|
ملتقى الشعر والخواطر كل ما يخص الشعر والشعراء والابداع واحساس الكلمة |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
||||
|
||||
![]()
__________________
|
#2
|
||||
|
||||
![]() وقالت وعضت بالبنان: فضحتني ![]() وأنت امرؤ ميسور أمرك أعسر ![]() أريتك إذ هنا عليك ألم تخف؟ ![]() وقيت، وحولي من عدوك حضر ![]() فو الله ما أدري أتعجيل حاجة ![]() سرت بك أم قد نام من كنت تحذر؟ ![]() فقلت لها: بل قادني الشوق والهوى ![]() إليك وما عين من الناس تنظر ![]() فقالت وقد لانت وأفرخ روعها: ![]() كلاك بحفظ ربك المتكبر ![]() فأنت أبا الخطاب غير مدافَع ![]() علي أمير ما مكثت مؤمر ![]() فبت قرير العين أُعطيت حاجتي ![]() أقبل فاهاً في الخلاء فأكثر ![]() فيا لك من ليل تقاصر طوله ![]() وما كان ليلي قبل ذلك يقصر ![]() ويا لك من ملهى هناك ومجلس ![]() لنا لم يكدره علينا مكدر ![]() يمج ذكي المسك منها مفلج ![]() رقيق الحواشي ذو غروب مؤشر ![]()
__________________
|
#3
|
||||
|
||||
![]() تراه إذا تفتر عنه كأنه ![]() حصى برد أو أقحوان منور ![]() وترنو بعينيها إلي كما رنا ![]() إلى ربرب وسط الخميلة جؤذر ![]() فلما تقضى الليل إلا أقله ![]() وكادت توالي نجمِه تتغور ![]() أشارت بأن الحي قد حان منهم ![]() هبوب ولكن موعد لك عزور ![]() فما راعني إلا مناد: ترحلوا ![]() وقد لاح مفتوق من الصبح أشقر ![]() فلما رأت من قد تنبه منهم ![]() وأيقاظهم قالت: أشر كيف تأمر؟ ![]() فقلت: أباديهم؛ فإما أفوتهم ![]() وإما ينال السيف ثأراً فيثأر ![]() فقالت: أتحقيقاً لما قال كاشح ![]() علينا وتصديقاً لما كان يؤثر؟ ![]() فإنْ كان ما لا بد منه فغيره ![]() من الأمر أدنى للخفاء وأستر ![]() أقص على أختيًّ بدء حديثنا ![]() وما لي من أن تعلما متأخر ![]()
__________________
|
#4
|
||||
|
||||
![]() لعلهما أن تطلبا لك مخرجاً ![]() وأن ترحبا صدراً بما كنت أحصر ![]() فقامت كئيباً ليس في وجهها دم ![]() من الحزن تذري عبرة تتحدر ![]() وقامت إليها حرتان، عليهما ![]() كساءان من خز؛ دمقس وأخضر ![]() فقالت لأختيها: أعينا على فتى ![]() أتى زائراً والأمر للأمر يقدر ![]() فأقبلتا فارتاعتا ثم قالتا: ![]() أقلي عليك اللوم فالخطب أيسر ![]() فقالت لها الصغرى: سأعطيه مطرفي ![]() ودرعي وهذا البُرد إن كان يحذر ![]() يقوم فيمشي بيننا متنكراً ![]() فلا سرنا يفشو ولا هو يظهر ![]() فكان مجني دون من كنت أتقي ![]() ثلاث شخوص؛ كاعبان ومعصر ![]() فلما أجزنا ساحة الحي قلن لي: ![]() ألم تتق الأعداء والليل مقمر؟ ![]() ![]() ![]() يقول الشاعر فاروق شوشة في التقديم لهذه القصيدة:[2] (وفي شعر عمر بن أبي ربيعة تطالعنا، ولأول مرة في شعرنا العربي القدرة على القص، فالكثير من قصائده تجارب عاطفية في إطار من القصة، يتخللها غالباً الحوار بين شخوصها وأبطالها، وهو مستوى من التعبير الشعري القصصي، تفوق به عمر كثيراً على أستاذه الأول في هذا الفن امرئ القيس، كما تفوق بقدرته الخارقة على فهم نفسية المرأة وتمثل حالاتها المختلفة، والقدرة على خلق الحوار الطبيعي النابض بالحياة والجمال والطرافة). إنني ألحظ التشابه بين قصة (ذي دوران) وبين (دارة جلجل) وإن اختلفت التفاصيل. يقول عمر: (وبت أناجي النفس: أين خباؤها؟) إذاً؛ فمحبوبته كانت في الصحراء، ونحن نتساءل هنا: مكان عمر في الحاضرة؛ في مكة، فأنى له البدويات؟ ولنجر مع الشاعر بطل هذه القصة الغرامية، محبوبته في مضارب الخيام، ولما غاب القمر دلف إليها، ومن يعرف حياة البدو، يعرف أن الحراسة الليلية كانت مشددة، وهذا ما نجده في الشعر البدوي، قالت ميسون بنت بحدل: وكلب ينبح الطراق دوني أحب إلي من قط أليف وقد مر بنا قول الشنفرى بعد غارته الليلية: فقالوا: لقد هرت بليل كلابنا فقلنا: أذئب عس أم عس فرعل؟ فكيف ينسى شاعر كلب الحراسة وهو يقتحم على القوم مضارب خيامهم؟!. أنى للمتلصص أن ينجو من براثنها ومن أنيابها ومن سيوف القوم بعد سماعهم نباحها؟ هذه فجوة في قصة عمر تلغي الواقعية، ويضاف إلى ذلك أمر آخر يعنينا هو أننا في العصر الإسلامي، فأين الأذان؟ (وقد لاح مفتوق من الصبح أشقر). نحن لا نطالب بالواقعية في هذه القصة، ولا في غيرها، ولكن نريد أن نزيل الران عن الذي شك بين واقعيتها و بين أحلام اليقظة التي نسج منها الشاعر قصته. ومهما يكن من أمر؛ فإننا أمام نص شعري؛ يهمنا في دراستنا فنيته، أن ابن أبي ربيعة شاعر فنان، شق للشعراء من بعده في القصة الشعرية آفاقاً لم تكن، والواقعية ليست شرطاً لنجاح العمل الفني، فخيال الشاعر كثيراً ما يبتكر ملامح أشبه بالحياة من الحياة. [1] ديوان عمر بن لبي ربيعة بتحقيق محمد محي الدين عبد الحميد ط1 . [2] في كتابه : أحلى 20 قصيدة حب ط2 .
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |