|
ملتقى الشعر والخواطر كل ما يخص الشعر والشعراء والابداع واحساس الكلمة |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() الإمام أبو حنيفة والشعر د. عبدالحكيم الأنيس نُسِبَ في بعض الكتب الحديثة التي تتناولُ موضوع التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم إلى الإمام أبي حنيفة (70- 150هـ) قصيدةٌ، فيها هذه الأبيات: يا سيّد السادات جئتك قاصدًا ![]() أرجو رضاك وأحتمي بحماكا ![]() والله يا خيرَ الخلائق إن لي ![]() قلبًا مشوقًا لا يرومُ سواكا ![]() ووحقِّ جاهك إنني بك مغرمٌ ![]() والله يعلم أنني أهواكا ![]() أنتَ الذي لولاك ما خلق امرؤ ![]() كلا ولا خلِق الورى لولاكا ![]() أنتَ الذي من نورِك البدرُ اكتسى ![]() والشمس مشرقةٌ بنور بهاكا ![]() أنتَ الذي لمّا رُفعت إلى السما ![]() بك قد سمتْ وتزينتْ لسراكا ![]() وقد استغربتُ هذه النسبة، ولغة القصيدة لا تشبه لغة القرن الثاني، ورجعتُ إلى عددٍ من تراجمه، فلم أجد فيها أنه قالَ شعراً، ومن الكتب التي راجعتُها: 1- أخبار أبي حنيفة وأصحابه للصيمري (ت: 436هـ)[1]. 2- الانتقاء في فضائل الثلاثة الأئمة الفقهاء لابن عبد البر (ت: 463هـ). 3- وفيات الأعيان لابن خلكان (ت:681هـ)، (5/ 405). 4- تاريخ الإسلام للذهبي (ت:748هـ) (3/ 990). 5- سير أعلام النبلاء له (6/ 390). 6- البداية والنهاية لابن كثير (ت:774هـ)، (10/ 137). 7- الجواهر المضية في طبقات الحنيفة لعبد القادر القرشي (ت: 775هـ) (1/ 26)[2]. والقرشي أول مَنْ صنَّف في طبقات الحنفية. وكان معتنياً بترجمة الإمام، وله عنه كتابٌ كبيرٌ مفردٌ سمّاه: "البستان في مناقب إمامنا النعمان"، وقد أشارَ إليه في " الجواهر المضية". 8- الخيرات الحسان في مناقب الإمام الأعظم أبي حنيفة النعمان لابن حجر الهيتمي (ت: 973هـ)[3]. 9- سلم الوصول إلى طبقات الفحول للحاج خليفة (ت:1067هـ)، (3/ 372). 10- الأعلام للزركلي (ت: 1396هـ)، (8/ 36). ♦ ♦ ♦ ♦ • وقد ذكر ابنُ حجر الهيتمي أنّه تمثَّل بالشعر، ففي "الخيرات الحسان" ص 63: " وأجاب في مسألةٍ، فقيل له: لا يَزالُ هذا المصر - أي الكوفة - بخيرٍ ما أبقاك الله تعالى فيه. فقال: خلت الديارُ فسدتُ غيرَ مسوَّدِ ![]() ومن العناء تفرُّدي بالسُّؤددِ" ![]() • وفيه -أي "الخيرات الحسان"-ص73: " قال ابنُ عبدالبر: كان أبو حنيفة يُحْسَدُ، ويُنسَبُ إليه ما ليس فيه، ويُختلقُ عليه مالا يليق به. وقد أقبل عليه وكيعٌ فرآه مطرقاً مفكِّراً، فقال له: من أين؟ فقال: من عند شريك. فأنشأ يقول: إن يحسدوني فإني غير لائمهمْ ![]() قبلي من الناس أهل الفضل قد حُسِدوا ![]() فدام لي ولهم ما بي وما بهمُ ![]() وماتَ أكثرُنا غيظًا بما يجدُ"[4]. ![]()
__________________
|
#2
|
||||
|
||||
