الحجاج اللساني - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 994 - عددالزوار : 122275 )           »          إلى المرتابين في السنة النبوية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 22 )           »          رذيلة الصواب الدائم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          استثمار الذنوب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          حارب الليلة من محرابك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 21 )           »          وليمحص الله الذين آمنوا ويمحق الكافرين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 22 )           »          حديث: ليس صلاة أثقل على المنافقين من الفجر والعشاء... (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 21 )           »          ذكر الله تعالى قوة وسعادة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 21 )           »          السهر وإضعاف العبودية لله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          مميزات منصات التعلم الإلكترونية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > ملتقى اللغة العربية و آدابها > ملتقى النحو وأصوله
التسجيل التعليمـــات التقويم

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 04-09-2022, 01:05 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,513
الدولة : Egypt
افتراضي الحجاج اللساني

الحجاج اللساني
محمد البوزيدي




يورِد (ابن منظور) المعاني المرتبطة بالحِجاج:
الحَجُّ، القَصْد؛ حجَّ إلينا فلان؛ أي: قَدِم، وحجَّه يحجُّه حجًّا: قصَدَه، وحججتُ فلانًا واعتمدتُه؛ أي: قصدتُه، ورجلٌ مَحجوج؛ أي: مَقصود، وقد حَجَّ بنو فلان فلانًا: إذا أطالوا الاختلافَ إليه؛ أي: يقصدونه ويزورونه.

الحجَّة: البُرهان، وقيل: الحجَّة ما دُوفع به الخصم، والحُجَّة: الوَجْه الذي يكون به الظَّفَر عند الخصومة، وجمعُ الحجَّة: حُجَجٌ وحِجاجٌ، والحجَّةُ: الدليل والبرهان.

التحاجُّ: التخاصُم، وحَجَّه محاجَّةً وحِجاجًا: نازَعَه الحجَّةَ، والرجل المِحْجاج: هو الرَّجل الجَدِل.

الاحتجاج: احتَجَّ بالشيء: اتَّخذه حجَّةً[1].
ممَّا يبرز أنَّ لفظةَ الحِجاج أو المحاجَّة تَستقي معناها الأساسي مِن الظَّفر والتخاصُم والجَدَل الذي يَقتضي التحاج والتخاطُب، الذي تتحقَّق مِن خلاله العمليَّة الحِجاجية التواصلية.

وقد ميَّز مؤسِّس التداولية (شارل موريس Charles morris) بين ثلاثة عناصر تَدخل في تحديد الرمزية، وتبرز التصوُّر التداولي التقليدي لعلاقة مستويات التحليل اللُّغوي فيما بينها:
الرَّمز من حيث هو علامة.
الرَّمز من حيث هو دلالة.
الرَّمز من حيث هو محل للتأويل[2].

وهو تَقسيمٌ للرمز استَعاره موريس مِن المنطق، ونقله للِّسانيات، مميزًا مِن خلاله بين ثلاثة مستويات، تحدِّد علاقة (علم الدلالة Sémantique) و(التداولية Pragmatiqu)، وهي تتعاقب خطِّيًّا[3].
وهذه المستويات هي المستوى التركيبي، الذي يهتمُّ بتحديد قواعد تأليف جُمل لغوية تامَّة البناء تتميَّز بصِفة (النحوية Grammaticalité)، والمستوى الدلالي الذي يتناول علاقة العلامات بمَراجعها أو مدلولاتها، ومدى استيفاء الجمَل لشروط الصِّدق، والمستوى التداولي الذي يعالِج علاقاتِ الرُّموز بمؤوليها، ويُعنى بالبحث في مدى استيفاء القول لشروط المقام وطاقته التأثيرية؛ أي: مدى مناسبته للمقام والأفعال الكلاميَّة التي تمكن مِن إنجاز القول، وما هي طبيعة رد فعل المخاطب[4].

وإذا كانت الحجَج هي الطُّرق التي يتَّبعها صاحبُ الحجَّة مِن أجل إقناع السامع (المخاطب) واستمالتِه والتأثيرِ فيه، فمستوى الإقناع والتأثير يَختلف وَفق الآليات والطُّرق المستعمَلة في التحاجِّ، بالإضافة إلى الأساليب اللغوية الإقناعيَّة المستعملة في الخِطاب.
ليس الحجاج تمرينًا أو عمَلًا وصفيًّا أو حكاية حدَث معيَّن؛ بل هو مقصد يرومه صاحبُه عبر التأثير في الآخر وفي الواقع، والدِّفاع عن الفكرة عن طريق الاستدلال العقلي دون إكراهٍ، بالبحث عن المعلومات الملائمة وسَوقِها كأخبار حجاجيَّة غير عادية؛ حيث تكون للقيمة الحجاجية أَوْلوية في الخبر الحجاجي[5].

مادَّة الحجاج - وفق أرسطو - هي الأفعال الإنسانيَّة والمصالح الإنسانية، وهي مادَّة تتميَّز عمومًا بغموضها وعدم انضباطها لأية قاعدة دقيقة وثابتة، وهو الغموض الذي يكون أَوْفر حينما نواجِه مجالًا مَحصورًا من هذه المادَّة، وهذا هو مجال الحجاج.
وموضوعه حسب (بيرلمان وتيتيكاه Titika) هو دراسة تقنيات الخِطاب التي تضطلع بجعل الأذهان مسلِّمةً بالأطروحات المعروضة عليها، أو الزيادة في درجة التسليم[6].

لقد ساهَمَتِ الطفرةُ غير المسبوقة التي عرفتها العلوم في إفراز أفكارٍ، في مقدِّمتها: تلاشي اليقين، الذي كان يجد أساسه في مبادئ الرياضيات أو قطعيات الواقع المحسوس؛ ممَّا أدَّى إلى إحياء الخطابة والحِجاج في منتصف القرن العشرين، والاهتمام بالاحتمال والممكن[7].
الحِجاج مِن القضايا الهامَّة التي تتأسَّس عليها (الملاءمة)؛ فهو المحرِّك المهمُّ للتفاعل الحِواري، على أساس أن التبادُل الحِجاجيَّ يرومُ التأثير على السلوك والمعتقدات[8].

والحِجاج هو "تَوجيه خطاب إلى مُتَلقٍّ ما؛ لأجل تعديل رأيِه أو سلوكه أو هما معًا، وهو لا يقوم إلَّا بالكلام المتألِّف من معجم اللغة الطبيعية"[9].
كما كان دومًا، وعمومًا، دفاعًا عن ملفوظ أمام ملفوظات أخرى؛ فهو (فن الإقناع) الذي يتمُّ توجيهه إلى شخصٍ بهدف إقناعه بتبنِّي موقف معيَّن، اعتمادًا على حُجَج تُظهر صحَّةَ الموقف، فهو عمليَّةٌ هدفها الإقناع، ووسيلتُها الحجج.

ويراعي (طه عبدالرحمن) البُعدَ الإقناعي والطَّبيعة التداولية التواصليَّة في تعريفه للحِجاج، الذي يستثمِرُ كلَّ ما يمكِّن المخاطَب مِن الاقتناع، فيقول: "وحدُّ الحِجاج أنه فعاليَّة تداولية جدلية؛ فهو تداولي لأنَّ طابعه الفكري مقامي واجتماعي؛ إذ يأخذ بعين الاعتبار مقتضيات الحال مِن معارف مشتركة، ومطالب إخبارية، وتوجُّهات ظرفية، ويهدف إلى الاشتراك جماعيًّا في إنشاء مَعرفة علمية إنشاءً موجَّهًا بقَدْر الحاجة، وهو أيضًا جدلي؛ لأنَّ هدفه إقناعيٌّ قائم بلوغه على التزام صور استدلالية أوسَع وأغنى من البنيات البرهانية الضيقة"[10].
ويعتبره (ميشال مايير Michel Meyer) جهدًا إقناعيًّا، والبُعد الحِجاجي بُعدٌ مِحوري في اللغة؛ لأنَّ كل خطاب يسعى لإقناع المخاطَب به[11].

وهو مَسعى يحاول به فَردٌ أو جماعة إقناعَ مخاطَبٍ بتبنِّي موقف ما؛ وذلك بالاستعانة بتمثيلات أو حُجَج مستهدفة البرهنة على صحَّة الموقف وأحقِّيته، وهو يقوم على تدخُّل مجموعة مِن العناصر: منتجوه، ومستقبلوه، وعند اللُّزوم جمهور أو شهود؛ لذلك فهو ظاهرة اجتماعية.
فمحاولة التأثير والتحكُّم في الإنسان بواسطة اللغة هو ما يسمَّى حِجاجًا، أمَّا التأثير فيه بأداة أخرى غير اللُّغة، فذلك ليس حِجاجًا؛ فتوَجُّهُ مدير الأَمْن في الساحة العموميَّة بخِطابه إلى المحتجِّين مِن أجل الانسحاب، بسبب عرقلة حشودهم لحركة السير وخلقها لحالة من البَلبلة - هو حِجاجٌ، وغايتُه الإقناع، لكن التلويح بالهراوات أو السِّلاح أو خراطيم المياه هو تَهديد مادِّي، وليس حِجاجًا[12].

و(الباث) و(المتلقي) متجذران في أيِّ خِطاب حِجاجي؛ فالمتكلِّم يراعي استعدادَ المتلقي لقبول ما يُلقَى إليه من حُجج، يفترض فيها أن تَنطوي على مقومات المقبولية، وهو الاعتبار الذي لا يُراعى في الخِطاب العلمي، فلا ينتظر أن يوافِق مخاطَبٌ ما على كَوْن زوايا المربع متساوية وذات تسعين درجة.
فالطرفان ينخرِطان في عمليَّة التواصل الحِجاجي، محمَّلينِ بمجموع انفعالاتهما ونوازعهما واعتقاداتهما وثقافتهما وأيديولوجيتهما وكفاءتهما العلمية وغير العلمية، وهما متأهِّبان بصفةٍ دائمة لاستنفار المكنونات كلها؛ لتشغيلها جزئيًّا أو كليًّا في العملية التواصلية الحِجاجية[13].

في السياق العلمي تَنتفي الضرورة الحِجاجية؛ فأيُّ ظهور للباث يمكن أن يلاحَظ في هذه العبارات:
الكرة الأرضية تقوم بدورتين؛ إحداهما حولَ نفسِها، والأخرى حولَ الشمس.
إنَّ دورة الأرض حولَ الشمس تَستغرق ثلاثمائة وخمسة وستين يومًا.
كلُّ إنسان فانٍ، سُقراط إنسان؛ إذًا سقراط فانٍ.

أو في هذه العملية الحسابية:
2+ 2 = 4[14].
والحِجاج الخِطابي تقريب بين المتكلِّم والمتلقِّي، وهو غير الحِجاج الجدَلي الذي يروم محاولةَ تَخطئة الطرف الآخر، باستعمال البراهين المؤسَّسة على مقدِّمات وعلاقات ونتائج صوريَّة منطقية؛ فالحِجاج الخِطابي لا يستعمل البراهين بصورتها الموجودة في الحِجاج الجدلي البرهاني، كما أنَّ النصوص الخطابيَّة يمكن أن تكون نصوصًا مقنعة (أو إقناعية)، وليست نصوصًا حِجاجيَّة؛ أي: إنَّ كلَّ نصٍّ حِجاجي نصٌّ إقناعي، وليس كلُّ نصٍّ إقناعي نصًّا حجاجيًّا.

الحِجاجُ فِعلٌ إنساني يمارسُه الإنسان مستهدِفًا تحقيقَ الإقناع، وهو يتميَّز بخصائص معيَّنة، منها:
اتِّخاذه مَسارًا حواريًّا تستعمل خلاله أحكام محدَّدة.
استهدافه الإقناع على أُسس عقلية.
توجُّهه بالبرهنة التي لا تلزم الجهة المستقبلة التي تكون جمهورًا خاصًّا يقصد من خلاله جمهور كوني.
نصوصُه إقناعيَّة ضرورة.
ليس هدفًا لكلِّ تواصُل[15].

ويقتضي التفاعُلُ الحواريُّ بين المتواصلين عناصرَ أساسية، يتمُّ تفعيلها في الحوار، وهي تتميَّز بتنافرها أو تقاربها بين أطراف الحوار، وورودُها في النِّقاش يُفضي إلى قَدْرٍ من التقارب أو مستوى مِن التنافُر؛ وذلك بحسب ما يَؤول إليه التبادُلُ الحِجاجي والقدرة الإقناعية للمتحاورين[16].

وما دام كلُّ حِجاج تواصلًا، فيمكن الحديث عن ثلاثة نماذج تواصلية للحجة:
النموذج الوصلي للحجَّة؛ حيث تُعامل معاملة البناء الاستدلالي المستقِل الموصول العناصرِ، وتكون الحجَّة في هذا النموذج حجَّةً مجرَّدة.
النموذج الإيصالي للحجَّة؛ لأنه يجعل مِن الحجَّة فِعلًا استدلاليًّا يتوجَّه به المتكلِّم إلى المستمع، وتكون الحجَّة في هذا النموذج حجَّةً موجَّهة.

النموذج الاتصالي للحجَّة؛ إذ ينظر للحجَّة بوصفها فعلًا مشتركًا بين المتكلِّم والمستمِع، جمعًا بين تَوجيه الأول وتقويم الثاني، وتكون الحجَّةُ في هذا النموذج حجَّة مقومة[17].
وإذا كان الحِجاج فِعلًا لُغويًّا، فإنَّ (أنسكومبر وديكرو) يشيران إلى الأثر الذي يخلفه الاستخدام الحِجاجي للُّغة؛ وذلك من خلال مفهوم "الوسم الحِجاجي"؛ فالخطاب الحِجاجي يَكتسب بعض العَلامات التي تحدِّد وجهته الحجاجيَّة، وهي علامات تشتغل داخل الخِطاب بشكلٍ متنوِّع وبصور متعدِّدة؛ فقد تظهرُ في صورة (روابط حجاجية) أو في صورة (عوامل حجاجيةكما تشتغل عدَّة مميزات مرتبطة بظواهر (التضمين والاقتضاء) و(سلمية بعض الملفوظات) [18].

