عودة الوعي - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1430 - عددالزوار : 141360 )           »          معالجات نبوية لداء الرياء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          التربية بالحوار (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 39 )           »          صور من فن معالجة أخطاء الأصدقاء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 29 )           »          في صحوةِ الغائب: الذِّكر بوابة الحضور (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 32 )           »          آيات السَّكِينة لطلب الطُّمأنينة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 23 )           »          من أقوال السلف في أسماء الله الحسنى: (العليم, العالم. علام الغيوب) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 35 )           »          سبل إحياء الدعوة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 29 )           »          التساؤلات القلبية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 25 )           »          الحب الذي لا نراه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 28 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > ملتقى الشعر والخواطر
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الشعر والخواطر كل ما يخص الشعر والشعراء والابداع واحساس الكلمة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 04-09-2022, 01:09 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,204
الدولة : Egypt
افتراضي عودة الوعي

عودة الوعي
هارون محمد غزي




بينما يسيرُ متنزِّهًا مع أصدقائه، طعنَهُ أَحَدُهُم قائلًا:
والدُكَ.
فيراه يتوكَّأُ منحنيًا على عصاه، تبرز لِحيتُه الشهباءُ، يدنو من الدُّكَّان، يلمحُه صاحب المحل فيفتحُ "القمطر"، يمدُّ يده المغلقة، يفرغُ ما بها من عارٍ وشَنارٍ بكفِّ الشيخ.
يدسُّ المسنُّ ما أخذ في جيبه دونَ أن يتبيَّنَ أنه قنبلة تنفجر في كبدِه.
استغرق هذا المشهد دهورًا رفصت رأسَ الابن، وطوَّحت بها إلى مَهَاوِي الفضيحة وميادين الجرسة.

يغرقُ في الصمت الصارخ بالجوى من نَتَنِ المشهد، أعشى الخُطى، تضطرمُ رأسُه بنيران مهولة، تكتسح خاطرَه معضلاتٌ مغلقاتٌ:
كيف آل الوضعُ الاقتصاديُّ بأبي إلى هذه الدناءة؛ وأنا أكفيه كلَّ حاجته؟
انظري يا أمي ماذا شاهد رفاقي؟ قتلني أبي! سوَّدَ وجهي! هل جوعان؟ هل عطشان؟ هل قصَّرْتُ في رعايته؟
الأم: يا بنيَّ، لا تُحرقْ نفسَك هكذا، هوِّنْ عليكَ وعلينا، ما لنا بعدَ اللهِ غيرُك، فلا تكوينا بلهب كرامتك الدامية.
وفجأةً وصل الأبُ العجوز.
على الفورِ ينتصبُ له وحيدُه، وشياطُ دمِهِ يصفعُ وجهَ أبيه.
تشحت؛ وتشنعني! هه؟! تستجدي البقالين وأنا كافيك؟!
يتغضّن وجه العجوز، ينحرفُ عن ابنه ليجلسَ القرفصاء ورأسُه بين يديه قد غشاه صمتٌ يستر مرجلَه المكتوم.

يرفع صوتَه قائلًا:
المسألة: أن مسجد النور الذي أُصَلِّي فيه يحتاج لمبة، فقالوا: من يتبرَّع بثمنِها.
فقال البقال: أنا.
وخاطبني مستسمحَني: مُرَّ على دكّاني.
فحدث ما شاهدتَه ورفاقك.
أطبق الابن صامتًا مكشرًا.
يسحب كرسيًّا لتعليق لوحةٍ، وما أن صعدَ عليه حتى انزلقَ منه رأسُه مصوبًا للأرضية البلاط محدثًا رجَّةً عنيفةً أسقطته عن صهوةِ وَعْيِه.


تصرخ الأم هلوعًا في بعلها:
دعوتَ عليه؟! دعوتَ على ابنِك وحيدِك!
فيقول الأبُ وريقُه محبوسٌ في شهقة صوته الأخن.
لا، لم ولن أدعوَ عليه عمري كله.
ثوانٍ كالدهر، ألمٌ، وصداعٌ، ينهضُ ممتطيًا وعيه، قد عزم على نسيانِ الأمرِ كلِّه كأنه لم يكن.



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 46.85 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 45.18 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.56%)]