ما هو مسكن الألم الأفضل لألم الدورة؟

[ابوالوليد المسلم]

ما هو مسكن الألم الأفضل لألم الدورة؟





د. عبدالكريم علي





مسكن ألم الدورة الشهرية يسكن الألم المرافق للدورة الشهرية أو ما يسمى ألم الحيض هو ألم يحصل عند معظم النساء كجزء طبيعي من الدورة الشهرية.
كيف يحدث ألم الدورة

يترافق ألم الدورة مع نزول دم الحيض (الطمث) نتيجةً لانسلاخ بطانة الرحم بفعل الهرمونات الأنثوية لتشكيل بطانة جديدة تحضيراً لاستقبال البويضة في الدورة القادمة.
غالبية آلام الدورة تكون متوسطة القوة وأقرب إلى التعب والضيق أو الثقل، ولكن بعضها قد يكون شديداً و تؤدي إلى منع المرأة من أداء نشاطاتها اليومية و ذلك يتسدعي حاجتها لأخذ مسكن لالم الدورة الشهرية.
ما هي مدة ألم الدورة ؟
عند معظم النساء يدوم الألم 12 - 24 ساعة، ولكن قد يستمر عند بعض النساء لثلاثة أيام.
ما هي اعراض ألم الدورة ؟

يسبب الم الدورة الشهرية الم اسفل البطن الحاد مع الم البطن أو تقلص مؤلم في المنطقة السفلية من البطن يمكن أن يمتد ليسبب الام مثل الم الظهر و الفخذين مع الم الثدي قبل الدورة أحياناً.
ما هي أسباب ألم الدورة ؟

ينقسم ألم الدورة إلى نوعين حسب السبب الذي ينجم عنه، فيما إذا كان أولياَ أو ثانوياً.
الم الدورة الناتج عن سبب أولي :

في المرحلة الأخيرة من كل دورة شهرية وبفعل الهرمونات الأنثوية يزداد بشكل طبيعي إفراز مواد كيميائية تدعى البروستاغلاندينات، والتي تؤدي إلى انقباض العضلات الرحمية مسببة الألم، وهذه البروستاغلاندينات مسؤولة أيضاً عن الأعراض المصاحبة للألم، مثل النزف الدموي والخثرات التي قد تظهر في دم الحيض والأعراض الهضمية مثل الإسهال والغثيان والإقياء و اغلب أدوية مسكن الألم المستخدمة في تخفيف الم الدورة إلى منع افراز هذه المادة.
الم الدورة الناتج عن سبب ثانوي :

هنا توجد بالإضافة إلى زيادة إفراز البروستاغلاندينات أسباب مرضية أخرى تتدخل في حدوث الألم مثل الالتهابات الميكروبية أو وجود الأورام الليفية في عضلة الرحم أو مرض البطان الرحمي أو وجود لولب داخل الرحم لمنع الحمل أو غيرها من الأسباب، وفي هذه الحالة قد يأتي الألم قبل أسبوع من بدء الدورة الشهرية وقد يستمر حتى بعد انقطاع الحيض.
علاج الام الدورة الشهرية

تخفيف الام الدورة يعتمد على اسباب الام الدورة الشهرية فيما إذا كانت اسباب أولية أو ثانوية.
في حال كان سبب الألم أولياً فيمكن الاكتفاء بالعلاجات المنزلية التي تعمل مثل مسكن الم لتخفيف الام الدورة:
التقليل من تناول الأطعمة المالحة أو الحلوة.
التقليل من تناول المشروبات المحتوية على الكافين مثل القهوة وكذلك تقليل تناول الشوكولاته.
البعد عن أسباب التوتر النفسي والتقليل من إرهاق العمل الوظيفي.
وضع زجاجة من الماء الدافئ على البطن.
رفع الساقين قليلاً أثناء النوم أو النوم على أحد الجانبين مع ثني الركبتين أي مثل وضع الجنين.
الامتناع عن التدخين أو المشروبات الكحولية.
في حال لم تفد المعالجة المنزلية لوحدها في تخفيف الألم فيمكن استخدام أحد الأدوية المسكنة للألم.
مسكن الم الدورة الشهرية

الباراسيتامول :
يعمل مسكن الم باراسيتامول على إنقاص اصطناع البروستاغلاندينات التي تدخل بشكل أساس في آلية حدوث الألم. قد لا يفيد الباراسيتامول لوحده في تخفيف ألم الدورة وخصوصاً إذا كان الألم شديداً.
مضادات التشنج :
باعتبار أن ألم الدورة ناجم عن تشنجات في الرحم فيمكن أن تلعب مضادات التشنج دوراً في تسكين ألم الدورة وذلك لوحدها أو بالمشاركة مع المسكنات الأخرى.
مضادات الالتهاب غير الستيروئيدية :
وهي أكثر المسكنات فعالية في تسكين ألم الدورة. تعمل مثل الباراسيتامول على إنقاص البروستاغلاندينات، وتختلف فعالية هذه الأدوية تبعاً لميزات الدواء نفسه من جهة وتبعاً لطبيعة الشخص الذي يتناوله من جهة أخرى.
مسكن الألم الأفضل لالم الدورة الشهرية:

الايبوبروفين :
وهو أكثر مسكن الم أماناً على المعدة وجهاز الهضم.
حمض الميفيناميك :
وقد شاع استخدامه كثيراً في تخفيف ألم الدورة، ويتميز بتأثيره الخاص في تسكين ألم الدورة أكثر من غيره من الآلام، وقد يعود ذلك لتدخل آليات أخرى غير معروفة تجعله أكثر نوعية وخصوصية لألم الدورة.
نابروكسين :
وهو أكثرمسكن الم فعالية في تخفيف ألم الدورة، ولكنه أكثر ضرراً على المعدة والجهاز الهضمي.
ورغم فعالية مسكنات أخرى في تسكين ألم الدورة، كديكلوفيناك الصوديوم وسيليكوكسيب وايتوريكوكسيب، إلا أنه لا يفضل استخدامها المتكرر في تسكين ألم الدورة.
بعد عرضنا للمعلومات السابقة يبقى السؤال ما هو أفضل مسكن لألم الدورة ؟
عند تحديد الأفضلية لمسكن الم عن مسكن آخر لا يتم الاعتماد على قوة فعالية المسكن فقط، فقد تختلف فعالية المسكن من شخص لآخر بسبب اختلاف طبيعة الجسم؛ بل يؤخذ بعين الاعتبار مستوى الأمان أيضاُ.
أجريت دراسات عدة للمقارنة بين فعالية مضادات الالتهاب غير الستيرويدية شائعة الاستخدام مثل الايبوبروفين وحمض الميفيناميك والنابروكسين فكانت نتائج هذه الدراسات تجمع على أن مسكن نابروكسين أقوى فعالية، ولكنها اختلفت حول قوة فعالية مسكن ايبوبروفين و مسكن حمض الميفيناميك ، فمنها ما أشار إلى أن حمض الميفناميك كان أسرع وأكثر فعالية من الايبوبروفين ومنها ما أشار إلى العكس، وقد يعود السبب في اختلاف الدراسات إلى أنها أجريت على مجتمعات مختلفة.

أجريت دراسة أخرى حول أمان هذه المسكنات، فكانت النتائج تشير في أغلبها إلى أن مسكن الايبوبروفين أكثرها أماناً، ثم يأتي مسكن حمض الميفيناميك ثم مسكن النابروكسين.

في ضوء هذه الدراسات توصل العلماء إلى أن مسكن الم الايبوبروفين هو الخيار الأفضل من حيث أمانه وفعاليته الجيدة في تسكين ألم الدورة، ولكنهم أشاروا إلى أنه إذا لم تحصل المريضة على أكثر من 50% من فعالية إنقاص الألم فيمكن أن تجرب مشاركة مسكن الايبوبروفين مع مسكن الباراسيتامول أو مع أحد مضادات التشنج .
بعض النساء اللواتي يحصل لديهن ألم شديد ولا يستفدن أكثر من 30 % من فعالية إنقاص الألم بالايبوبروفين، يمكن أن يستخدمن حمض الميفيناميك.

ملاحظة:
في حال كان سبب الألم ثانوياً فيجب استشارة الطبيب فوراً لتشخيص الحالة وتحديد العلاج المناسب.