ويختلفُ تصوُّرُ الحجاجيات اللِّسانية لمفهوم الحِجاج عن التصور التقليدي للحِجاج والخَطابة؛ فقد كان في التصوُّر التقليدي نشاطًا غير مرتبط ببِنية اللغة، وهو متعلِّق بآثار الكلام فقط؛ فالانتقال مِن ملفوظ ما؛ كـ "هذا المؤلف مفيد"، أو متوالية من الملفوظات، إلى نتيجة محدَّدة (وهو جوهر النشاط الحجاجي) - تتحكَّم فيه اعتبارات خارِجة عن بِنية اللغة، فما نستنتجه من الملفوظ المذكور - إذا ارتبط بسياق محدَّد - هو إفادته معنى معيَّنًا، يصحُّ استنتاجه، وهو أنَّه يحضُّنا على قراءته، ويحتجُّ لذلك بكونه مفيدًا، وهو استنتاج - حسب التصوُّر التقليدي للحِجاج - يتمُّ بمقتضى قانون مِن قوانين الخِطاب[19].

ورغم أنَّ قوانين الخِطاب تَحكم اشتغالَ النَّسَق اللغوي، فهي لا تنتمي إليه؛ فطبيعتها اجتماعية وثقافية؛ أي: خارجة عن بِنية اللُّغة.
والحِجاجُ حسب ديكرو وأنسكومبر: نشاط تلفُّظي يندرج ضمن بِنية اللغة، ودراستُه تجري داخل الدِّراسة اللسانية، وَفْقًا لنموذج (التداولية المدمجة)[20].


الحِجاج يَسري في اللغة سَريانًا طبيعيًّا؛ وبهذا فالوظيفة الحجاجية حسب (ديكرو) تتوفَّر على مميزات في بِنية اللغة ذاتها، فـ "يمكن للجملة أن تشتمل على مورفيمات وتعابير أو صيَغ، وهي بالإضافة إلى محتواها الإخباري تَصلح لإعطاء توجيه حجاجي للقول، وتوجيه المتلقِّي في هذا الاتجاه أو ذاك"[21].

وقد توسَّع مجال التداولية متناميًا مع دراسات (ديكرو)، التي تركز على بناء الخِطاب اللغوي الطَّبيعي؛ ولذلك سعى (ديكرو) و(أنسكومبر) إلى صياغة دلالة الخِطاب لِسانيًّا، مِن خلال تحديد العلاقات بين (المضمون L’implicite) و(المصرح بهL’ explicit) [22] ويعمُّ (الاستدلال) أنواعًا كثيرة، منها (البرهان والحجاج).

فــ(البرهان) متعلِّقٌ بالأنساق الصناعيَّةِ الصورية، التي تَعتمد المصطلحات المحدَّدة، اعتمادًا على بِنية مِن المسلَّمات المجرَّدة من كلِّ التباس؛ وذلك للمساهمة في تأسيس العلوم الحقة؛ كـ (الإعلاميات والفيزياء والرياضيات)، أمَّا الحِجاج، فيختصُّ بالخِطابات الطبيعيَّة، المتميزة بالالتباس والخصوبة، والتداولِ والتفاعل الاجتماعي، وبسبب ما تتميَّز به مِن غِنى دلاليٍّ ومُعجمي ونحوي، عُدَّت الأداةَ المفضَّلة للتواصل البشري الطبيعي، الذي يَشمل وظائفَ وأهدافًا تعبيرية، وشعرية، واجتماعية[23].

(الحِجاج Argumentation) مفارق لـ (الاستدلالRaisonement)، فهما ينتميان لنظامينِ مختلفين؛ نظام ما يسمَّى عادةً بـ (المنطق) و(نظام الخِطاب)، فاستدلال (القياس الحملي أو الشرطي مثلًا) لا يشكِّل خطابًا بالمعنى الذي يعطيه(ديكرو) لهذا المصطلح؛ فالاستدلال يتألَّف من أقوال مستقلَّة بعضها عن بعض؛ بحيث إن كلَّ قول منها يعبِّر عن قضيَّةٍ ما؛ أي: يصِف حالةً ما أو وَضْعًا مِن أوضاع العالم باعتباره وضعًا واقعيًّا أو متخيلًا؛ ولهذا فإنَّ تسلسل الأقوال في الاستدلال ليس مؤسَّسًا على الأقوال نفسِها، ولكنَّه مؤسس على القضايا المتضمنة فيها؛ أي: على ما تقوله أو تفترضه بشأن العالم[24].
يتبع


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 108.09 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 106.38 كيلو بايت... تم توفير 1.71 كيلو بايت...بمعدل (1.58%)]