|
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() النظريات الترجمية أسامة طبش سأتناول موضوعًا عن الترجمة، يتعلَّقُ الأمرُ بإفادة المترجِم من النظريات الترجمية الحديثة، واستثمار ما فيها من كنوزٍ في عمله الترجميِّ، وترجمةِ النص الذي بين يديه. سأعرِّف القارئَ ابتداء بماهية هذه النظريات، فهي نتاجٌ لما توصَّل إليه المترجمون السابقون، بحكم تجارِبِهم العملية، ودراساتهم العميقة في الميدان، نجد مثل هذه النظريات، النظرية التأويلية Théorie interprètative، والنظرية الأدبية Théorie littéraire، والنظرية الفلسفية Théorie philosophique، والنظرية الغائية Théorie de Skopos، وغيرها من النظريات الكثيرة والعديدة، ولكل نظريةٍ منها هدفٌ معيَّن، وغاية من وجودها؛ بغية التحسين والرفع من العمل الترجميِّ الذي يعكف عليه المترجِمُ. لو تناولنا مثلًا النظريةَ التأويلية لدانيكا سيليسكوفيتش Danika Seleskovitch وماريان لوديرير Marianne Lederer، لوجدنا أن مرتكزها هو المعنى، بمعنى أنني أسعى إلى التأويل، بهدف الوصول إلى الترجمة الصحيحة للنصِّ، ومثل هذا النهج يُعين كثيرًا المترجمَ، خاصة في النصوص ذاتِ الطابع الفلسفي أو الأدبي من نثر وشعر، فاعتمادُ الحرفية La littéralité قد يُخلُّ بالمعنى تمامًا، وسيفقد قيمته، على اعتبار أن الرسالة التي يحملها هي مدادُه الأساسي، وزاده الذي لا غنى عنه في الترجمة. عِلمُ المترجم بهذه النظريات دلالةٌ على تمكُّنه من ميدانه، ويومًا بعد يوم، نشهد دراسات أخرى، تكشف لنا جوانبَ خفية عن عالم اللغة الرائع، أضرب لكم مثالًا بدراسة الأسلوبية المقارنة La styllistique comparée، هذه الدراسة التي أجراها كلٌّ من جون بول فيني Jean Paul Vinay وجون داربلنيJean Darbelnet، قاربت بين اللغة الإنجليزية والفرنسية، وانطلاقًا من هذه المقارَبة تم تحديدُ كثير من العوامل المشتركة والمختلفة بين اللغتين، أقصد الجانبَ اللغوي للغة، بمعنى دراسة اللغة لأجل اللغة، فلوحظت الاستخدامات المختلفة للغة وكيفية تغيرها، والجانبُ المهم في ذلك هي تراكيبها النحوية القائمة عليها. نعرج الآن على العالِمِ اللغوي نعوم شومسكي Noam Chomsky، وذلك من خلال النحو التوليدي، فقد أحدَثَ به ثورةً عميقة في اللغة، وهو أستاذ بالرياضيات بالأساس، حذاقته وذكاؤه الحاد مكَّناه من دراسة اللغة في عمقها، وفهمها حقَّ الفهم من خلال تحليل تفاصيلها الدقيقة. نجد على مستوى العالَم ثلاثَ مدارس رئيسة للترجمة، تُخرج لنا المنظِّرين في ميدان الترجمة: مدرسة باريس بفرنسا E ![]() ![]() ![]() ولا أنسى منظِّرًا آخر، له آراؤه التي تُحترم في ميدان الترجمة، وهو المنظِّر أنتوني بيم Anthony Pym، ويمكن القول بأن أبحاثه تركَّزت على الجانب الاقتصادي من الترجمة La localisation، وهذا ما يُثبت تغلغل الترجمة في جلِّ ميادين العلوم، والحاجة الماسة إلى هذه النظرية ملحة؛ تيسيرًا لعمل المترجم. لا غنى للمترجم عن هذه النظريات، ويجب عليه الدرايةُ والإحاطة بكل متعلقاتها، فيقرأ ويبحث ويطالع، ولمَ لا يبدي آراءه؟! فالممارسة والخبرة تصقلان الموهبةَ وتمرسان القلم على الترجمة، وكلما أبدع المترجم في عمله، وتزوَّد من زاد العلم، كانت ترجمته في المستوى، وحقَّق الهدف منها، وجسَّد شروطها الواجبَ توافرُها فيها، التي هي من صميم عملية الترجمة.
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |