، وازدادت تلك الروابط والصلات متانة بعد سنة 92 هجرية حين أصبحت أجزاء من شبه جزيرة ايبيريا تحت نفوذ المسلمين، وانتقلت للاستقرار بها أعداد من مسلمي شمال إفريقيا ومن مسلمي مشرق دار الإسلام.
ومنذ سنة 92 للهجرة أصبح المجال الجغرافي الذي شمله نفوذ المسلمين في شبه جزيرة ايبيريا يسمى "بالأندلس"؛ سواء إبان مراحل امتداد هذا النفوذ أو خلال مراحل تراجعه.
ومن المتعارف عليه أن العرب المسلمين اشتقوا تسمية "الأندلس" من اسم القبائل الجرمانية "الڨندال" التي شاركت في الموجة الأولى من غزوات القبائل الجرمانية خلال القرن الخامس للميلاد، والتي استقرت بإقليم "ڤانداليشيا" (Vandalicia) أو بيتيكا (Baetica) الواقع جنوب اسبانيا الحالية1.
وتمثل الأندلس من وجهة نظر جغرافية الإقليم الواقع جنوب نهر الوادي الكبير، والذي يسمى حاليا أندلثيا (Andalucia)، وقد صور الجغرافيون القدامى منذ العهد الروماني الأندلس (ومجموع شبه جزيرة ايبيريا) على هيأة مثلث، وأبرز من تبنى هذا التصور باولوس أوروسيوس أو هرشيوش Paulus Orosius)2الذي وضع بين سنتي 416 و 418 ميلادية مؤلفا في التاريخ3)، خص الكتاب الأول منه للحديث عن المجال الجغرافي الذي تندرج في إطاره الأحداث المتناولة في مؤلفه، فجعل الأندلس، ومجموع أقاليم شبه جزيرة ايبيريا على هيأة مثلث ذو ثلاثة أركان.
وقد تبنى هذا التحديد الجغرافي "أبو الجغرافية والتاريخ في الأندلس" أحمد بن محمد بن موسى الرازي4، حيث يذكر أن شبه جزيرة ايبيريا كلها ذات شكل مثلث، ويرى بأنها معتمدة على ثلاثة أركان:
الأول هو الموضع الذي فيه صنم قادس المشهور بالأندلس، ومنه مخرج البحر المتوسط الشامي الآخذ بقبلي الأندلس، والركن الثاني هو بشرقي الأندلس بمحاذاة مدينتي نربونة و برذيل (بوردو الحالية)، والركن الثالث منها في الشمال الغربي من بلد جليقية.
ومن هرشيوش و الرازي انتقلت هذه النظرية إلى الذين كتبوا عن جغرافية شبه جزيرة ايبيريا خلال القرن الخامس الهجري كالمحدث أحمد بن عمر بن أنس العذري، والجغرافي أبي عبيد البكري، وتواترها فيما بعد جغرافيو ورحالة القرون الموالية، ولازال يتبناها الجغرافيون المعاصرون5.
ومن خلال هذه النبذة الجغرافية يتضح بأن الأندلس، ومعها شبه جزيرة ايبيريا، تنتمي جغرافيا للمجال الأوربي بحكم وقوع أحد أركانها بهذا المجال. وتكاد تنتمي كذلك جغرافيا للمجال الإفريقي بحكم قرب ركن آخر من أركانها من شمال إفريقيا عامة ومن المغرب بوجه خاص.
وهذا ما يستشف من كلام أحد الباحثين في جغرافية البحر المتوسط حين يذكر بأن "اﻹسبان يعتقدون بأن اسبانيا، على الرغم من أنها جغرافيا جزء من أوربا، إلا أنها لا تنتمي إليها بمعنى الكلمة، إذ تتجه أكثر نحو شمال غرب إفريقيا، فإفريقيا تبدأ حدودها هنا من جبال البرانس كما حدث أثناء حكم المور"6.
وقد شهدت شبه جزيرة ايبيريا، منذ سنة 92 للهجرة، أحداثا و تطورات جعلتها فعلا مرتبطة بشمالغربإفريقيا، وإن الأندلس التي كانت في قلب تلك الأحداث و التطورات أصبحت منذ هذا التاريخ، وأكثر من أي وقت مضى، نقطة تقاطع بين المغرب (وشمال إفريقيا ودار الإسلام) وجنوب أوربا.
ولا نحتاج إلى التأكيد بأن هذا الانتماء المزدوج جعل الأندلس تنفرد عن باقي مناطق البحر المتوسط، كما كانت له أبعاد بالغة الأهمية؛ إذ أتاح للأندلس و"للأندلسيين" إمكانية القيام بدور متميز في التواصل الحضاري بين شمال إفريقيا وجنوب أوربا، تجلى هذا الدور في عدة مجالات، ومن بينها المجال الديني الذي يهمنا في هذا البحث، وخاصة ما يتعلق بإسهام الأندلس والأندلسيين في انتشار الإسلام بمناطق جنوب أوربا ما وراء جبال البرانس، بعد أن انتقل من المغرب إلى الأندلس.
ابتدأت علاقة الأندلس بالإسلام رسميا في رمضان من سنة 92 هجرية، و نميز في تاريخ تلك العلاقة بين مرحلتين: مرحلة أولى امتدت من سنة 92 ه، حتى حدود سنة 100 ه، كانت فيها الأندلس هدفا لعمليات الفتح وفضاء انتقل إليه الإسلام من المغرب، و مرحلة ثانية امتدت من سنة 100 ه، تحولت فيها الأندلس إلى محطة أخذت تنطلق منها عمليات نشر الإسلام بأقاليم جنوب أوربا،
أما عن دور"الأندلسيين" في انتقال الإسلام من المغرب إلى جنوب أوربا و انتشاره في مناطق ما وراء جبال البرانس، فيمكن التمييز فيه هو الآخر بين مرحلتين:
- مرحلة أولى امتدت من سنة 92 ه، حتى حدود سنة 138 ه،، تاريخ قيام الإمارة و استقلال الأندلس عن الخلافة الإسلامية، في هذه المرحلة كان الأندلسيون موضوع عمليات الفتح والمتلقين للديانة الجديدة، وإن اشتركوا خلال الفترات المتأخرة من هذه المرحلة في نشر الإسلام بربوع شبه جزيرة ايبيريا و في أقاليم ما وراء جبال البرانس.
- ومرحلة ثانية ابتدأت سنة 138 ه، وفيها أصبح الأندلسيون عناصر فاعلة في حركة انتقال الإسلام من شمال إفريقيا إلى جنوب أوربا؛ بحكم قيادتهم للعمليات التي تم القيام بها في هذا الشأن، وأبرزها عمليات تثبيت (وإعادة نشر) الإسلام في جزر البليار.
أولا: الأندلس فضاء يتلقى الإسلام من شمال إفريقيا
ابتدأت عمليات فتح الأندلس كما هو معروف في رمضان من سنة 92 للهجرة، و قد سجلت منعطفا في شهر ذي القعدة من سنة 95 هجرية حين بدا موسى بن نصير و طارق بن زياد رحلة العودة إلى دمشق بأمر من الخليفة الوليد بن عبد الملك.
ورغم قصر المدة التي استغرقتها العمليات العسكرية التي قاما بها في شبه جزيرة ايبيريا، فقد شكلت إحدى أضخم عمليات الفتح و نشر الإسلام في عهد الدولة الأموية،
وقد كان من الممكن أن يستكمل هذا الانجاز جميع مراحله لولا الأمر الصادر عن الخليفة بوقف العمليات العسكرية التي كانت على وشك أن تجعل جميع أقاليم شبه جزيرة ايبيريا تحت راية الإسلام، بحيث إن المد الإسلامي بها وصل إلى حدود البحر المتوسط في الشمال الشرقي وإلى مقدمة أقاليم دولة البرتغال الحالية في الشمال الغربي.
وقد حاول عبد العزيز بن موسى بن نصير استكمال عمليات الفتح بعد أن استلم إدارة الأقاليم المفتوحة بتكليف من أبيه، غير أن الجهود التي بذلها خلال السنتين و بضعة أشهر التي دامتها ولايته كانت محدودة نسبيا رغم نجاحه في ضم أقاليم الشمال الشرقي و أقاليم الجنوب الشرقي إلى حظيرة الإسلام.
ودون الخوض مطولا في تفاصيل أحداث هذه المرحلة الأولى من مراحل انتشار الإسلام بشبه جزيرة ايبيريا، التي توقف عندها المؤرخون القدامى والباحثون المحدثون، فلا بأس أن نقدم بين يدي القارئ نصاً بالغ القيمة لابن القوطية يلخص مجريات العمليات العسكرية التي شهدتها هاته المرحلة، ويسمح بتكوين فكرة عن خارطة انتشار الإسلام بشبه جزيرة ايبيريا مباشرة بعد الفتح، يقول ابن القوطية: "فلما جاوز طارق وصار بعدوة الأندلس، كان أول ما افتتحه مدينة قرطاجنة، بكورة الجزيرة (...) ثم تقدم إلى أستجة، والى قرطبة، ثم إلى طليطلة، ثم إلى الفج المعروف بفج طارق، الذي منه دخل جليقية،فخرق جليقية حتى انتهى إلى أسترقة (... ) وأخذ موسى في ساحل شذونة، وكان دخوله بعد طارق بسنة، وتقدم إلى شذونة، ثم إلى اشبيلية فافتتحها، ثم قصد من اشبيلية إلى لقنت، إلى الموضع المعروف بفج موسى في أول لقنت إلى ماردة (... ) وتقدم فدخل جليقية من فج منسوب إليه فخرقها حيث دخلها ووافى طارقا بأسترقة، ثم أتاهما عهد الوليد بن عبد الملك بالانصراف فانصرفا (... ) وشد موسى بن نصير حصون الأندلس واستخلف ابنه عبد العزيز على الأندلس وأسكنه اشبيلية. "7.
شملت عمليات الفتح كما يتضح من النص أهم المراكز الحضرية التي كانت معروفة بشبه جزيرة ايبيريا، وقد كانت تقيم في كل مركز تم فتحه حامية عسكرية تؤمن السيادة عليه، بينما يتقدم الفاتحون إلى المركز الموالي، وبناء عليه، فقد انتشر الفاتحون بعد انتهاء عمليات الفتح مباشرة، ثم خلال السنوات التي أعقبتها، بالمناطق الواقعة على طول خطوط الفتح.
فقد استقر البربر في المراكز الواقعة على طول الطريق التي سلكها طارق بن زياد مثل الجزيرة الخضراء ومالقة وإلبيرة وقرطبة وبلنسية وطليطلة، بينما فضل عدد آخر منهم الاستقرار في أحواز المدن، أو في بعض المناطق الجبلية المشابهة لمواطن استقراهم في العدوة المغربية، أما العرب فقد استقروا في الحواضر الواقعة على طول الطريق الذي سلكه موسى بن نصير، مثل مدينة شذونة واشبيلية وماردة ووشقة وسرقسطة وطرطوشة.
واتسع مجال الاستقرار8فيما بعد في حواضر أخرى قديمة و في حواضر مستحدثة، وقد خضع الاستقرار لعامل الغلبة العددية أحيانا قليلة ولعامل الصدفة في معظم الأحيان كما يستشف من نص للمقري يذكر فيه أن العرب والبربر كانوا كلما مر قوم منهم بموضع استحسنوه، حطوا به ونزلوه قاطنين، فاتسع نطاق الإسلام بأرض الأندلس9.
ويتضح جلياً بأن الإسلام، الذي كان وجوده يقف عند حدود سواحل البحر المتوسط قبيل شهر رمضان من عام 92 هجرية اتسع نطاقه فعلا وأصبح يشمل بعد سنتين أو ثلاث سنوات من هذا التاريخ أغلب الحواضر الايبيرية التي كانت تضم أكبر التجمعات البشرية خلال فترة الحكم القوطي، وقد اعتنق عدد من سكان هذه التجمعات الإسلام، بينما بقيت عناصر أخرى محتفظة بدينها مع تبنيها للغة القرآن وللثقافة الإسلامية.
وبما أن عددا من العرب ومن البربر ظلوا يتوافدون على الأندلس، فرادى أو جماعات، فقد أفضت هجراتهم واتصالهم الوثيق بالسكان المحليين، عن طريق الجوار والمعاملات اليومية، إلى تغلغل الإسلام، كما أفضت في ذات الوقت إلى اتساع رقعة تأثيره، وخاصة بعد أن ضاقت الحواضر القديمة بسكانها فاضطر القائمون على الأمر في الأندلس منذ عصر الإمارة إلى استحداث مدن أخرى مثل بجانة وشنترين وبطليوس.
وهكذا لم يكد ينصرم جيل بعد الفتح حتى كانت دائرة الإسلام و لغة الإسلام وثقافة الإسلام قد اتسعت رقعتها بشبه جزيرة ايبيريا.
