لقاء مع الفجر - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         المبسوط فى الفقه الحنفى محمد بن أحمد السرخسي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 244 - عددالزوار : 16867 )           »          حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 5107 - عددالزوار : 2369831 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4694 - عددالزوار : 1668775 )           »          6 معطرات جو طبيعية لكل غرفة فى المنزل.. روائح منعشة وآمنة تدوم طويلاً (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 47 )           »          5 أنشطة لأطفالك لمساعدتهم على التعلم من خلال اللعب.. خليهم ينبسطوا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 38 )           »          طريقة عمل طاجن البسبوسة بالمكسرات.. دلعى أولادك وضيوفك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 35 )           »          بلاش نزول من غير فطار.. 6 وجبات صحية خفيفة تمنحك الطاقة والرشاقة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 33 )           »          روتين العناية بالشفاه فى 3 خطوات لابتسامة ساحرة فى الشتاء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 29 )           »          4 وصفات طبيعية تخلصك من القشرة من غير ما تنشف شعرك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 34 )           »          5 خطوات بسيطة تساعدك على المذاكرة أولاً بأول وتمنع تراكم الدروس (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 58 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > ملتقى الشعر والخواطر > من بوح قلمي
التسجيل التعليمـــات التقويم

من بوح قلمي ملتقى يختص بهمسات الاعضاء ليبوحوا عن ابداعاتهم وخواطرهم الشعرية

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 28-09-2022, 03:33 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 167,845
الدولة : Egypt
افتراضي لقاء مع الفجر

لقاء مع الفجر
السيد شعبان جادو




جاءتِ اللحظةُ المناسبة التي آن لها أن تُراجِع فيها نفسَها، تعامَت عنها زمنًا طويلًا، ما أشقى التجاهل!
أخذَتْ تُحدِّث نفسها بعد أن وقفَتْ قبالة المرآة، تمايَلت يَمنةً ويَسرةً، أزاحت غطاءَ رأسها، فأبانت عن سلاسلَ مِن ذهبٍ، كأنما هي خيوط حرير، الشَّعر الأصفر، لعينَيْها فتنةٌ من قرمد في دورانٍ من لؤلؤ، شهَقت ثم تذكَّرته، كم كان طيِّب القلب!

نظرَتْ في حجرتها التي تبكي ألَمَ الوحدة ولَوْعة الفراق، ظنونه هي التي جنت علينا، لم يكن ذلك غير وهمٍ تسيد عقله واستبدَّ به، تركه مشتَّت النظر، كان لا بد لنا من أن نفترق، أعلم أنه أحبَّني كثيرًا، أنفق جهده ليرضيَني، لم أَمِلْ إليه في البداية، رضِيت به قبل أن يفوتَني قطار العمر، جدَّتي أقنعتني أن أتزوَّجه؛ فالبنت إذا كثُر خطَّابها بارَتْ!

مضى على زواجِنا عامٌ، وهأنا اليوم أتجرَّع مرارة الاشتياق إليه، الحياة بلا زوج عنت، تمرَّدت عليه، كمن تتدلَّل ببضاعة لا حيلة لها في تملُّكها، كنت عاطلةً مِن كل شيء إلا الجمال، حتى الجنين الذي تحرَّك في بطني، وجد أرضه مالحة فلفظته، ويا ليتني ترضيته بعدُ، شيطان نفسي أغراني بالعناد؛ ومِن ثَم تعاليت عليه! الشحوب سيضرِبُ أركان وجهي الذي كان يقطر شبابًا، وأصير مثل خيالٍ يتماوج مع ضوء المصباح، هيهات تُبقي الهمومُ لصاحبها فسحةً من سعادة!

هل آن لي أن أهاتفه؟ وماذا أنا قائلة له؟
غير معقولٍ أن أطلب منه أن يعيدَني إليه، لقد غرست في صدره خَنجرًا لن يَبْرَأ أثره بسهولة.
مضت ثلاثة أشهر على ذلك اليوم الذي قذَف فيه بتلك الكلمة اللعينة في وجهي، ما ضرَّه لو تحمل نَزَقي، أنا مَن نقضت غَزْلَها أنكاثًا، جرَّأتُه أن يتلفظ الكلمة الحمقاء، ما أقسى ما أعانيه اليوم!

تسعةُ أيام ويحتاج إلى عقدٍ جديد، تراه هل سيطرُقُ باب أبي؟
وأين الآن أبواي؟!لقد رحلا حيث لقاءُ الله، أما أخي، فهو منشغل بحاله، شمَتَت بي زوجتُه، تلك اللئيمة لم تمنَعْني أن أتمادى في ذلك العناد الذي أضاع بيتي!

وهل في وُسْع أي رجل أن يقبل مطلَّقة؟ الأبكار حالُهن الآن لا يسرُّ حبيبًا، الفقر يخرب البيوت العامرة، فمن سيطرُقُ بابي؟
حتى ولو جاء، لن يكونَ إلا متهاوي الجسد، عليل القوة!
ما أجمل لياليَه التي كانت مثل ومضةِ طيفٍ ذهب سريعًا!
لَكَمْ أشتاق أن أعاركه، أن آخذَ قلمَه مِن بين يديه، أن أخطوَ مثل النسيم حوله!
يمسك بجدائلي ثم يهمس في أذني: أحبُّكِ!

هذه الكلمة التي يقولها في صدقٍ، لم تطرُقْ أذني بعد، أحقًّا كنت جاحدة؟
نعم، أنكرت فضلَه، الليلُ يستبدُّ بي مثل كابوس لا نهايةَ له، سأُمسِك بالقلم، وأخطُّ له رسالةَ وُدٍّ، وجب عليَّ الاعتذار له، سأنتظره حين يخرج من الدوام، كيف لو تجاهلني أو رفض تسلُّمها؟

الفجرُ ها هو الآن تخرج ابتهالاته عذبةً نديَّة، أُصلِّي ثم أدعو الله؛ علَّها تكون ساعة إجابة، الله يتنزل في الثلث الأخير من الليل، كثيرًا ما أيقظني للصلاة، كنت أتثاقل، لن أعصي له أمرًا، سأكون طوع بنانه، فقط ليأتِ.

قد عاد أخي من الصلاة، ليس وحدَه، صوت يشبه صوته، إنه هو، أصوات ترحيب حارَّة!
أتلك ظنوني، أم أنها الأماني التي تتراقص فرحًا أمام عيني؟
يعاود أخي المناداة عليَّ بتلك الكلمة التي يدللني بها: "قطتي"، تغار زوجته من هذا، كثيرًا ما اشتعل الخلاف بينهما، ينادي مرة ومرة، سريعًا أصلحت هندامي، وضعت العطر، تراقص قلبي.
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.


التعديل الأخير تم بواسطة ابوالوليد المسلم ; 15-04-2023 الساعة 07:04 PM.
رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 58.85 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 57.09 كيلو بايت... تم توفير 1.75 كيلو بايت...بمعدل (2.98%)]