النحو وفهم مسائل العقيدة - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4939 - عددالزوار : 2029837 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4514 - عددالزوار : 1306110 )           »          تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1009 - عددالزوار : 123353 )           »          سِيَر أعلام المفسّرين من الصحابة والتابعين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 121 - عددالزوار : 77594 )           »          الشرح الممتع للشيخ ابن عثيمين -رحمه الله-(سؤال وجواب) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 62 - عددالزوار : 49028 )           »          الدِّين الإبراهيمي بين الحقيقة والضلال (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 191 - عددالزوار : 61501 )           »          شرح كتاب الصلاة من مختصر صحيح مسلم للإمام المنذري (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 76 - عددالزوار : 42899 )           »          الدورات القرآنية... موسم صناعة النور في زمن الظلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 33 )           »          تجديد الحياة مع تجدد الأعوام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 23 )           »          الظلم مآله الهلاك.. فهل من معتبر؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > ملتقى اللغة العربية و آدابها > ملتقى النحو وأصوله
التسجيل التعليمـــات التقويم

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 09-09-2022, 04:33 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,564
الدولة : Egypt
افتراضي النحو وفهم مسائل العقيدة

النحو وفهم مسائل العقيدة


أبو أنس أشرف بن يوسف بن حسن





سنضرب على ذلك - إن شاء الله تعالى - مثالًا واحدًا فقط خشية الإطالة[1]:
قال الله تعالى: ﴿ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ ﴾.
من المعلوم أن أهل العلم قد أجمعوا على أن الأنبياء معصومون من الوقوع في الكفر والشرك، والكبائر، والصغائر التي تدل على دناءة فاعلها، وتحط منزلته، وتسقط مروءته، كل هذه الذنوب والمعاصي مجمع على أن الأنبياء معصومون ومنزهون عن الوقوع فيها. فلا تصدر منهم أبدًا: سواء قبل بعثتهم: أم بعدها.


ولكن اختلف أهل العلم رحمهم الله تعالى في الصغائر التي لا تدل على دناءة فاعلها، وتسقط مروءته: هل تقع من الأنبياء، بما فيهم نبينا عليهم الصلاة والسلام، أم هم معصومون من الوقوع فيها كباقي الذنوب والمعاصي؟
وأكثر أهل العلم، واختاره شيخ الإسلام ابن تيمية، وكثير من العلماء المعاصرين: كالشيخ ابن عثيمين، وكذا أفتت به اللجنة الدائمة: أن هذه الصغائر جائز وقوعها من الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين، وأنهم غير معصومين منها، ولكنهم وإن كانوا غير معصومين من الوقوع في هذه الصغائر، إلا أنهم معصومون من الإقرار عليها، فلا يقرون عليها أبدًا، كما أنهم إن وقعوا فيها فهم مغفور لهم ذلك، بخلاف غيرهم من البشر فإنه يُذنب، وقد يُقر على ذلك، ويستمر في معصيته، وقد لا يغفر له، أما الأنبياء فلا بد أن يُنبهوا على ذلك مهما كان الأمر، فيبادروا بالتوبة منها.


ومما استدل به أهل العلم على أن هذا النوع من الصغائر جائز وقوعه من الأنبياء بما فيهم نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، هو هذه الآية التي ذكرناها في بداية الحديث عن هذه المسألة: ﴿ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ﴾ [محمد: 19].
ووجه الاستدلال بهذه الآية على إثبات هذه المسألة العقدية من الناحية اللغوية: أن القاعدة عند النحاة أن العطف يقتضي المغايرة، وهنا قد عطف الله عز وجل ذنب نبينا محمد صلى الله عليه وسلم على ذنوب أمته. وهذا مما يدل على أن له صلى الله عليه وسلم ذنبًا خاصًا به، غير ذنوب أمته[2]. فتأمل - أخي طالب العلم - كيف كان لهذه القاعدة النحوية أكبر الأثر في تقرير هذه المسألة العقدية المهمة.


[1] وإلا فإن الإكثار من الأمثلة من نصوص الكتاب والسنة، والتي تبين أهمية علم النحو في فهم هذه النصوص، هو من الأهمية بمكان؛ إذ إنه هو السبب الأعظم لشحذ الهمم نحو تعلم هذا العلم.

ولذلك حاولت قدر استطاعتي، ولما أتيحت لي الفرصة للتوسع والاستفاضة، أن أكثر من هذه الأمثلة في كتابي «تمام الوفا شرح قطر الندى». فأكثرت فيه من ذكر الأمثلة من نصوص الكتاب والسنة، مبينًا في هذه الأمثلة كيف استفاد علماء الشريعة من علم النحو في فهمها. ومن أبرز العلماء الذين أكثروا من ربط علم النحو بسائر علوم الشريعة في مؤلفاتهم، وأكثرت من النقل عنهم، وذكر أقوالهم: شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله، وتلميذه ابن القيم، ومن المعاصرين الشنقيطي وابن عثيمين وعبد الله الفوزان، رحم الله الجميع.

[2] وبهذا يبطل القول بأن كل شيء وصف النبي صلى الله عليه وسلم به نفسه من الذنوب، فالمراد ذنوب أمته، لا ذنبه هو: لأنه هو لا يذنب، وكل خطيئة أضافها لنفسه فالمراد خطايا أمته.
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 58.77 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 57.06 كيلو بايت... تم توفير 1.71 كيلو بايت...بمعدل (2.91%)]