ثانياً: الأندلس قاعدة مساهمة في تفعيل حركة المد الإسلامي
تمثل سنة 100 للهجرة بداية انتقال المسلمين من مرحلة الاستقرار و ترسيخ الإسلام بشبه جزيرة ايبيريا إلى مرحلة نشر الإسلام في أقاليم ما وراء جبال البرتات أو البرانس، وهي مرحلة تحولت فيها الأندلس إلى قاعدة أصبحت تنطلق منها حركة المد الإسلامي في اتجاه أوربا، وقد اتخذت مدينة برشلونة مركزاً لانطلاق هذه الحركة التي دشنها الوالي الحر بن عبد الرحمن الثقفي ببعض الغارات الخاطفة على أقاليم جنوب غالة (أو غاليا) لم تؤكد حدوثها النصوص الإسلامية أو الدراسات العربية الحديثة، ولكن بعض النصوص اللاتينية أشارت إلى حدوثها، ومن بين أهم هذه النصوص "اخبارية مواساك" (Chronicon Moissiacensis) التي وضعها أيمريكوس (Aymericus De Peyraco)، فقد كان هذا الأخير راهبا بدير مواساك (Moissac) جنوب غالة بين سنتي 1377 و1406 ميلادية؛ أنجز مؤلفا تحدث فيه عن تاريخ البابوات وعن ملوك غالة وعن الأقماط الذين تعاقبوا على إدارة قمطية تولوز، فأشار ضمن حديثه ذاك إلى حدوث غارات إسلامية على بعض مواقع هذه القمطية قبل سنة 719 م، /100ه، 10، وعلى غراره ذهب الراهب الفرنسي جون-بيار
بابون (Jean-Pierre Papon)، الذي وضع مؤلفا حول تاريخ قمطية بروڤانسيا، إلى القول بأن مسلمي اسبانيا طرقوا أبواب هذه القمطية منذ سنة 716 م، كما شنوا سلسلة غارات على إقليم سبتمانيا (la Septimanie) المجاور11.
ويبدو أن تلك الغارات لم تكن عمليات عسكرية منظمة و هادفة بقدر ما كانت تحركات تقوم بها سرايا من حين لآخر لاختبار مدى حصانة المواقع استعدادا لاقتحامها مستقبلا من خلال عمليات منظمة، ومثل هذا الأسلوب كان المسلمون يتبعونه منذ أن شرعوا في فتح بلاد المغرب12.
ومهما يكن من أمر، فان المتفق عليه بين المؤرخين العرب القدامى والمحدثين هو أن مرحلة نشر الإسلام في أقاليم جنوب غالة ارتبطت رسميا بشخص السمح بن مالك الخولاني الذي عينه الخليفة عمر بن عبد العزيز واليا على الأندلس خلفا للحر بن عبد الرحمن الثقفي.
فبعد أن استلم مهامه سنة 100 ه، /719 م، تحرك على رأس جيش قوي في اتجاه الشمال حيث عبر جبال البرتات و توغل في إقليمي بروڤانسيا وسبتمانيا، واستمر في التحرك حتى أشرف على مدينة طولوشة (تولوز الحالية) إحدى أكبر حواضر هذه الأقاليم، وقد أوشك المسلمون على فتحها لولا الهجوم المباغت الذي قام به أوديس (Eudes) دوق أكيتانيا، أقوى الوحدات السياسية في جنوب غالة، وقد انتهى هجومه باستشهاد الوالي والقائد السمح بن مالك وعدد من المحاربين13، ويتفق المؤرخون المسلمون والمسيحيون القدامى بأن هذه الهزيمة فتت في عضد المحاربين المسلمين و حالت دون تقدمهم، فاضطرت الأعداد القليلة المتبقية منهم للتراجع إلى أربونة (أو نربونة) (Narbonne) التي غدت منذ هذا التاريخ قاعدة متقدمة ينطلق منها المسلمون لنشر الإسلام بأقاليم غالة.
وبعد فترة استغرقت ما ينيف عن الأربع سنوات قضاها الوالي الجديد عنبسة بن سحيم الكلبي في إعادة تنظيم صفوف الجيش الإسلامي، و في حل الخلافات القائمة بين مختلف العصبيات، عاود المسلمون نشاطهم الجهادي في جنوب غالة، فعبروا جبال البرانس سنة 105 ه، و شرعوا في شن هجوم كاسح على الأقاليم الواقعة جنوب غرب أربونة بدءا بإقليم قرقشونة (Carcassonne)، فإقليم نيمة (Nime)، فإقليم بورغونيا (la Bourgogne).
ويبدو أن النجاح الذي حالف المسلمين هذه المرة شجعهم على المضي قدما في فتح أقاليم غالة، فاستمروا في اتجاه الشمال حتى أشرفوا على مدينة باريس، التي لم تعد تفصلهم عنها سوى مسافة قصيرة لم يتمكنوا من اجتيازها بسبب المقاومة العنيفة التي أبدتها فرق من محاربي بلدة سانس (Sens) بزعامة إيبون (St. Ebbon) أسقف البلدة الذي نجح في رد المسلمين بعد وقعة 109 ه، /727 م، 14،
والراجح أن استشهاد عنبسة بن سحيم في ظروف غامضة هو الذي حسم المعركة لصالح المسيحيين، فخسر المسلمون كل الانجازات التي حققوها من قبل، و تراجعوا إلى القاعدة الوحيدة التي ظلت تحت سيطرتهم في غالة وهي أربونة.
وعادت المشاكل الداخلية لتطفوا على السطح خلال فترة امتدت زهاء خمس سنوات تعاقب خلالها على تدبير شؤون الأندلس خمس ولاة، فتوقفت من جراء ذلك عمليات التوسع ونشر الإسلام بأقاليم ما وراء جبال البرانس حتى بداية عهد الوالي عبد الرحمن بن عبد الله الغافقي سنة 112 ه، /730 م، الذي احتفل، كما تقول النصوص، في الإعداد لحملة كاسحة على غالة.
وانطلقت تلك الحملة فعلا في أوائل صيف عام 114 ه، ؛ حيث اخترقت جبال البرانس عبر ممر الروسنسڤال (Roncesvalles) متجهة مباشرة إلى أكيتانيا، باعتبارها أكبر وأقوى دوقيات الجنوب، التي سقطت في أيدي المسلمين، و منها احكموا سيطرتهم على اثنتين من أكبر و أهم مدن جنوب غالة وهما طولوشة (تولوز) السالف ذكرها و بردال أو برديل (بوردو)، ثم واصل المسلمون مسيرتهم نحو مدينة بواتيي التي توقفوا عند مشارفها استعدادا لملاقاة جيش غالي ضخم كان قادما من الشمال تحت إمرة شارل محافظ قصر أوسترازيا.
وحدثت تلك المواجهة بين الطرفين وانتهت باستشهاد عبد الرحمن الغافقي و عدد كبير من المسلمين15، فتمكن محاربو غالة بقيادة شارل من استعادة كافة المواقع التي كانت بحوزة المسلمين باستثناء أربونة ومحيطها التي استعصت عليهم، ولم يتمكن مسيحيو غالة من استعادتها إلا سنة 141 ه، /759 م، على يد بيبن القصير (Pépin le Bref) خليفة شارل16.
وقد أسالت وقعة بواتيي كثيرا من المداد، وذهب بعض مفكري الغرب، منذ القرن السادس عشر، إلى اعتبارها من المعارك الحاسمة في تاريخ أوربا السياسي والعسكري والديني، وكتب أحدهم في هذا الصدد بأن انتصار المسلمين فيها كان سيجعل أقاليم غالة تحت السيطرة الإسلامية17، فيما ذهب آخر إلى الاعتقاد بأن انتصار المسلمين فيها كان سيجعل مجموع أقاليم غرب أوربا جزءا من دار الإسلام18.
ومما لا شك فيه أن تلك الوقعة كان لها تأثير سلبي على حركة المد الإسلامي في اتجاه غالة وجنوب أوربا عموما، بدليل أن المحاولات التي قام بها بعض الولاة بعد سنة 114 ه، كانت قليلة و محدودة الفعالية، بل الأكثر من ذلك أن مراكز الجنوب التي كانت في حوزة المسلمين أصبحت تحت سيادة مسيحيي غالة باستثناء قاعدة أربونة كما ذكرنا آنفا.
ثالثا: "الأندلسيون" يتلقون الإسلام من المغرب
أوضحنا فيما مضى أن المسلمين أطلقوا اسم "الأندلس" على مجموع الأقاليم التي شملها نفوذهم في شبه جزيرة ايبيريا، وقد ظلت هذه التسمية مواكبة للوجود العربي-الإسلامي بشبه جزيرة ايبيريا إبان مراحل امتداد هذا الوجود أو خلال مراحل تراجعه وانكماشه، ومن ثم، فإننا نعني "بالأندلسيين" سكان المناطق التي شملها نفوذ المسلمين بشبه جزيرة ايبيريا، و نميز في هؤلاء السكان، من وجهة نظر تاريخية، بين سكان مرحلة ما قبل الفتح الإسلامي و سكان مرحلة ما بعد الفتح.
