|
ملتقى الشعر والخواطر كل ما يخص الشعر والشعراء والابداع واحساس الكلمة |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() أبي د. وليد قصاب تمضي السِّنونَ على رحيلِكَ يا أبي ![]() وجلالُ صوتِكَ لم يزلْ في مَسمعي ![]() تمضي، وجلَّلني المَشيبُ بنورِهِ ![]() وبهاءُ وجهِكَ لم يزلْ يحيا معي ![]() وأنا وأنت كأننا لم نفترقْ ![]() وكأنَّ أسبابَ اللِّقا لم تُقْطَعِ ![]() فحديثك الشاجي يعيشُ بخاطري ![]() وكمثلِ نقشٍ في الفؤاد مُوقَّعِ ![]() فلكم سألتُك أن تُنيرَ بصيرتي ![]() وتَشُدَّ أزري في الطريقِ المُزْمَعِ ![]() ولكم لجأتُ إليكَ من طولِ العَنا ![]() ولكم مسحتَ من المواجِعِ أدمُعي ![]() ولكم بثثْتُكَ ما أُلاقي من جَفاً ![]() وشكوتُ بين يديْكَ طولَ توجُّعي ![]() ♦ ♦ ♦ ♦ ![]() كنتُ الفتى، ما كنتُ أعلمُ أنني ![]() ودَّعْتُ - إذ قد غِبتَ - خيرَ موَدَّعِ؟ ![]() كم مرَّ عقدٌ مذ ْرحلتَ ولم أزلْ ![]() رغمَ العقودِ على الرحيلِ بِمُوْجَعِ ![]() ما كنتُ أحسَبُ مُذ فقدتُكَ أنني ![]() أصبحتُ وحدي في الطريقٍ المُفْزِعِ ![]() وبأنَّ قامَتَكَ المديدَةَ لم تَعُدْ ![]() شمساً تُنيرُ ظلامَ دربي المُفْظِعِ ![]() ما عاد نجمٌ في السماءِ يضيءُ لي ![]() مادام نجمُكَ يا أبي لم يَسْطَعِ ![]()
__________________
|
#2
|
||||
|
||||
![]() كم قدْ طَلَبْتُ وقد أُطِعْتُ ولم يعُدْ ![]() ميسورُ أمري مذ رَحَلتَ بِطَيِّع ![]() هذا حديثك لم تزلْ أصداؤُه ![]() في كلِّ ما أرتادُهُ من موضِعِ ![]() ♦ ♦ ♦ ♦ ![]() أنتَ الذي علَّمتني معنى السموِّ ![]() كما النجومِ إلى المقامِ الأرفَعِ ![]() علمتَني أنَّ الكريم جبينُهُ ![]() يوماً لغيرِ إلهِهِ لم يركَعِ ![]() علمتَني أنَّ الكريمَ وإن يُضَمْ ![]() لم يحنِ هاماً للعبادِ ويخضَعِ ![]() علمتَني أنَّ الكريمَ وإن يَجُعْ ![]() فالجوعُ أكرمُ من خَسيسِ المطمَعِ ![]() علَّمتَني أنَّ الكريم أخو هدىً ![]() ما مدَّ كفًّا للحرامِ وإنْ دُعِيْ ![]() يَسْتَفُّ تُرْبَ الأرضِ لكنْ لا يُرى ![]() أبداً بموضِعِ ذِلَّةٍ وتخشُّعِ ![]() ويكادُ يفتَرِشُ العراءَ ولا يُرى ![]() يوماً على غيرِ الحلالِ بموقِعِ ![]() فشببْتُ مثلَكَ يا أبي مُتَرَفِّعاً ![]() طبعي السُمُوُّ وليس ذا بِتَطَبُّعِ ![]() ما كُنتُ أعرِفُ ما أبي؟ ما كنتُ أع ![]() رِفُ قامةَ الشيخِ الجليلِ الأروَعِ؟ ![]() حتى خَبَرْتُ الناسَ ثمَّ عَرَفْتُ كم ![]() من فاسِقٍ فيهم وكم من مُدَّعِ ![]()
__________________
|
#3
|
||||
|
||||
![]() والناسُ مِثْلُ معادِنٍ، وعَرَفْتُ أنْ ![]() لا إصْبِعٌ في الكفِّ مِثْلُ الإصْبِعِ ![]() ♦ ♦ ♦ ♦ ![]() تمضي السِّنونَ وأنتَ طَودٌ شامِخٌ ![]() وإلى بُلوغِ ذُراكَ لم أتطلَّعِ ![]() طلعتْ نجومٌ في سمائي جمَّةٌ ![]() لكنْ كَنجْمِكَ في السَّما لم يَطْلعِ ![]() كم ألفِ ظلٍّ في حياتي مرَّ بي ![]() وبمثلِ ظِلِّكَ يا أبي لم أهْجَعِ ![]() وتَبِعْتُ طُرْقاً للرشادِ كثيرةً ![]() لكن كدرْبِكِ يا أبي لم أتبَعِ ![]() ♦ ♦ ♦ ♦ ![]() كم حاولوا أن يُشْبِعوني رحمةً ![]() لكنها لم تُرْوِني أو تُشْبِعِ ![]() مرَّت عُقودٌ ثم أرثي والدي! ![]() أوَليس هذا في الرِّثا لم يُسْمَعِ؟ ![]() لكنَّ طيفاً منكَ جاءَ يَزُورُني ![]() فرجعتُ للحِضْنِ الخصيبِ المُمْرِعِ ![]() [1] في مرضي الأخير بانفصال شبكية العين رأيتُ والدي في الحلم. فكانت هذه القصيدة. وقد توفي والدي - رحمه الله - عام 1964م.
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |