ما هو القلب الخاشع ؟ - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير (الجامع لأحكام القرآن) الشيخ الفقيه الامام القرطبى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 765 - عددالزوار : 144785 )           »          نصيحة حول قضاء الإجازة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          إمامة من يقضي ما فات من الصلاة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          سترة المصلي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          تحريم الاستغاثة بغير الله تعالى فيما لا يقدر عليه إلا الله جل وعلا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          اختصاص النبي صلى الله عليه وسلم بأن الله تعالى جمع له في الوحي مراتب عديدة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          إبراهيم عليه السلام في القرآن الكريم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          «عون الرحمن في تفسير القرآن» ------متجدد إن شاء الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 470 - عددالزوار : 152717 )           »          إطعام الطعام من أفضل الأعمال (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          { لا تكونوا كالذين كفروا.. } (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العام > ملتقى الحوارات والنقاشات العامة
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الحوارات والنقاشات العامة قسم يتناول النقاشات العامة الهادفة والبناءة ويعالج المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 30-08-2022, 12:20 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 156,772
الدولة : Egypt
افتراضي ما هو القلب الخاشع ؟

ما هو القلب الخاشع ؟



كثيرًا ما يتحدَّث الناس عن الخشوع، وكثيرًا ما نسمع الكلمات الوعظية عنه، فيقال: هذا إنسان خاشع، وذاك إنسان غير خاشع، لكن غالبًا ما نسمعهم يتحدَّثون عن وصْف حالة الخشوع، أو الطريق المؤدِّية إليه، دون تعريف حقيقي له. فما هو هذا الخشوع؟
لو تأمَّلنا أغلب الذين يتحدَّثون عن الخشوع، نجدهم ينظرون إليه من زاوية أُحادية، ومن بُعْدٍ واحد فقط، وهو البكاء والخضوع والتذلُّل، الذي يَنتج عنه دمعٌ غزير؛ سواء كان بتكلُّف، أو بغير تكلُّف.
الخشوع الحقيقي أكبر من هذه المظاهر التي هي جزءٌ منه بطبيعة الحال، ويتعدَّى إلى أبعادٍ أخرى تزيد للبُعد الأُحادي أبْعادًا أكثرَ سُطوعًا ونُورًا؛ حتى يكون له معنًى واقعيٌّ، وأثرٌ عمليٌّ.
إنه ذلك الاستعداد للتلقي، لتلقي القول الثقيل، والاستعداد للخروج من الظلمات إلى النور، والاستعداد للتغيير؛ لتغيير الذات، ثم لتغيير العالم عبر التفاعُل مع القرآن والصلاة، وفي النهاية الاستعداد من أجْل التجاوب مع الخطاب القرآني، والذي يكون على مستوى القلب في البداية، ثم يتعدَّى إلى كامل الجوارح.
ومن شِدَّة استعداد القلب وتلهُّفه إلى ذِكْر الله – سواء عبر القرآن أو الصلاة – يكون خاشعًا مُتصدِّعًا من خشية الله.
ويكون هذا الخشوع ظاهرًا جليًّا، في استكانة القلب وخضوعه، وتواضعه لله ربِّ العالمين ولنوره المبين، لكن سرعان ما يهتزُّ هذا القلب، وينتفض ويربو من جديد وينطلق؛ ليحيا حياة طيبة، بعدما كان خاملاً ميِّتًا لقرون طويلة، فيحيا قلبُه وينبت فيه نباتًا حسنًا، فمثله كمثل الأرض الخاشعة التي تنتظر رياحَ التغيير، وتستعد للتغيير، حتى إذا أنزَل الله عليها الماء اهتزَّت وربَتْ، إن الذي أحياها لَمُحيي الموتى؛ إنه على كلِّ شيء قدير.
نعم، سيهتزُّ وينتفض قلبه؛ لثِقَل الكلمات، وعِظَم الأمانة التي أُلْقِيت عليه من ربِّ العالمين، ثم بعدها سيربو وينمو عندما تتفاعَل تلك الكلمات مع قلبه، فيحيا حياة طيبة جديدة، ويزداد نموُّه كلما ازدادَ تفاعلاً مع كلمات الله، إنَّ الذي أحياها لمحيي الموتى؛ إنه على كلِّ شيء قدير.
نعم، قدير على أن يبعث قلبك أيها الإنسان من موْته، لكن بشرط الاستعداد؛ ليحيا هذه الحياة الحقيقية في الدنيا ويزرعها، فتزدهرُ هذه الأرض، وتنمو بعدما أسهَم هذا الإنسان بنفسه في حَرْثها، فتحيا وتتفاعَل بصفة خلاَّقة مع هذا الإنسان الذي أحياه الله من جديد.
عندها ستحدث تلك الهزَّة العنيفة التي تكون في البداية على مستوى القلب، ثم تسري في كامل الجسم، فينتفض ويثور، ويحيا بعدما كان ميتًا، ولقوَّة الهزة يَقْشعرُّ جلدُ الإنسان عندما تتنزَّل عليه آيات الرحمن، التي تقشعرُّ منها جلود الذين يخشون ربَّهم، ثم تَلين جلودُهم وقلوبهم إلى ذِكْر الله، ولا يستطيع قياس هذه الهزة لا مقياس ريختر ولا غيره، ولا أي جهاز بشري، إنما يقيسه ذلك الواقع الذي سيغيِّره هذا الإنسان الذي اهتزَّ من جديد، وأحياه الله من جديد.
ونتيجة لقوة تلك الكلمات التي اهتزَّ لها القلب وتصدَّع يحدث ذلك البكاء الحقيقي الذي كان من حِدَّة الألَم، بعدها سيسارع الإنسان إلى الإنابة والرجوع إلى الله بعد تلقِّي الكلمات، وهي النتيجة الأوليَّة للخشوع؛ { فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ } [البقرة: 37]، ثم بعد ذلك يتم تصفية واجتثات كلِّ نَبتة سلبية فاسدة؛ حتى يكتملَ الخلْق، ويولَد هذا الإنسان ولادة أخرى، ويُنشئه الله خلْقًا آخرَ، فتبارَك الله أحسن الخالقين.
ونتيجة لخشوع القلب خشوع الجوارح الأخرى، فيخشع السمع والبصر، والجسد كله، فيربو ويزداد نموًّا كلما تفاعَلَت تلك الكلمات مع قلبه، وإذا خشَع الإنسان سيكون أقوى للتفاعل مع الحياة، وإنها لكبيرة إلاَّ على الخاشعين.
فالأصل أن يكونَ القلب الخاشع منصة الاستعداد، مُنطلقًا للاهتزاز والنهوض، والحياة والنمو والفعالية في الحياة، لكن المشكلة أننا تعامَلنا معه تعامُلاً سلبيًّا، وكان ذلك الاستعداد بالخضوع والتذلُّل لله، مُخدرًا للركون والاستكانة، وعدم النهوض.
مع القلب الخاشع فقط يُمكن أن يَحدثَ التغيير، شريطة أن يكون مستعدًّا للتلقِّي والتغيير، والخروج من واقعه السلبي إلى واقعٍ إيجابي أفضل.

فإنْ لَم يكن هذا القلب مستعدًّا لذلك، فإنه سيكون خشوعه خشوعًا ساذجًا، بلا معنًى ولا هدف، ويكون مجرَّدَ ادِّعاءٍ ومُخدِّر فقط.
علي قاسم عسكر









__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 48.18 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 46.51 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.46%)]