يتألف سكان مرحلة ما قبل الفتح من العناصر اﻹسبانو- رومانية، ومن بقايا الوندال ومن القوط الغربيين ومن بعض العناصر اليهودية، ويتألف سكان مرحلة ما بعد الفتح من جميع هؤلاء ومن العناصر البربرية والعربية والسودانية التي قامت بعمليات الفتح، وقد تعززت هذه العناصر بأعداد أخرى من الذين هاجروا إلى الأندلس بعد انتهاء عمليات الفتح.
وقد بدأت علاقة سكان مرحلة ما قبل الفتح بالإسلام في رمضان من سنة 92 هجرية حين وطأت أقدام المسلمين، بقيادة طارق بن زياد، أراضي شبه جزيرة ايبيريا.
ومنذ هذا التاريخ تزايدت أعداد الذين ننعتهم بالأندلسيين، كما تنوعت انتماءاتهم اﻹثنو- جغرافية، إذ انضافت إلى العناصر اﻹسبانو- رومانية وبقايا الوندال و العناصر القوطية و العناصر اليهودية، أعداد من المحاربين البربر والسودان الذين قدموا إلى الأندلس تحت إمرة طارق بن زياد، ثم أعداد من المحاربين العرب قدموا تحت إمرة موسى بن نصير، ثم انضافت إلى هؤلاء طلائع العرب الذين انتقلوا من المشرق للإقامة بالأندلس، وأعداد من البربر عبروا بدورهم المضيق واستقروا هم كذلك بالأندلس.
وقد شارك من ننعتهم بالأندلسيين، بمختلف انتماءاتهم الجغرافية و اﻹثنية، بدور فعال في حركة المد الإسلامي طيلة عصر الولاة:
- فالمحاربون البربر (وعدد من المحاربين السودان) والمحاربون العرب انطلقوا من المغرب ومن المشرق و قاموا بنقل الإسلام إلى شبه جزيرة ايبيريا، واجتهدوا في نشره في بعض أقاليم ما وراء جبال البرانس.
- أما الوافدون غير المحاربين، من عرب وبربر، فقد ساهموا بدورهم في نقل الإسلام وحضارة الإسلام إلى الأندلس، كما قاموا بتثبيتهما وترسيخهما بمختلف الحواضر والأرياف التي استقروا بها من خلال التواصل مع السكان المحليين، ومن المفيد الإشارة هنا إلى أن عددا من الوافدين، من الذكور القادرين على حمل السلاح، انضموا، بعد عبورهم إلى الأندلس و استقرارهم بها، إلى فرق المحاربين وأسهموا في عملية نشر الإسلام في أقاليم ما وراء جبال البرانس.
- أما السكان اﻹسبانو- رومانيين وبقايا الوندال والقوط الغربيون واليهود، فقد اعتنق عدد كبير منهم الإسلام وساهموا في تثبيت وجوده بشبه جزيرة ايبيريا، ولاشك أن بعضهم قد انضم إلى صفوف المحاربين و شارك في عملية نشر الإسلام خارج حدود شبه جزيرة ايبيريا، ومن المفيد التذكير في هذا المقام بأن عددا من الذين لم يعتنقوا الإسلام من بين هذه العناصر تعلموا اللغة العربية و ساهموا في نشر لغة القرآن داخل شبه جزيرة ايبيريا وخارجها، و يعزى الفضل إلى عدد منهم في التعريف بالثقافة الإسلامية في مختلف مناطق أوربا.
ورغم ما أوردناه من معطيات، فإننا نعتقد أن الأندلسيين ظلوا يحتلون موقع المتلقي للديانة الإسلامية حتى حدود سنة 138 هجرية تاريخ قيام الإمارة الأموية بالأندلس، لأن إسهاماتهم في حركة المد الإسلامي كانت تتم باسم الخلافة الإسلامية بالمشرق و تحت لواء الولاة الذين كانوا يديرون شؤون الأندلس باسم الخلافة مبدئيا.
وبعد سنة 138 هجرية انتهى دورهم كمتلقين و تحولوا إلى عناصر فاعلة في عملية انتقال الإسلام من المغرب، ومن دار الإسلام عموما، إلى جنوب أوربا، و أصبح فعلهم يتم في إطار استقلال سياسي تام عن الخلافة.
رابعا: الأندلسيون عناصر فاعلة في انتقال الإسلام من المغرب إلى جنوب أوربا
تمثل سنة 138 هجرية نهاية مرحلة التلقي، ليتحول الأندلسيون بعدها إلى عناصر فاعلة في عملية انتقال الإسلام إلى جنوب أوربا، على اعتبار أن جيل المحاربين أصبح بعد سنة 138 ه، يخوض حروبه باسم الإمارة، كما أن أبناء وحفدة العناصر التي وفدت إلى الأندلس إبان الفتح وبعده مباشرة، وكذلك أبناء وحفدة السكان المحليين الذين اعتنقوا الإسلام منذ سنة 92 ه، انتقلوا من مرحلة التلقي إلى مرحلة التفعيل، وذلك من خلال إسهامهم في تثبيت الإسلام بشبه جزيرة ايبيريا و إسهامهم في نشره ببعض أقاليم جنوب أوربا.
ويمكن أن نقف عند مظاهر هذا الانتقال من مرحلة التلقي إلى مرحلة التفعيل انطلاقا من معطيين:
- يتمثل المعطى الأول في القطيعة التي أحدثها الأندلسيون مع مذهب عبد الرحمن بن عمرو الأوزاعي (الذي انتقل إلى الأندلس من بلاد الشام) و تحولهم إلى المذهب المالكي في عهد الأمير هشام الرضى بن عبد الرحمن الأول الذي قرر حوالي سنة 172 هجرية اعتماد هذا المذهب في القضاء والإفتاء 19.
ورغم أن هذا المذهب لم يتم استحداثه بالأندلس، وتلقاه الأندلسيون من المشرق، فان اعتناقهم له في إطار الاستقلالية السياسية يمثل، في اعتقادنا، شكلا من أشكال نهاية مرحلة التلقي.
- ويتمثل المعطى الثاني في سلسلة حملات جهادية خاضها الأندلسيون تحت زعامة أمرائهم لإعادة نشر الإسلام، أو لتثبيت وجوده ببعض أقاليم جنوب أوربا، وأهم الحملات التي تعنينا في هذا العرض تلك التي شنوها لإعادة نشر الإسلام بالجزائر الشرقية، أو ما يعرف بجزر البليار، وتلك التي قاموا بها لتثبيت الإسلام ببعض أقاليم جنوب غالة.
1- الحملات الجهادية بجزر البليار
تتمثل جزر البليار في أرخبيل من الجزر تقع في البحر المتوسط شرق شبه جزيرة ايبيريا وأكبر هذه الجزر مساحة جزيرة ميورقة (Maillorca)، ثم تليها من حيث الأهمية والمساحة جزيرتا منورقة (Menorca) ويابسة (Ibiza).
كانت هذه الجزر خاضعة مبدئيا للسلطة البيزنطية، ولكنها كانت مستقلة من الناحية الفعلية عندما انطلقت عمليات الفتح الإسلامي للأندلس، وقد شن عليها المسلمون سلسلة من الغارات قبل سنة 92 هجرية نظرا لقربها من الساحل الشمال إفريقي الذي أصبح يدخل ضمن مجال نفوذ المسلمين في سياق حركة المد الإسلامي20، و كانت أهم تلك الغارات غارة 89 هجرية التي انتهت بإبرام أول معاهدة بين المسلمين وحكام جزيرتي ميورقة ومنورقة، وبموجب هذه المعاهدة أصبح الميورقيون والمنورقيون معاهدين، يدفعون جزية محددة للمسلمين ولا يعترضون سبيل قطع الأسطول الإسلامي، وظلت هذه المعاهدة سارية المفعول حتى حدود حوالي سنة 160 هجرية، حيث نقض حكام الجزيرتان العهد، مستغلين المشاكل الدائرة في مشرق الخلافة الإسلامية، وتغير نظام الحكم في الأندلس بوصول عبد الرحمن الداخل إليها، ودخلوا في تحالف مع مسيحيي غالة الذين كانوا آنذاك في أوج قوتهم بعد أن أصبح يحكمهم شارلمان ابتداء من سنة 155 ه، /771 م.
وفي ضوء هذه المتغيرات أصبح من الصعب إعادة تلك الجزر مجددا إلى حظيرة الإسلام، ولكن ما إن سيطر أفراد الأسرة الأموية على مقدرات السلطة في الأندلس، حتى شرعوا في شن غارات على جزر البليار، ولعل أهم الغارات تلك التي تمت سنة 234 ه، و يذكر ابن حيان في معرض حديثه عنها أن الأمير عبد الرحمن بن الحكم وجه أسطولا قوامه ثلاثمائة مركب إلى جزيرتي ميورقة ومنورقة ردا على نقضهم للعهد المبرم سابقا واعتراضهم لمراكب المسلمين21، ويبدو أن المسلمين لم يستطيعوا إنهاء هذه الغارة، كسابقاتها بحسم عسكري وسيطرة تامة على الجزيرتين، وهكذا اكتفوا هذه المرة كما في المرات السابقة بإبرام عهد مع حكام الجزيرتين اعترف فيه هؤلاء على مضض بتبعيتهم اﻹسمية للمسلمين.
وظل الوضع بين عهد ونقض للعهد حتى حوالي سنة 290 ه، حين جهز الأمير عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن الأوسط أسطولا قويا انخرط فيه كثير من غزاة البحر والمتطوعين الراغبين في الجهاد22، و قد أوكلت مهمة قيادة هذا الأسطول لأحد العارفين بأمور البحر وهو القائد عصام الخولاني الذي شن حملة مكثفة على جزيرتي ميورقة و منورقة انتهت، هذه المرة، بسيطرة المسلمين عليهما، فعين الأمير الأموي القائد الخولاني حاكما عليهما، وقد اتخذ هذا الأخير من ميورقة أكبر جزر الأرخبيل مقرا لسلطته، ومنذ ذلك الوقت أصبحت هذه الجزر تندرج ضمن خارطة المجال الجغرافي الذي شمله الإسلام و نفوذ المسلمين.
فقد تعاقب على تدبير شؤونها عدد من الولاة، كما تعززت صلاتها بالمراكز الواقعة في قلب الأندلس بفضل الجالية الإسلامية المقيمة بها؛ و التي كانت أعداد أفرادها في تزايد مطرد منذ سنة 89 هجرية بفضل الهجرات التي كانت تقوم بها كثير من الأسر من الأندلس، و من مختلف مناطق دار الإسلام.
2- الحملات الجهادية بأقاليم جنوب غالة
تمثل هذه الحملات استمرارية للمجهود الحربي-الجهادي الذي قام به المسلمون منذ عصر الولاة كما أوضحنا ذلك في الصفحات السابقة، ولكنها أصبحت تتم منذ سنة 138 هجرية تحت إمرة أمراء الأندلس المستقلة.
وأولى الحملات التي تجاوزت جبال البرتات في عهد الإمارة تلك التي سيرها عبد الرحمن بن معاوية إلى أربونة سنة 141 ه، /758 م،، مباشرة بعد أن استتب الأمر له، في محاولة منه لفك الحصار الذي ضربه الفرنجة على مسلمي هذه المدينة، غير أن الحملة فشلت في تحقيق المراد، وسقطت أربونة في حوزة الغاليين سنة بعد ذلك كما ذكرنا آنفا،
وأهم الحملات التي حققت نجاحا ميدانيا، ولو محدودا، تمت سنة 177 ه، /772م، في عهد الأمير هشام بن عبد الرحمن الذي أرسل جيشا تحت إمرة حاجبه عبد الملك بن عبد الواحد بن مغيث الذي توغل في جرندة واصطدم فيها بحامية من محاربي غالة، وقد نجح في الاستيلاء عليها، ومنها توغل في إقليم سبتمانيا واتجه إلى مدينة أربونة القاعدة الإسلامية القديمة ونجح في دخولها ولكن دون التمكن من استعادتها إلى حظيرة الإسلام.
وان أهم ما توقف عنده الإخباريون المسلمون الذي تناولوا مجريات هذه الحملة هو أن القائد عبد الملك بن عبد الواحد بن مغيث أرغم الأسرى الغاليين، وهو عائد بجيشه إلى قرطبة، على حمل كميات من تراب وأحجار أربونة استعملت في توسعة مسجد قرطبة الذي كان الأمير عبد الرحمن الداخل قد بدأ تشييده23،
وعاود مسلمو الأندلس الجهاد في الجبهة الغالية في عهد الأمير عبد الرحمن بن الحكم الذي عين عبيد الله البلنسي قائدا على جيش عبر جبال البرتات سنة 226 ه، /840 م، وقد وصل هذا الجيش فعلا إلى حدود مدينة أربونة وهزم الجيش الفرنجي الذي اعترض طريقه، ورغم النصر البين الذي حققه المسلمون فقد اكتفوا بما حصلوا عليه من غنائم وأسرى كما حدث في حملة 177 ه، و لم يعملوا على السيطرة على المدينة أو على معاقل أخرى غالية.
يتبع
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 145.52 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 143.79 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (1.18%)]