لا تغرنكم الحياة الدنيا - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4942 - عددالزوار : 2041141 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4516 - عددالزوار : 1310567 )           »          تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1109 - عددالزوار : 129464 )           »          زلزال في اليمن (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 47 )           »          المسيح ابن مريم عليه السلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 14 - عددالزوار : 4854 )           »          ما نزل من القُرْآن في غزوة تبوك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 40 )           »          أوليَّات عثمان بن عفان رضي الله عنه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 55 )           »          القلب الطيب: خديجة بنت خويلد رضي الله عنها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 44 )           »          رائدة صدر الدعوة الأولى السيدة خديجة بنت خويلد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 38 )           »          طريق العودة من تبوك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 34 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى الشباب المسلم
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الشباب المسلم ملتقى يهتم بقضايا الشباب اليومية ومشاكلهم الحياتية والاجتماعية

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 29-08-2022, 01:25 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,763
الدولة : Egypt
افتراضي لا تغرنكم الحياة الدنيا



لا تغرنكم الحياة الدنيا









كتبه/ سعيد محمود

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

فقد قال -تعالى-: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَلا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلا يَغُرَّنَّكُم بِاللَّهِ الْغَرُورُ) (فاطر:5).

وقال الله -تعالى-: (زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاء وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللّهُ عِندَهُ حُسْنُ الْمَآبِ) (آل عمران:14).

وعن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- قال: جَلَسَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- عَلَى الْمِنْبَرِ وَجَلَسْنَا حَوْلَهُ فَقَالَ: (إِنَّ مِمَّا أَخَافُ عَلَيْكُمْ بَعْدِي مَا يُفْتَحُ عَلَيْكُمْ مِنْ زَهْرَةِ الدُّنْيَا وَزِينَتِهَا) (متفق عليه).

وعن أنس -رضي الله عنه- قال: قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (اللَّهُمَّ لاَ عَيْشَ إِلاَّ عَيْشُ الآخِرَهْ) (متفق عليه).

أخي.. إن من نظر إلى الدنيا بعين البصيرة، أيقن أن نعيمها ابتلاء، وحياتها عناء، وعيشها نكد، وصفوها كدر، وأهلها منها على وجل، إما بسبب نعمة زائلة، أو بلية نازلة، أو منية قاضية.

مسكين من اطمأن، ورضي بدار حلالها حساب، وحرامها عقاب!

إن أخذه من حلال حوسب عليه، وإن أخذه من حرام عذب به.

من استغنى في الدنيا فتن، ومن افتقر فيها حزن، من أحبها أذلته ومن التفت إليها ونظرها أعمته.

أخي.. لقد كشف العليم الرحيم لعباده عن حقيقة الدنيا، وبيَّن لهم قصر مدتها، وانقضاء لذتها، بما يضرب من الأمثال الحسية، قال -تعالى-: (اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الأَمْوَالِ وَالأَوْلادِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرّاً ثُمَّ يَكُونُ حُطَاماً وَفِي الآخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٌ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلا مَتَاعُ الْغُرُورِ) (الحديد:20).

واعلم أخي.. رحمني الله وإياك، أن الناس فيها قسمان:

ـ قسم فطناء قد وفقهم الله فعلموا أنها ظل زائل، ونعيم حائل، وأضغاث أحلام؛ عرفوا أنها فانية، وأنها معبر إلى الباقية، فرضوا منها بالقليل، فاستراحت قلوبهم من همها وأحزانها، واستراحت أبدانهم من نصبها وعنائها، فلم تشغلهم عن دينهم، جعلوا الآخرة نصب أعينهم، ففكروا كيف يخرجون من الدنيا وإيمانهم سالم، وما يصحبونه معهم إلى قبورهم: (يَوْمَ لا يَنفَعُ مَالٌ وَلا بَنُونَ . إِلا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ) (الشعراء:88-89)، (يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ . وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ . وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ) (عبس:34-36).

أدركوا كل هذا، فتأهبوا للسفر الطويل وأعدوا للحساب جوابًا، وقدموا الزاد للمعاد، وخير الزاد التقوى، فطوبى لهم؛ خافوا فآمنوا، وأحسنوا ففازوا وأفلحوا.

ـ والقسم الثاني من الناس: جهال.. عمي البصائر، لم ينظروا أمرها، ولم يكشفوا سوء حالها ومآلها، برزت لهم بزينتها ففتنتهم، فإليها أخلدوا، وبها رضوا، ولها اطمأنوا حتى ألهتهم عن الله -تعالى- وطاعته: (نَسُوا اللَّهَ فَأَنسَاهُمْ أَنفُسَهُمْ أُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ) (الحشر:19).

قال -تعالى- عنهم: (إَنَّ الَّذِينَ لاَ يَرْجُونَ لِقَاءنَا وَرَضُواْ بِالْحَياةِ الدُّنْيَا وَاطْمَأَنُّواْ بِهَا وَالَّذِينَ هُمْ عَنْ آيَاتِنَا غَافِلُونَ . أُوْلَـئِكَ مَأْوَاهُمُ النُّارُ بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ) (يونس:7-8).

أقاموا الدنيا فهدمتهم، واعتزوا بها من دون الله فأذلتهم، أكثروا فيها من الآمال وأحبوا طول الآجال، ونسوا الموت وما بعده من الشدائد، قال -تعالى- فيهم: (قُلْ إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَلا ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ) (الزمر:15).

أخي.. لقد أخبر الرسول -صلى الله عليه وسلم- عن خسارة أهل الدنيا لانشغالهم بجمعها، وأخبر عن فلاح أهل الآخرة لانشغالهم بالعمل لأجلها.

قال -صلى الله عليه وسلم-: (مَنْ كَانَتِ الآخِرَةُ هَمَّهُ، جَعَلَ اللهُ غِنَاهُ فِي قَلْبِهِ، وَجَمَعَ لَهُ شَمْلَهُ، وَأَتَتْهُ الدُّنْيَا وَهِيَ رَاغِمَةٌ، وَمَنْ كَانَتِ الدُّنْيَا هَمَّهُ، جَعَلَ اللهُ فَقْرَهُ بَيْنَ عَيْنَيْهِ، وَفَرَّقَ عَلَيْهِ شَمْلَهَ، وَلَمْ يَأْتِهِ مِنَ الدُّنْيَا إِلاَّ مَا قُدِّرَ لَهُ)(رواه الترمذي، وصححه الألباني).

ولذا أمر المسلم أن يكون فيها كالغريب، أو عابر السبيل، وأن يعد نفسه من أهل القبور، وإذا أصبح فلا ينتظر المساء، وإذا أمسى فلا ينتظر الصباح.

وقال المسيح -عليه السلام-: "يا بني إسرائيل: اجعلوا بيوتكم كمنازل الأضياف، فما لكم في العالم من منزل، إن أنتم إلا عابري سبيل".

وقال: "يا معشر الحواريين أيكم يستطيع أن يبني فوق موج البحر دارًا؟ قالوا: يا روح الله من يقدر على ذلك؟ قال: إياكم والدنيا فلا تتخذوها قرارًا".

واعلم أخي رحمني الله وإياك: أن رأس كل خطيئة في العالم أصلها حب الدنيا.

ـ فبسبب حب الخلود في الدنيا، كانت خطيئة الأبوين قديمًا.

ـ وبسبب حب الرياسة، التي محبتها شر من محبة الدنيا، كان ذنب إبليس.

ـ وبسبب حب الدنيا وجاهها، كان كفر فرعون وهامان وجنودهما.

فاللهم اجعلنا ممن جعلوا الآخرة هي همهم، وأتنا في الدنيا حسنة، وفي الآخرة حسنة، وقنا عذاب النار.




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 66.29 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 64.57 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (2.59%)]