![]() والبيت الأول (خلت الديار) لحارثة بن بدر الغُداني التابعي[5]. والبيتان الآخران منسوبان إلى خمسة شعراء، وهم الكميت بن معروف الأسدي، ومحمد بن عبيدالله العرزمي، ولبيد بن عطارد، وبشار بن برد، وأبو تمام[6]، ولعل الراجح أنهما لمحمد بن عبيدالله العرزمي (ت:155هـ). ♦ ♦ ♦ ♦ وبعدُ: فقد كنت سألتُ الأستاذ الشيخ عبد الفتاح أبو غدة - رحمه الله - عن القصيدة المشار إليها في أول هذ المقال، فقال: (لا تصح. وهو غير مُسْتَبْعَدٍ عليه نظمُ الشعر، ولكنه لم يُعْرَفْ عنه أنّه قاله). ثم رأيتُها ضمن قصيدةٍ نسبها الأبشيهي (ت:852هـ) لنفسه في كتابه "المستطرف" (1/ 491-493)[7]. ♦ ♦ ♦ ♦ ومن المُستغرب قولُ تقي الدين التميمي الغزي (المتوفى سنة 1010هـ) في "الطبقات السنية في تراجم الحنفية": (وأما ما يُنسب إلى أبي حنيفة من الشعر فكثيرٌ، منه قوله: إن يحسُدُوني فإنِّي غيْرُ لاَئمهمْ... البيتين السابقين[8]. ومنه قوله -وقد اتفق له مع شيطان الطاق في الحمّام لما رآه الإمامُ مكشوفَ العورة، ونهاه عن ذلك، ما هو مشهور-، وهو: أقول وفي قولي بلاغٌ وحِكمةٌ ![]() وما قلتُ قَوْلاً جئتُ فيه بمُنكَرِ ![]() ألا يا عباد الله خَافُوا إلهَكمْ ![]() فلا تدخلوا الحمَّامَ إلاَّ بمِئزرِ ![]() وأما ما كان يتمثل به أبو حنيفة من الشعر، وما مُدح به رضي الله تعالى عنه من النظم، فكثيرٌ لا يدخل تحت الحصر)! ♦ ♦ ♦ ♦ قلت: والذي وجدتُهُ منسوبًا إلى أبي حنيفة ما ذكره الإمامُ الرافعي (ت: 623هـ) في "الأمالي الشارحة" في المجلس (28) إذ قال: (يُذكر أن أبا حنيفة أنشد لنفسه: مَنْ طلبَ العلمَ للمعادِ ![]() فاز بفضلٍ من الرشادِ ![]() فيا لخسران طالبيهِ ![]() لنيلِ فضلٍ من العبادِ ![]() وأنه كان يُنشِدُ كثيرًا: كفى حزنًا ألّا حياةَ هنيئةٌ ![]() ولا عملٌ يرضى به اللهُ صالحُ). ![]() ♦ ♦ ♦ ♦ وجاء في "تنوير بصائر المقلدين في مناقب الأئمة المجتهدين" للكرمي (ت:1033هـ) ص92: (قال محمد بن الحسن: إن أبا حنيفة قال لعيسى بن موسى أمير الكوفة: كسرةُ خبز وقعب ماء ![]() وفردُ ثوبٍ مع السلامهْ ![]() خيرٌ من العيش في نعيمٍ ![]() يكونُ مِنْ بعده ندامهْ ![]() ومن كلامهِ أيضًا: ومن المروءة للفتى ![]() ما عاش دارٌ فاخِرهْ ![]() فاشكرْ إذا أوتيتَها ![]() واعملْ لدارِ الآخِرهْ). ![]() ويجبُ التثبتُ من نسبة هذه الأبيات إليه. وليت القراء يتابعون البحث في تراجم الإمام أبي حنيفة، لاسيما تراجمه المفردة ككتاب الصالحي والسيوطي، وغيرهما. [1] دار الكتاب العربي، بيروت، ط،، 1986م. [2] دائرة المعارف النظامية، الهند، 1332هـ. [3] المطبعة الخيرية، مصر، 1304هـ. [4] والخبر في "تاريخ بغداد" (13/ 367) وغيره، ولم أجده في "الانتقاء". [5] وقد جمَعَ شعرَه الدكتور حاتم الضامن في كتاب، واستنزله عنه الدكتور نوري حمودي القيسي، وأخذه ونشرَهَ في كتابه " شعراء أمويون". (بغداد 1396هـ-1976م). [6] نُسِبا إليه في "غرر الخصائص الواضحة"، ولكن ذكرهما أبو تمام في "الحماسة"، ولم ينسبهما إلى نفسه، فنسبتهما إليه لا تصح. [7] وقد جاء فيها: (أنا طامع في الجود منك ولم يكن ![]() لابن الخطيب من الأنام سواكا) ![]() وغيَّر بعضُ الناس قوله: (لابن الخطيب من) فجعله: (لأبي حنيفة في)!! [8] والصحيح أنَّ الإمام تمثل بهما وليسا له.
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |