أبيات في المشيب والطاعة - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         المبسوط فى الفقه الحنفى محمد بن أحمد السرخسي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 396 - عددالزوار : 19198 )           »          مكانة الأم وجهادها في الإسلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 26 )           »          النسيء.. وإلف المحدثات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 63 )           »          لا حول ولا قوة إلا بالله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 36 )           »          الإعلام والدور التغريبي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 38 )           »          ما يعتصم به الإنسان من الشيطان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 34 )           »          عداوةٌ لا تُرى… لكنها تلتهمك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 39 )           »          (مجاهدة النفس) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 31 )           »          وقفة مع سورة الأعراف (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 42 )           »          خير الأمور الوسط (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 43 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > ملتقى الشعر والخواطر
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الشعر والخواطر كل ما يخص الشعر والشعراء والابداع واحساس الكلمة

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 03-09-2022, 02:35 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 168,275
الدولة : Egypt
افتراضي أبيات في المشيب والطاعة

أبيات في المشيب والطاعة
محمد حمادة إمام



هذا المبحث وليد الذي سبقه، ونلحظ تحته صورًا، توحي بعمق إيمان بعض الشيب، وزهدهم وصلاحهم، ورضاهم بقضاء الله تعالى وقدره، محذرين النفس البشرية من التعرض لغضب الله عز وجل بمحاربته وعصيانه سرًّا وعلانية.

فهذا سعيد بن عبد ربه [1] ينكر تجرؤه على الرزاق الكريم، بطلب الرزق من سواه، وقد شاب الرأس، وغاص في علوم الحقائق، وسرح في مواهبه سبحانه وتعالى، ولم ير عندئذ إلا الشيب المؤذن بتقويض الرحل، المسرع بجد في سوقه إلى الموت، وهو - لا محالة - ملاحقه ومدركه، مهما حاول الفرار، فيقول: [2] [من الطويل]:
أَمِنْ بَعْد غَوْصي في عُلوم الحقائق
وطُولِ انبساطي في مَوَاهب خَالقي[3]

وفي حين إشرافي على ملكوته
أُرَى طالبًا رزقًا إِلى غَيْرِ رَازقي

وأيّامُ عُمْرِ المَرْءِ مُتْعة ساعة
تجيءُ حثيثًا مثلَ لَمْحةِ بارقِ

وقَدْ آذنتْ نَفسي بِتَقْويضِ رحلها
وأَسْرعَ في سَوْقي إلى المَوْتِ سَاِئقي

وإني إذا أَوْغَلْت أو سِرْتُ هاربًا
من الموتِ في الآفاق فالموتُ لاحقي


فقد التقط الشاعر صورًا، نلمح فيها بعدًا فلسفيًّا قدر فيها ربه ونفسه"[4]، وهي توحي بقوة إيمانه، وعظيم خوفه من الله - تعالى - مقتبسًا من المعاني القرآنية، فقوله: " أرى طالبًا رزقًا إلى غير رازقي" من قوله -تعالى-: ï´؟ إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ ï´¾ [الذاريات: 58]، وقوله: " فالموت لاحقي" من قوله تعالى: ï´؟ أَيْنَمَا تَكُونُوا يُدْرِكْكُمُ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنْتُمْ فِي بُرُوجٍ مُشَيَّدَةٍ ï´¾ [النساء: 78]، وقوله: "وأيام عمر المرء متعة ساعة" من معنى قوله تعالى: ï´؟ وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنْزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الْأَرْضِ فَأَصْبَحَ هَشِيمًا تَذْرُوهُ الرِّيَاحُ ï´¾ [الكهف: 45]، وهذا يكشف عن مدى ثقافته، خاصة الدينية، والعبارة الأخيرة تضع أيدينا على حقارة الدنيا، وقصر عمر الإنسان، مهما طال، وخسارته إن لم يغتنم العمر، ويقضه في طاعة الله تعالى، وهذا المصحفي [5] يأتي على ما سبق من معان، موضحًا تجلده، وشجاعته أمام بعض العتاة الذين يئس من عفوهم، طالبًا الاعتبار به والادكار، فقد كان وزيرًا يرفل في ثوب النعيم والعافية، ثم أصبح في عذاب نفسي وبدني شديدين [6].

أما ابن سهل الأندلسي [7]، فيدرك - رغم التيه الذي كان يهيم فيه - أنه من أجل النجاة، لا مناص من التوبة، وإصلاح ما بقي وفات، برأب الصدع وجمع الشتات، إذ إنه لم يعد في العمر متسع لمزيد من الأوزار، فطريق النجاة، واضح المعالم والأركان، فيقول: [8][ من الطويل]
بَلَغْتَ نِصَابَ الأَرْبعين فزكِّها
بفِعْلٍ تُرَى فيهِ مُنِيبًا ورَابِعَا

وبَادِرْ بوادي السم إنْ كُنْتَ راقبًا
وعَاجِلْ رُقُوعَ الَفتْقِ إنْ كُنت رَاقِعَا

فَمَا اشْتَبَهتْ طُرُقُ النَّجَاةِ وإنَّما
رَكِبْتَ إِليها مِنْ يقينك ظَالعَا[9]


تفكر الرجل في عاقبة الدنيا، فأخذ الحيطة والحذر، "ومن أيقن بطول الطريق تأهب للسفر" [10]، فدعا عندئذ إلى رقع الفتق، واستئصال الداء العضال، والتخلص من هوى النفس، الذي يؤدي إلى الهلاك.

وممن استشعر الخطر - كذلك - أبو العباس أحمد بن الغماز البلنسي [11]، الذي راح يبكت نفسه، ويؤنبها في لهوها ومجونها، ويزجرها عن الملذات، ويندب عمره الذي جاوز - ثمانين عامًا - ويتحسر على ضياعه في البطالة، والهوى والغواية، ويتوجع من ذلك، فيقول: [12][ من المتقارب]
أمَا آن للنفسِ أَنْ تَخْشَعا
أمَا آن للقلبِ أنْ يُقْلِعا

أليسَ الثّمانون قّدْ أَقْبلْت
فَلم تُبْقِ في لذّة ٍمَطْمعَا

تَقَضَّى الزمانُ فواحسرتي
لما فات منه وما ضُيِّعا

وَيَا وَيلتاهُ لِذي شَيْبَةٍ
يُطِيعُ هَوَى النَّفْس فِيما دَعَا




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 114.60 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 112.88 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (1.50%)]