|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() أيهما أتبع: عقلي أم قلبي؟ أ. فيصل العشاري السؤال: ♦ ملخص السؤال: رجل متزوجٌ ولديه أولادٌ، وزوجته تريد الطلاق، ومُقَصِّرة معه في كل شيءٍ، حاوَلَ كثيرًا معها ومع أهلها لكن أهلها يُريدونه أن يُطَلِّقَها، ويسأل: هل يطلقها؟ أو يحافظ على بيته ويصبر عليها؟ ♦ تفاصيل السؤال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أنا متزوجٌ منذ 12 عامًا، ولديَّ ثلاثة أولاد، وزوجتي حاملٌ بالطفل الرابع، لكن بيننا مشكلات كثيرةٌ، وكل يوم يَسُوء الحال أكثر وأكثر، حتى حلَّ الكُره بيننا محل الحبّ. حاولتُ كثيرًا التواصل مع أهلها للوصول لحلٍّ، لكن للأسف لم يكونوا يساعدونني في أي مشكلة. أما المشكلات التي أعاني منها فهي: • تقصير الزوجة الدائم في أمور البيت، وخاصة الطعام. • وظيفتها التي لا أرغب فيها؛ وعندما تكلمتُ مع والدها في الوظيفة قال لي: إما الوظيفة أو الطلاق! • تتعالى عليَّ، خاصة بعدما انتقلتُ من بلدنا بسبب الأوضاع إلى دولةٍ أخرى، وزادت الأعباء المادية عليَّ. • أهل زوجتي يقِفون في صفّ ابنتهم، مع علمهم بمدى التقصير الذي أجده منها، وعندما حاولتُ التفاهم مع أهلها في ذلك، طلب مني والدها أن أطلقها. • إذا تم الطلاق فأعلم - من خلال حياتي معهم - أن زوجتي سوف ترسل لي الأطفال الأربعة! • قرأتُ أن هناك أحوالًا يباح فيها للمرأة طلب الطلاق، ومن ذاك: إذا وجدتْ في نفسها نفرةً منه، وبغضًا شديدًا في قلبها، ولو لم تعرفْ سبب ذلك، فإنها معذورةٌ في طلب الطلاق. • مِن المشكلات التي أعاني منها كذلك: أنني لا أستطيع أن أمنعَها مِن الخروج؛ سواء لزيارة أهلها أو زيارة صديقاتها، وإذا منعتُها تطلب الطلاق، وأهل زوجتي معها في هذه الحالة! كثيرًا ما أراود نفسي لأن أطلقها وهذا رأيُ قلبي، لكني أخاف على أولادي، ولا أريد أن أنهي البيت الذي تعبتُ في بنائه، وأقول لنفسي: أصبر عليها؛ وهذا رأيُ عقلي. فأخبروني أيهما أتبِع: عقلي أم قلبي؟ الجواب: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. نشكركم على تواصلكم معنا، وثقتكم في شبكة الألوكة. كم هو مُؤلمٌ أن يجتمعَ على الشخص أَلَمُ غربة الوطن، وألم غربة العائلة؛ قد تُحْتَمَل الغربةُ عن الأوطان، لكن غربة الأقارب لا تُحْتَمَل. وَظُلْمُ ذَوِي القُرْبَى أَشَدُّ مَضَاضَةً ![]() عَلَى النَّفْسِ مِنْ وَقْعِ الحُسَامِ المُهَنَّدِ ![]() ومع ذلك فما زلتَ صابرًا ومُحتملًا، وهذه دلالةٌ على قوة نفسك، وعُلُوِّ عزيمتك، وهذا يدُلُّ أيضًا على أنك قادرٌ على أن تتجاوزَ هذه المشكلة - بإذن الله تعالى. لم تُوَضِّحْ لنا سببَ إصرار والد زوجتك على وظيفة ابنته؟ هل يستفيد ماديًّا من راتب ابنته؟ لأن هذا قد يُفَسِّر جزءًا من المشكلة؛ حيث إن راتب زوجتك من حقها، ولا يجوز للزوج ولا للوالد الاستحواذ عليه، ولا على جزءٍ منه، إلا بموافقتها، وعن طيب خاطر منها. وما الدافع الذي يدفع زوجتك لأن تُعطي جزءًا من راتبها لوالدها - إن كان ذلك موجودًا - هل هو نوعٌ مِن البر مثلًا؟ أو تفعل ذلك تحت الضغط والإكراه؟ نأتي الآن إلى المعادلة المحيرة: (عقلي أم قلبي)! وحتى تتضحَ لك الصورة تمامًا، فإنه من المفيد أن ننقُلَ لك شيئًا من كلام الفقهاء حول الخُلع؛ حيث ذكروا بأنه في اللغة: النَّزْع والإزالة، وفي اصطلاح الفقهاء هو: نزْعُ ملكية الزوج عن عصمة زوجته، وإزالة النكاح الذي كان بينهما، مقابل عِوَض تدفعه الزوجةُ، وذلك إذا تضررت الزوجةُ مِن بقائها في عصمة الزوج؛ بسبب سوء خُلُقِه، أو نقص دينه، أو كِبَرِه، أو ضعفه، وخافتْ أن تأثمَ بتفريطها في بعض حقوقه، فلها أن تبذلَ له مالًا ليفارقها، والأصلُ في ذلك قوله تعالى: ﴿ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا فِيمَا افْتَدَتْ بِهِ ﴾ [البقرة: 229]. وفي صحيح البخاري، عن ابن عباس، أن امرأة ثابت بن قيس أتت النبي صلى الله عليه وسلم، فقالتْ: يا رسول الله، ثابت بن قيس ما أعتب عليه في خُلُق ولا دين، ولكني أكره الكفر في الإسلام، فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: ((أترُدِّين عليه حديقته؟))، قالتْ: نعم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((اقْبَلِ الحديقة، وطلِّقْها تطليقة)). وكانتْ هذه المرأة - وهي جميلة بنت عبدالله بن أبي - قد كرهتْ زوجها لدمامته رضي الله عنهما، وقولها: أكره الكفر في الإسلام؛ معناه: أنها تخاف أن يحملها بُغضه على ما يقتضي الكفر؛ كما في فتح الباري. وبهذا تعلم - أيها الأخ الكريم - أن الخُلْعَ لا بد له من سبب مشروعٍ؛ حتى تمكن المرأة منه، وهذا السببُ يُقَدِّره القاضي. أما التبرُّع بطلاقها بسبب نفرتها منك، فهنا ينبغي أن نبحثَ عن السبب الذي جعلها تنفر منك، وتتمنى فراقك! عمليًّا لا يوجد بُغْضٌ وكُرْهٌ بين الزوجين بدون سببٍ، ومع تقدم العلوم الإنسانية في شتى المجالات - لا سيما في علم النفس وعلم الاجتماع - صار في الإمكان تشخيصُ الدوافع النفسية بدقةٍ كبيرةٍ بين الزوجين. كنا نتمنى أن تفيضَ في الشرح أكثر حول طبيعة العلاقة الزوجية بينك وبين زوجتك المصون، وهل شخصية الزوجة سويَّة منذ الصِّغَر؟ أو أنها تُعاني مِن بعض الاختلالات النفسية؟! عمومًا هذه الأسئلة وإجاباتها يمكن أن تتوجَّه بها إلى مختصٍّ نفسي - إن كان ذلك متاحًا - وإلا فتواصلْ مع مستشاري هذه الشبكة المباركة للمساعدة في هذا الجانب -حال وجود أي من المشاكل المذكورة. عودٌ على بدء: كنا تكلمنا عن المعادلة التي وضعتَها لنفسك: (عقلي أم قلبي)؟ والخلاصةُ: إذا كان الدافعُ للطلاق هو الدافع المادي - كأن يكون والدها مستفيدًا من راتبها - فهنا لك كاملُ الحق في إمساكها، وعدم تسريحها، مع السعي لحل مشكلتها مع أبيها وأسرتها. وإن كانتْ هناك دوافعُ نفسية أخرى، فهنا ينبغي تحديد هذه الدوافع أولًا (ما هي؟)، ثم تحديد إمكانية علاجها مِن عدمه، وهنا لا نستطيع أن نُشيرَ عليك بشيءٍ حيال هذه النقطة؛ حتى نعرفَ عمليًّا هذه الدوافع. أما ما ذكرتَه مِن (تعاليها) عليك، وشعورها (بالفوقية) فهي مشكلة فعلًا، لكنها لا ترقى إلى طلب الطلاق؛ حيث يمكن علاج هذه الظاهرة بشكلٍ تدريجيٍّ مع مرور الزمن. لكن يبدو أن الذي فاقم مِن هذه (الفوقية والاستعلائية) هو تدخُّل أسرتها، ودخول أبيها على الخط بشكل أخصّ، وهنا ينبغي أن نفصلَ بين المشكلتين: (فوقيتها) و(تدخُّل أهلها)، وحل كل مشكلة على حدة بمعزل عن الأخرى. لا نملك إلا أن نقول لك: • لا تيئسْ، وكما صبرتَ كل تلك الفترة، فأنت قادرٌ على مواصلة المسير. • تفاهمْ مع زوجتك بكل شفافية، وذكِّرْها بحقوق الزوجين. • لا ترضخْ لطلب الطلاق إلا بناء على مُقاربة ومدارسةٍ منطقيَّةٍ، وليس استجابة لضغْطِ أهلِها، أو ردة فِعْل لحالتك النفسية السيئةِ. • كِلْ أمرَك إلى الله، وتمسَّك بعُروته الوُثقى؛ ﴿ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ ﴾ [الطلاق: 3]. يسر الله أمرَك، وهدى قلب زوجك والله الموفِّق
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |