الطلاق المبكر - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1430 - عددالزوار : 141874 )           »          معالجات نبوية لداء الرياء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 26 )           »          التربية بالحوار (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 42 )           »          صور من فن معالجة أخطاء الأصدقاء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 32 )           »          في صحوةِ الغائب: الذِّكر بوابة الحضور (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 33 )           »          آيات السَّكِينة لطلب الطُّمأنينة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 25 )           »          من أقوال السلف في أسماء الله الحسنى: (العليم, العالم. علام الغيوب) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 37 )           »          سبل إحياء الدعوة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 32 )           »          التساؤلات القلبية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 28 )           »          الحب الذي لا نراه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 30 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العام > ملتقى مشكلات وحلول
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 29-08-2022, 10:33 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,204
الدولة : Egypt
افتراضي الطلاق المبكر

الطلاق المبكر
الشيخ خالد بن عبدالمنعم الرفاعي

السؤال:

ملخص السؤال:
شاب متزوج حديثًا وزوجته متعبة نفسيًّا، طلقها طلاقاً مبكراً بعد 21 يوماً من الزواج؛ لأنها خرجت من البيت بدون إذنه!

تفاصيل السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا شابٌّ متزوج من فتاةٍ اكتشفتُ أنها تُعاني من خوفٍ نفسيٍّ شديدٍ من العلاقة الزوجية، وكانت تعلم هذا قبل الزواج.

ذهبنا للطبيب بعد الزواج، وأخبرني أني سأعاني معها فترة نظرًا لنفسيتها المتعبة، فعقدتُ العزمَ على أن يتم الأمرُ بطريقةٍ طبيعيةٍ، لكنها كانت تبتعد عني دائماً..

خرجتْ من منزل الزوجية إلى بيت أهلها، فأردتُ أن أتركها فترةً حتى تهدأ، لكنها خرجتْ بدون إذني!

أخذتُ القرار بالطلاق، وتَمَّ الطلاق بعد 21 يومًا من الزواج، قضتْ منها أسبوعًا في بيت أهلها قبل الدخول.

أنا مقتنعٌ بأسباب الطلاق، وغير مقتنع بها كزوجة كذلك، لكني لا أستطيع أن أتغلبَ على الحزن، وعلى الاشتياق لمعرفة أي تفاصيل عنها، وإذا ذهبتُ للارتباط بأخرى أجدها في خيالي.

فماذا أفعل لأتغلب على الحزن، ولحظات التفكير فيها؟

الجواب:

الحمدُ لله، والصلاةُ والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومَن والاه، أما بعدُ:
فلا يَشُكُّ أحدٌ يقرأ رسالتك - أيها الابن الكريم - والتي لم تذكرْ فيها سببًا وجيهًا يدعو للطلاق بعد 21 يومًا، منها أسبوعٌ في بيت أهلها قبل الدخول؛ لا يشك مَن قرأ هذا أن يحكمَ عليك بالتسرع، أو الهروب من مسؤولية زوجتك النفسية، والتي يُبتلى بها كثيرٌ غيرك، وتمر بسلامٍ؛ بشيء من الصبر، وتُصبح ذكرى بعد وقتٍ قصيرٍ.

وقولك: "أنا مقتنعٌ بأسباب الطلاق"، جملةٌ هجوميةٌ منك؛ لقطْع الطريق على المستشار الذي هو مؤتمنٌ في شريعتنا الغراء أن يقول الحقَّ، ويَصدقك النصح، فأين تلك الأسباب المقنعة؟ أَخُروجها بغير إِذْنٍ؟! أنا معك أنه لا يصح، بل لا يجوز، ولكن أيكون عقابه الطلاق؟ أيكون أول الدواء الكي الذي جعله النبيُّ آخر الدواء؟

الطلاقُ كالكيِّ - أيها الابن الكريم - رُتبتُه في الشريعة آخر شيءٍ، وليس أوله، حينما تجفُّ القلوب عن الخفقان، فلا تطيق هذه الصلة، ولا يبقى فيها ما تستقيم معه الحياةُ، وتصبح مُكَبَّلةً بالسلاسل والحبال، أو بالقيود والأغلال، فالتفرق في تلك الحال فقط؛ لأن إمساك الزوجية على هذا الوضع إنما هو محاولةٌ فاشلةٌ، ومن الحكمة التسليم بالواقع.

أمَا إن كان والقلب ينبض، فلا إذًا، فأنت مَن تقول: إن الحزن يسيطر عليك، وإنك مشتاقٌ لمعرفة أي تفاصيل عنها، فهذا دليلٌ على أنك قد تسرعتَ في الطلاق، وقطعتَ رباط الزوجية، وفى النفس روحٌ تنبض، والإسلامُ لا يسرع إلى رباط الزوجية المقدسة فيفصمه لأول وهلةٍ، ولأول بادرةٍ من خلافٍ، وإنما يشد على هذا الرباط بقوةٍ، فلا يدعه يفلت إلا بعد المحاولات واليأس، ومحاولاتٍ يقوم بها المصلحون للتوفيق، وببذل كل الجهد لتوطيد أركان البيت، وتوثيق أواصر الأسرة، ولماذا كل هذا؟ لأن الله سَمَّاه ميثاقًا غليظًا؛ وأمرنا جميعًا فقال: ﴿ وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا ﴾ [النساء: 19]، وقال: ﴿ وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُوا حَكَمًا مِنْ أَهْلِهِ وَحَكَمًا مِنْ أَهْلِهَا إِنْ يُرِيدَا إِصْلَاحًا يُوَفِّقِ اللَّهُ بَيْنَهُمَا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا خَبِيرًا ﴾ [النساء: 35]، وقال: ﴿ وَإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِنْ بَعْلِهَا نُشُوزًا أَوْ إِعْرَاضًا فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا أَنْ يُصْلِحَا بَيْنَهُمَا صُلْحًا وَالصُّلْحُ خَيْرٌ ﴾ [النساء: 128].

أما قولك: إنك غير مقتنعٍ بها كزوجةٍ، فأنت لم تعرفها بعدُ حتى تحكم ذلك الحكم.

فراجعْ نفسك، وقفْ معها وحاسِبْها؛ لتدركَ أنك تسرعتَ جدًّا في الطلاق، وما زال أمامك الوقت لتصحيح الخطأ؛ فخيرُ الخطائين التوابون، والعودُ أحمدُ، فاذهبْ لأسرتها، واعترفْ بخطئك، وبيِّنْ لهم رغبتك الصادقة للعودة، وأنك لم تتهربْ مِن المسؤولية في الوقوف معها حتى تجتاز تلك المحنة.

وفقك الله لفِعْل الصواب، وألْهَمك رُشدك، وأعاذك من شر نفسك


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 48.72 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 47.05 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.42%)]